الدكروي يكتب عن حياة معاذ بعد وفاة النبي


بقلم / محمـــد الدكـــروري

لقد ذكرت المصادر الإسلامية أنه بعد أن توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد خرج الصحابي الجليل معاذ بن جبل رضي الله عنه إلى الشام، فشهد الفتح الإسلامي للشام، وشارك في معركة اليرموك، وقال محمد بن كعب القرظى في سبب خروجه إلى الشام، جمع القرآن في زمن النبي صلى الله عليه وسلم خمسة من الأنصار معاذ وعبادة وأُبي وأبو أيوب وأبو الدرداء، فلما كان عمر، كتب يزيد بن أبي سفيان إليه إن أهل الشام كثير، وقد احتاجوا إلى من يعلمهم القرآن ويفقههم، فقال أعينوني بثلاثة، فقالوا هذا شيخ كبير،لأبى أيوب، وهذا سقيم لأبيّ بن كعب، فخرج الثلاثة إلى الشام، فقال ابدءوا بحمص، فإذا رضيتم منهم، فليخرج واحد إلى دمشق، وآخر إلى فلسطين، ولما أصيب أبو عبيدة بن الجراح والي الشام في طاعون عمواس.

قد استخلف معاذ بن جبل، فماتت زوجتيه، ثم ولديه، ثم مات هو في نفس الطاعون، وكان معاذ طويلا، حسن الثغر، عظيم العينين، أبيض، جعد، قطط، مجموع الحاجبين، به عرج، وقال أنس بن مالك رضى الله عنه جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة كلهم من الأنصار، أبي بن كعب وزيد ومعاذ بن جبل وأبو زيد أحد عمومتى، وروى عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبى صلى الله عليه وسلم قوله “خذوا القرآن من أربعة، من ابن مسعود وأبي ومعاذ بن جبل وسالم مولى أبي حذيفة” وقد أثنى النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، على معاذ بن جبل، فقد روى أنس بن مالك عن النبى محمد قوله “أرحم أمتي بأمتى أبو بكر، وأشدها فى دين الله عمر، وأصدقها حياء عثمان،

وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ، وأفرضهم زيد، ولكل أمة أمين وأمين هذه الأمة أبو عبيدة” وقال الصنابحي أنه سمع معاذ يقول ” لقينى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ” يا معاذ، إني لأحبك في الله” قلت ” وأنا والله يا رسول الله أحبك في الله” وقال النبى صلى الله عليه وسلم “معاذ أمام العلماء يوم القيامة برتوة أو رتوتين” وقال أبو هريرة رضى الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول “نعم الرجل أبو بكر، نعم الرجل عمر، نعم الرجل أبو عبيدة بن الجراح، نعم الرجل أسيد بن حضير، نعم الرجل جعفر، نعم الرجل ثابت بن قيس، نعم الرجل معاذ بن جبل، نعم الرجل معاذ بن عمرو بن الجموح” وكما كان معاذ بن جبل من قلة ممن سُمح لهم الفتيا على عهد النبى صلى الله عليه وسلم.

فقال سهل بن أبي حثمة “كان الذين يفتون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة من المهاجرين، عمر وعثمان وعلي، وثلاثة من الأنصار أبي بن كعب ومعاذ وزيد” وكما كان لمعاذ منزلته بين صحابة النبى صلى الله عليه وسلم، فعندما خطب عمر بن الخطاب الناس بالجابية، قال “من أراد الفقه، فليأت معاذ بن جبل” وقال عبد الله بن مسعود “إن معاذ بن جبل، كان أمة قانتا لله حنيفا، ولم يك من المشركين” وكما قال أبو إدريس الخولانى ” دخلت مسجد حمص، فإذا فيه نحو من ثلاثين كهلا من الصحابة، فإذا فيهم شاب أكحل العينين، براق الثنايا ساكت، فإذا امترى القوم، أقبلوا عليه، فسألوه، فقلت من هذا؟ قيل هو معاذ بن جبل، فوقعت محبته فى قلبى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.