بقلم / محمـــد الدكـــروري
لقد كان النبي صلي الله عليه وسلم رحيما مع أهل بيتة خاصة ومع المؤمنين عامة، ومما يذكر عن اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم، بالسيدة صفية رضي الله عنها، وإكرامه لها، أنها رضي الله عنها، جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، تزوره وهو معتكف في المسجد في العشر الأواخر من شهر رمضان، فتحدثت عنده ساعة من العشاء، ثم قامت تنقلب، فقام معها رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقلبها حتى إذا بلغت باب المسجد، الذي كان عند مسكن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، مر بها رجلان من الأنصار، فسلما على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم نفذا، فقال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم “على رسلكما، إنها صفيه بنت حيى ” فقالا سبحان الله، يا رسول الله، وكبر عليهما ذلك.
فقال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم “على رسلكما، إنها صفيه بنت حيى ” فقالا سبحان الله، يا رسول الله، وكبر عليهما ذلك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إن الشيطان يجرى من ابن آدم مجرى الدم، وإنى خشيت أن يقذف فى قلوبكما شيئا ” وقيل عن زيد بن أسلم أن نبي الله صلى الله عليه وسلم، في وجعه الذي توفى فيه، قالت صفية بنت حيي والله يا نبي الله لوددت أن الذي بك بي، فغمزها أزواجه، فأبصرهن، فقال صلى الله عليه وسلم “مضمضن” قلن، من أي شيء؟ قال ” من تغامزكن بها، والله إنها لصادقه ” فقد كانت شديدة الحب لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وتحكي لنا السيدة صفية بنت حيي رضي الله عنها، عن قدوم النبى صلى الله عليه وسلم عندهم بالمدينه قائلة.
لم يكن أحد من ولد أبي وعمي أحب إليهما مني، لم ألقهما في ولد لهما قط أهش إليهما إلا أخذاني دونه، فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم قباء وهى قرية بني عمرو بن عوف، غدا إليه أبي وعمي أبو ياسر بن أخطب مغلسين، فوالله ما جاءانا إلا مع مغيب الشمس، فجاءانا فاترين، كسلانين، ساقطين، يمشيان الهوينى، فهششت إليهما كما كنت أصنع، فوالله ما نظر إلي واحد منهما، فسمعت عمي أبا ياسر يقول لأبي أهو هو؟ قال نعم، والله، قال تعرفه بنعته ووصفه؟ قال نعم والله، قال فماذا في نفسك منه؟ قال عداوته والله ما بقيت وذكر موسى بن عقبة عن الزهري أن أبا ياسر بن أخطب حين قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ذهب إليه وسمع منه وحادثه، ثم رجع إلى قومه، فقال يا قوم، أطيعوني.
فإن الله قد جاءكم بالذي كنتم تنتظرون، فاتبعوه ولا تخالفوه، فانطلق أخوه حيي بن أخطب وهو يومئذ سيد اليهود، وهما من بني النضير، فجلس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسمع منه، ثم رجع إلى قومه، وكان فيهم مطاعا، فقال أتيت من عند رجل والله لا أزال له عدوا أبدا، فقال له أخوه أبو ياسر يابن أم، أطعني في هذا الأمر واعصني فيما شئت بعده، لا تهلك، فقال لا والله لا أطيعك أبدا، واستحوذ عليه الشيطان، واتبعه قومه على رأيه، وقد أدركت السيده صفية رضي الله عنها ذلك الهدف العظيم الذى من أجله تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووجدت الدلائل والقرائن عليه في بيت النبوة، فأحست بالفرق العظيم بين الجاهلية اليهودية ونور الإسلام، وذاقت حلاوة الإيمان.
وقد تأثرت بخلق سيد الأنام صلى الله عليه وسلم، حتى نافس حبه حب أبيها وذويها والناس أجمعين، ولما مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد تأثرت رضي الله عنها لمرضه، وتمنت أن لو كانت هي مكانه.