خطبة عن التأدب مع الله

بقلم الشيخ/ عماد البية

الحمد لله سبحانك. لا تقال إلا لك فأنت أنت الله؛تعطي من سألك ومن لم يسألك؛وكل شيء عندك بمقدار عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال ينادي في حديثه القدسي الجليل فيقول.. يا ابن آدم لا تخف من ذي سلطان ما دام سلطان ومُلكي لا يزول أبدا يا ابن آدم لا تخف من فوات الرزق ما دامت خزائني مملوءه لا تنفذ أبدا يا ابن ادم ليه عليك فريضه ولك علي رزق؛فإن خالفتني في فريضه لم أخالفُك في رزقك يا ابن آدم ارضيت بما قسمتُه لك أرحت قلبي؛وإن لم ترضى فوعذتي وجلالي لأسلطن عليك الدنيا تركض فيها ركدا الوحوش في البرية؛ولا ينالُكَ منها إلا ما قسمته لك؛وكنت عندي مزموما. وأشهد أن لا إله إلا الله جعل مع الصبر نصرا ومع الضيق فرجا ومع العسر يسرا جعل لكل شيء بداية فلا بد له من نهايه فما أول إلا ويتلوه آخر؛وإن طال الليل مهما طال فلا بد من طلوع الفجر؛والعمر مهما طال فلا بد من دخول ظلمة القبر ؛لا تعجلن فليس الرزق بالعجل: الرزق في اللوح مكتوبُ مع الأجل ِ: فلو صبرنا لكان الرزقُ يطلبُنا: ولكن الإنسان خلق من عجلٍ؛قالوا للحسن البصريُ يوما من الايام يا إيمان ما سر زهدك في الدنيا فقال أربعة أشياء
1-علمت أن رزقي لم يأخذه غيري فطمئن قلبي
2-وعلمت أن الله مطلع علي فاستحييت أن يراني على معصية 3-وعلمت أن عملي لا يقوم به سواي فاشتغلت به
4-وعلمت أن الموت ينتظرني فاعددت الرحيل للقاء الله رب العالمين. وأصلي وأسلم صلاةَ تامةَ كاملةَ على الحبيب المحبوب محمد بن عبد الله الذي تلقى نعيهُ حال حياتهُ على من كان يخاطب الناس؛من على جزع نخله. ولما صُنع له منبرا وترك جزعَ النخله سُمِعَ لجزع النخلة أنين أي بكاء يا بكاء إلام التي فقدت صغيرُها. فإن كان جزع النخلة قد بكى على فراق النبي فما بالونا نحن وقد فارقتنا يا خيرَ خلقِ الله. سلامُ على من قال لناقةِ اشهدي أنى رسول الله قالت الناقةِ نعم سلامي على من شق جبريل صدره صغيرا ولم يشعرُ من ذلكم من ألمِ؛سلامي على الممدوح في طه وياسين. سلامي على الممدوح في النون والقلم. وأكرم الله ومن سمع اسم النبي وصلى عليه.؛يقول النبي في هذه الليله إذا كان الليله ليلها أو يومُها؛فأكثروا علي من صلاتكم فإن الله يرد علي رَوحي فأقول َ من مقامى لأرضَ السلامَ على من سلمَ عليَ.. وهو الذي يقول أيضا؛؛صلوا علي فإن صلاتكم معروضةَ عليَ قالوا كيف وقد أرمتَٕ. أي دفنت في التراب فقال النبي محمد صلى الله عليه وسلم إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء؛؛فما بالكم بمن صلى بهم إماما: حضرتك لما بتطلب من رب العباد ليه بتعاملُه معاملة النِد بالنِد-سؤال واحد بعض الناس يقول لو ربنا أعطاني هصلى؛ولو ربنا رزقني هتصدق؟ولو ربنا أعطاني هَحِج عمل معاملة رب العباد النِد بالنِد. مع إن ربنا مبيعملناش كده؛ربنا ما قالش لك صلى عشان أديك ومقلش لك أتصدق عشان أديك ومقلش لك حِج عشان أديك. ولكن قال لك يا ابن آدم لي عليك فريضة ولك علي رزق فان خالفتني في فريضتي فلم أخالفُك في رِزقك. ليه بتعامل رب العباد معامله النِد بالنِد. مع إن رب العباد يعطي الذاكرين ويعطي الغافلين ويعطي المصلين ويعطي المشركين لأن الله كتب الرزق لأبن أدم منذ كان نطفة في رحم الأمهات ليه إحنا مش مؤدبين في الطلب مع الله ليه حضرتك مش محترم مع إن الله قد تكلم على الفقراء فقال( تحسبهم أغنياء من التعفف لا يسألون الناس إلحافَ) يبقى الواحد منهم مش معاه مائة جنيةولا عشرة جنية ويبقي ماشى ماشاء الله لأنه عارف الذي يرزق ويعطي ويمنع هو الله سبحانه وتعالى.. ولذلك قال الله سبحانه وتعالى في الحديث القدسي الجليل أحب ثلاثه وحبي لثلاثه أشد أحب الغني وحبي للغني المتصدق أشد. ما تقعدش تجمع المال وتقول باعمل حساب لبكره بكره ده بيد الله لأنه مقلب الأمور تحط الجنيه على الجنيه وتحرم نفسك عشان إيه. عشان تقول أولادي وزوجتي والبيت والمصاريف والله لا ينفعك شيء إلا إذا تصدقت وأنفقت كما قال ربنا (يا أيها الذين آمنوا انفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه) فقير بس أبقى مؤدب أحب ثلاث وحبي لثلاثه أشد أحب الغني وحبي للغني الكريم أشد وأحب الفقير وحبي للفقير المتواضع أشد أحب الطائعين وحبي لشاب الطائع أشد. المرأة التي راحت لأحد الأغنياء ما توحد رب الأرض والسماء فقير ولكن محترم مع الله طالما وقفت على الباب لازم تكون محترم مع العاطي الوهاب: لأنه هو الذي يقول وفي السماء ((رزقكم وما توعدون)) المرأة التي أشتدت الحاجة بها فذهبت إلي قاضي القرية وكان رجل تقي فتركت عليه الباب فخرج الحارس وحد الله المرأة دي هتعلم الدنيا كلها كيف تطلب بأدب واحترام ليس معها دراسات إسلامية ولا معاها جامعة أمريكيةولا معها ثانوية ولا معها إعدادية لكن أميةتعلمت في مدرسة حضرة النبي محمد ذهبت المرأة للغني طرقت باب الحارس خرج ما بك يا إمرأة قالت له بلغ سيدك وقل له أختك من آدم على الباب يعني أختك في الإسلام موجودة فدخل الحارس بلغ الملك فقال له كلها تفضلي فأخوك في انتظارك الطالب والمطلوب مؤدبين الاثنين الفقير والغني دخلت المرأة دار الرجل اسمع بقت تقول له إيه ً اسمع الكلام اللي يدرس في الكتب اسمع يا كل غني اسمع يا من أنعم الله عليه للفقير وللغني العملية مش عملية فلوس العملية رضا النفوس العملية مش بالمال العملية بالأعمال الموضوع أنا معي كم في البنك الموضوع عن كم عند الله فدخلت المرأة فقالت له يا سيدي إن الفقر مر المذاق ومن أجل ذلك وقفت أنا وزوجي على باب الطلاق فهل عندكم ما ينفعكم يوم التلاق ما عندكم ينفذ وما عند الله باق. إيه الأدب ده إيه الشعر الجميل ده قال لها عيدي يا إمرأة عادت مره واثنين وثلاثه وعشرة قالت له يا سيدي اتهزأ مني لأنني أطلب منك فقال لها والله الذي رزقني من عنان السماء لو قلتيها ألف ألف مرة لاعطيتك بكل مره ألف ألف درهما. أيها الحراس أعطوها من الإبل ألفا ومن الغنم ألفا ومن الماعز ألفا ومن المال ما تشاء فما عندنا ينفذ وما عند الله باق–
الطالب مؤدب والمطلوب مقدم فإن كنت تجمع الدنيا فالدنيا فانية وإن كنت تجمع لتكون من الأغنياء فكم من غني نام على التراب وإن كنت تظن أن المال هو الذي يرفعك فعملك الصالح وسيرتك الطيبة بين الناس وإن كنت تظن أنك أغنى الأغنياء فالغنى هو الغني بالخلق. والغني هو الغني بالإيمان الغني هو الغني بتقوى الله الواحد الديان البر لا يبلى والذنب لا ينسى والديان ولا يموت اعمل ما شئت فكما تدين تدان أو كما قال التائب من الذنب حبيب الرحمن ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة.. الخطبه الثانيه الحمد لله غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذو القول لا إله إلا هو وإليه المصير وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم صل عليه وعلى أصحابه صلاة دائمة ما دامت السماوات والأرض
أما بعد فيا أخوة الإيمان والإسلام أختم معك بعد ما توحد من لا يغفل ولا ينام سيدنا الحسين ابن بنت النبي ما تصلي عليه صلى صلاة الفجر وهذه القصه في كتاب الكشاف للزمخشري. سيدنا الحسين امتعنا صلاه الفجر والنهار لسه ما طلعش وإذا بسائل فقال من؟قال سائل بدري كده فقال له افتح يا ابن بنت النبي الذي ارسلني إليك هو حضرة الحبيب محمد وقال لي إذا سالت من الناس فأسال أربع. أربعة من الناس أوعى تُطلب من أي أحد سيدنا النبي حدد له الأربع أصناف 1-قال له أهل علم
2-وأهل القران
3-وذو نسب شريف 4-ووجه صبيح
هذه الأربعه قال له وأين أنا من هؤلاء الأربعه قال له الرجل وهل هناك أهل علم أكثر منك يا ابن بنت النبي واهل قرآن كان ينزل على أسرتيكم ونسب شريف وهل هناك نسب أفضل منكم ووجه صبيح وهل هناك أصبح من وجهك.. ملخص الكلام إلا وواحد داخل عليه ومعه سر من الدنانير الجزاء من جنس العمل( وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله) فقال الرجل يا ابن بنت رسول الله قال نعم قال انفقها في سبيل الله فقال له الحسين أيها الرجل أنت قلت إن النبي ارسلني وقال لي لا تسال إلا أربع فهذه الصرة بالأربع إني سائلك أربع. أجبت على واحده فلك الربع. اثنين لك النصف ثلاثه لك ثلاثة أربع. أربعة كلها لك قال له سلم يا ابن بنت النبي قال ما هو أفضل شيء المال أم الأولاد إيه هو. فقال الرجل أفضل شيء إيمانا بالله ورسوله؟قال فإن لم يكن؛؛فقال الرجل فغنى معه كرم؛؛قال فإن لم يكن قال فقر فيه أدب؛؛قال فان لم يكن فعلم معه حلم قال فإن لم يكن قال صاعقه من السماء تحرقه في مكانه إن لم يتادب مع الله: فلا بد أن تكون مؤدب مع رب الأرض والسماء ما تقعدش وأنت بتصلي تعاتب ربنا وتقول ليه فلان عنده وإنا ما عنديش.. فقال( إن كل شيء خلقناه بقدر) ولا معقب لامر الله فردا بما قسم الله لك تكن أغنى الناس؛؛ولا تقل لأحد بي كذا وكذا ولكن أرفع شكواك إلى الله ندعو الله سبحانه وتعالى اللهم ارحمنا فإنك لنا رحم ولا تعزمنا فأنت علينا قادر والطف بنا يا مولانا فيما جرى به المقادير اللهم أرزقنا قبل الموت توبه وعند الموت الشهاده وبعد الموت جنه ونعيما يا أرحم الراحمين واجعلنا من ورثه جنه النعيم ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم وتوب علينا يا مولانا إنك أنت التواب الرحيم واجعلنا من الذين تجري من تحتهم الأنهار في جنات النعيم دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحياتهم فيها سلام وأخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين وأقم الصلاه إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا