بقلم/ محمـــد الدكـــروري
لقد كانت هناك وصية غالية من رسول الله صلي الله عليه وسلم بالنساء، فى خطبة الوداع، فقال صلى الله عليه وسلم “أما بعد أيها الناس إن لنسائكم عليكم حقا ولكم عليهن حق، لكم أن لا يواطئن فرشهن غيركم، ولا يدخلن أحدا تكرهونه بيوتكم إلا بإذنكم ولا يأتين بفاحشة، فإن فعلن فإن الله قد أذن لكم أن تعضلوهن وتهجروهن في المضاجع وتضربوهن ضربا غير مبرح، فإن انتهين وأطعنكم فعليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف، واستوصوا بالنساء خيرا، فإنهن عندكم عوان لا يملكن لأنفسهن شيئا، وإنكم إنما أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله فاتقوا الله في النساء واستوصوا بهن خيرا ألا هل بلغت اللهم فاشهد، أيها الناس إنما المؤمنون إخوة ولا يحل لامرئ مال لأخيه إلا عن طيب نفس منه ألا هل بلغت اللهم فاشهد.
فلا ترجعن بعدى كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض، فإني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا بعده كتاب الله وسنة نبيه، ألا هل بلغت اللهم فاشهد، أيها الناس، إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، كلكم لآدم، وآدم من تراب، إن أكرمكم عند الله أتقاكم، ليس لعربي فضل على أعجمي إلا بالتقوى، ألا هل بلغت؟ اللهم فاشهد، قالوا نعم قال فليبلغ الشاهد الغائب، أيها الناس إن الله قد قسم لكل وارث نصيبه من الميراث ولا يجوز لوارث وصية، ولا يجوز وصية في أكثر من ثلث، والولد للفراش وللعاهر الحجر، من ادعى إلى غير أبيه، أو تولى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة، والناس أجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل والسلام عليكم” ولما فرغ النبي صلي الله عليه وسلم من خطبته نزل عليه قوله تعالى.
” اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا” وعندما سمعها عمر بن الخطاب رضي الله عنه بكى، فقيل له ما يبكيك؟ قال إنه ليس بعد الكمال إلا النقصان” رواه البخاري، ولما قضى مناسكه جد وحث علي المسير عائدا إلى طيبة الطيبة وهى المدينة المنورة، ولقد اشتملت هذه الخطبة علي مبادئ ذات قيمة عالية تضمت شرائع الإسلام وأحكامه لو طبقها الناس في حياتهم لسعدوا في الدنيا والآخرة منهما حرمة النفس والمال حرمة تجعل العدوان عليها جريمة وإثما وتجعل اهدارهما بغير حق منكرا وبغيا، واهدار تلك العادة السيئة، التي كانت سائدة في الجاهلية وهي ما نسميها اليوم الأخذ بالثأر وبذلك قضي الإسلام علي الأحقاد كلها ودعا إلي ترك الثأر، وحث رسول الله صلي الله عليه وسلم.
علي الصفح الجميل والتسامح الكريم عن كل ما كان في الجاهلية من دماء، وحرم صل الله عليه وسلم الربا قليله وكثيره بصورة قاطعة وأساليبه المتعددة فلا يأخذ الإنسان إلا رأس ماله فحسب، وبين صل الله عليه وسلم لنا الإسلام حدود العلاقة بين الرجل وزوجته تنظيما للأسرة فجعل علي الزوجة ألا تدخل علي فراش زوجها من يكره من الناس وألا تأتي فاحشة مبينة لا قولا ولا عملا , وأباح للرجل أن يؤدب زوجه في غير قسوة ولا إسراف بالهجر في المضاجع فإن لم يفد الهجر فبالضرب غير الشديد, وجعل علي الرجل، أن يعامل زوجه معاملة طيبة بالخير والمعروف وألا يستغل ضعفها فيسومها الذل والهوان.