بقلم / د. محمد سالم الغامدي
عندما نتحدث عن المواطنة كقيمة بشرية فطرية فإن الحديث عنها يتشعب بتشعب المصالح المتبادلة بين الإنسان الذي يعيش في هذا المكان الذي ينمو ويترعرع فيه ويتعلم ويعمل فيه، وفيه ينتج ويبني، وبين المكان الذي يحتضن هذا الإنسان وفيه يجد الغذاء والكساء والدواء وفيه يجد الأمن والأمان ولاشك بأن المواطنة الصالحة الإيجابية المنتجة تقوم على مرتكزين لا غنى عنهما وهما:
الولاء للقيادة التي تتولى تسيير كافة الأمور الحياتية الخاصة بالمواطنين والثروات والعلاقات مع الأمم الأخرى داخل إطار هذا الوطن من خلال الالتزام بأوامرها وطاعتها في تطبيق كافة الأنظمة التي تقوم عليها مؤسسات الدولة ودعمها بالدفاع عنها عندما تتعرض لمكائد خارجية أو داخلية.
ثم الانتماء لتراب هذا الوطن ولمنجزاته والدفاع عنه ودرء كل ضرر يمسه والمساهمة الفاعلة في بناء منجزاته المتراكمة عبر الأجيال.
ولعلي من خلال ما سبق أستطيع القول: أن عملية التكامل بين الإنسان الذي يحتويه هذا المكان بأطيافه ومذاهبه وألوانه وأجناسه ورئاسته ومرؤسيه تتحدد وتزداد قوتها ومتانتها بقدر حالات الحب والتقدير والوفاء بمتطلبات بعضهم البعض وبقدر تبادل الخدمات المستوجبة لكل فرد منهم سواء كانت تلك المتطلبات أو الحقوق على كل طرف سواء كانت مادية أو معنوية، وهذا حتما لا يتحقق إلا بتوفر تلك العوامل بدرجة كبيره فالجميع لابد وأن يكونوا جميعاً كالجسد الواحد لا طبقية ولا عصبية ولا تنافر ولا تجبر ولا سلطة مطلقة تحد من الحريات التي لا تمس ثوابت الوطن كالقيادة والدين والأمن، ومن هذا المنطلق لابد أن يكون كل مواطن رجل أمن دون بدلة ليكون سندًا أمينًا لهذا الوطن ولقيادته ولأفراده.
ولعلي هنا أتمنى أن يجد المواطن الغيور على مصالح وطنه وقيادته الدعم والتحفيز في كشف السلبيات المؤسسية وفق انتقادات بناءة لا هدامة وخاصة من طرف الإعلام بكل صوره الذي يعد السلطة الرابعة وفق التصنيف العالمي فدور الإعلام بكل صوره أن يسهم في كشف مواطن الفساد وتحديد السلبيات التي تعيق الحركة التنموية داخل كل مؤسسة بعد الإلتزام بالثوابت المذكورة سلفاً وهذا الأمر تحديداً لابد أن يلمسه الكتاب وخاصة كتاب الرأي الذين ينتمون إلى صحف محلية رسمية يضبطها متابعة وكذلك المغردون الغيورون على أمن واستقرار ونماء الوطن بكل صوره.. والله من وراء القصد.