لماذا لا أُتَاجِرُ بالقَضِيَّةْ؟

بقلم الشاعر / هشام الصفطي

لماذا لا أُتَاجِرُ بالقَضِيَّةْ؟
وَ تَأْخُذُني الحَماسَةُ وَ الحَمِيّةْ؟

فَبَحْرُ الشِّعْرِ يُغْرِقُ لي يَهُودَاً
وَ كُلُّ قَصَائِدِ الفُصْحَى أَبِيَّةْ

فِلِسْطِينُ الجَريحَةُ قَبْلَ وَعْييْ
بلا حلٍّ قَضِيَّتُهَا العَصِيَّةْ

ملايينُ الألى فيها استَقَرّوا
ملايينُ الأُلى صاروا ضَحِيَّةْ

وَ إِسْراطينُ حَلٌّ أَيَّ حَلٍّ
وَ عَلْمانيَّةٌ لا عُنْصُريَّةْ

أهِرمِجْدُونُ قادمَةٌ لِتَفْنَى
سُلالاتُ القرودِ البَرْبَريَّةْ؟

متى سيقومُ مَانْدِيْلْلَا ينادي
لِتَلْتَحِمَ الحُشودُ الآدَميَّةْ؟

على الأرضِ السَّلامُ وفي الأعالي
جلالُ اللهِ والدُّنْيَا بَهِيَّةْ

وَ تُفْتَحُ أُوْرْشَليمُ لِمَنْ أَتَاهَا
بلا فرقٍ ، رحاباً مَقْدِسِيَّةْ

يَعيشُ الكُلُّ بِالقانونِ عِزَّاً
وَ تُنْسَى حِقْبَةُ الشَّرِّ الدَّمِيَّةْ

هُوَ الإِنْسَانُ لا تفْنَوْا عَدَاءً
مَتَى تَتَعَقَّلُ الأُمَمُ الغَبِيَّةْ

صَواريخٌ وَ غَاراتٌ وَ قَتْلٌ
لِأَرْواحٍ بَريئَاتٍ زَكِيَّةْ

وَ سُكَّانُ المَدائِنِ في ارتياعٍ
يُفَزِّعُها ضَجيجُ العَسْكَريَّةْ

فَيَا رُوحَ المَسيحِ هُنَا تَعَالَيْ
أَديري خَدَّ حُبٍّ مُعْجِزِيَّةْ

هُنَا ليذوبَ دَجَّالٌ خبيثٌ
يسعّرُ في جهنَّمَ سَرْمَديَّةْ

أبوكُم آدَمُ المَنْفِيُّ كُرْهَا
بِأَرْضٍ نَبْتُهَا كَبَدٌ شَقِيَّةْ

تبَدَّتْ كالهَباءِ بها قُتِلْتُمْ
على لا شيءِ وازْدَدْتُمْ مَنِيَّةْ

لَكُمْ فَوقَ الكَواكِبِ أَلفُ قُدْسٍ
وَ مِعْراجٌ وَ فُرْصَاتٌ سَخِيَّةْ

أَيا نَسْلَ القُرودِ مَتى أَفَقْتُمْ
تبَدَّتْ أَنْجُمُ الغَيْبِ الخَفِيَّةْ

أَيَبْني الحبُّ ما هدمَ التعادي
أَبَعْدَ الهُوجِ أنسامٌ رخيَّةْ؟

مَتى سَتَذوقُ كَوكَبُنا إِخاءً
وَ تَحْسَبُهَا المَجَرَّاتُ النَبِيَّةْ؟

كُرُونا لا تميِّزُنا بِدينٍ
وَ تَدْعُونا لِدَربِ العَالَمِيَّةْ

فحقَّاً جاهدوا لكن لِحُبٍّ
سيغلِبُ لو خُذِلْتُمْ عَنْتَريَّةْ

فَطوبَى للسَّلامِ وَ صَانِعيهِ
وَ وَيلٌ لِلْمُكَابِرِ عَنْجَهِيَّةْ

وَ مَنْ يَأْبَ المَحَبَّةَ قَاتِلوهُ

بجيشِ الحُبِّ ، تَنْكَشِفُ البَلِيَّة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.