بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله رب العالمين الذي يحب الصابرين، ويبشرهم بصلوات منه ورحمة ويثني عليهم فيصفهم بالمهتدين، أحمده سبحانه حمد عباده الصابرين الشاكرين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة نرجو بها الفوز والنجاة يوم الدين، وأشهد أن سيدنا ونبيّنا محمدا عبد الله ورسوله خاتم النبيين وإمام الصابرين وقائد الغر المحجّلين، اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحابته أجمعين، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ثم أما بعد، إنه منذ اللحظات الأولى التي يفتح بها الإنسان عينيه من النوم، وقبل أن ينهض من سريره يستلم الهاتف ويتصفح تلك المواقع وينتقل للمتابعة في دورة المياه وأثناء الجلوس على سفرة الطعام وفي السيارة وفي العمل وفي كل مكال إلى أن يستسلم إلى النوم مرة أخرى وهذه حياة الكثير من الناس الآن.
وليس هناك أدنى شك أن وسائل التواصل الإجتماعي أصبحت من سمات العصر وإخترقت جميع البيوت دون إستئذان ودون رقابة ويستخدمها جميع الفئات والأعمار، فهي أداة فتاكة وسلاح ذو حدين فكما أنها وسيلة لتعزيز السلوك الإيجابي داخل المجتمع عن طريق تشجيع الفرد على تكوين صداقات، والتواصل مع الأخرين والتعرف على كل ما هو جديد في مجال العلوم وتبادل الخبرات العلمية في جميع المجالات وعلى كافة الأصعدة، إلي أنها أيضا وسيلة فتاكة تفتك بجميع القيم الإيجابية التي ينبغي أن يتمسك بها الفرد، ويتمثلها في أخلاقه وسلوكه وعلاقاته، وإن هذه الطفرة الهائلة في عالم التواصل والإتصال الحديثة صاحبتها مظاهر سلبية كثيرة تمثلت بزيادة معدلات الطلاق وقطيعة الرحم.
وإنتشار الشائعات والبذخ والتفاخر والإبتزاز والإستغلال الجنسي وغيرها من المشاكل الإجتماعية المعقدة، كما أنها أصبحت بيئة خصبة لجرائم المعلومات والجريمة المنظمة والإرهاب والجرائم المتعلقة بالأخلاق والآداب العامة والإستغلال الجنسي للأطفال والإتجار بالمواد المخدرة، وغيرها من الجرائم والأنشطة غير المشروعة على هذه الشبكات الإجتماعية، وتكمن الخطورة الحقيقية أو التحدي الأكبر الذي يواجه الأسرة والمجتمع في هذا العصر، والمتمثل بتساهل بعض الأسر بتوفير الهواتف الذكية والأيباد وتقديمها للأطفال دون توعية أو رقابة أسرية، مما قد يوقع الطفل بكثير من المشاكل التي قد تؤثر على نموه العقلي والنفسي والإجتماعي، وهناك عدة تعريفات خاصة بمفهوم مواقع التواصل الإجتماعي.
فمنها أنها شبكة تضم مجموعة من الأفراد لهم نفس الإهتمامات والميول والرغبة في تكوين بعض الصداقات من خلال إستخدام الشبكة العنكبوتية، وكما يمكن تعريف مواقع التواصل الإجتماعي بأنها منظومة من الشبكات الإلكترونية التي تسمح للمشترك فيها بإنشاء موقع خاص به ومن ثم ربطه عن طريق نظام إجتماعي إلكتروني مع أعضاء آخرين لديهم الإهتمامات والهوايات نفسها، كما يمكن تعريف مواقع التواصل الإجتماعي بأنها مقهى إجتماعي يجتمع في بعض الأفراد للقيام بتبادل المعلومات فيما بينهم مع وجود فارق بين المقهى الحقيقي والمقهى التكنولوجي وهو أنك تستطيع حمل هذا المقهى التكنولوجي أينما كنت.