بقلم / د. محمود محمد علي
توفي اليوم الأربعاء الموافق السادس ديسمبر 2023 الأخ والصّديق الأستاذ الدّكتور حمدي أحمد عمر رئيس قسم الاجتماع بكلية الآداب بجامعة سوهاج تاركا سمعة وسيرة عطرة ستخلّده في قلوب من عرفوه.. صمتّ وحدي عندما قرأت الخبر الفاجع.. تعطّلت قواي، عادت بي الذّاكرة إلى مواقف كثيرة لا تنسى.. تذكّرت مقولة للإمام عليّ بن أبي طالب كرم الله وجهه يقول فيها: “أكره الحق، وأهرب من رحمة الله، وأصلي دون وضوء! فسئل: وكيف ذلك يا أمير المؤمنين؟ فقال: أكره الموت وهو حق، وأهرب من المطر وهو رحمة من الله، وأصلي على الرّسول دون وضوء.” .
ووالله إنّ الموت مكروه مع أنّه حقّ على الأحياء كلهم، خصوصا إذا ما اختطف إنساناً أخاً وصديقاً وفيّا كالدّكتور ” حمدي أحمد عمر ” الذي ينضح حبّا إنسانيّا قلّ مثيله. رحل الإنسان النّقيّ الذي لم يحمل ضغينة لأحد كما اعتقد ، رحل ليترك غصّة في قلب من عرفوه كلهم ، فوالله إنّ العين لتدمع وإن القلب ليحزن، “وإنّا لفراقك ياحمدي لمحزونون”.
ولذلك أقول أي الكلمات لديها القدرة أن ترثى عالماً ومفكراً بالغ الصدق والنبل والنقاء، مثل حمدي أحمد عمر ؟! أي الكلمات لديها القدرة ؟!، فالذين يتسمون بالصدق والنبل في مهنة المكتبات والمعلومات قليلون، وقد ازدادوا برحيله قلة!.. لا أظن أنه من قبيل المبالغة أن أقول إنه من أكثر الذين قدر لي أن أعرفهم من أساتذة علم الاجتماع (علي مستوي أساتذة الجامعة بلا مبالغة) بعداً عن المداهنة أو المتاجرة بالمهنة لحساب أي سلطة من السلطات بما في ذلك سلطة الرأي العام ذاته الذى كثيراً ما يغازله بعض الكتاب على حساب الحقيقة الموضوعية!.
وهنا يقول الدكتور علي قاسم أستاذ الفلسفة المساعد بذات الكلية : كم هي عصيبة فجيعة الموت فما بالكم بفجيعة موت الاحبة؟ اصابتنا فجيعة الموت اليوم في موت الصديق الصدوق والاخ الحبيب رفيق الدراسة والعمل الشهيد بحول الله وقوته الاستاذ الدكتور حمدي احمد عمر أستاذ ورئيس قسم الاجتماع بكلية الأداب بسوهاج أثر حادث أليم … نسأل المولي العلي القدير أن يغفر له ذنبه ، ويوسع له مدخله، وينير له قبره ، ويثبته عند السؤال، وأن يجعل قبره روضة من رياض الجنة لا حفرة من حفر النار، وأن يربط على قلب أسرته وأن يصبرنا نحن احبته واصدقائه على فراقه الأليم ويلحقنا به في عليين . ولا نقول إلا ما يرضى ربنا عز وجل إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك أخي الحبيب حمدي عمر لمحزونون . إنا لله وإنا إليه راجعون .
رحم الله الدكتور حمدي أحمد عمر ، الذي صدق فيه قول الشاعر: رحلتَ بجسمِكَ لكنْ ستبقى.. شديدَ الحضورِ بكلِّ البهاءِ.. وتبقى ابتسامةَ وجهٍ صَبوحٍ.. وصوتًا لحُرٍّ عديمَ الفناءِ.. وتبقى حروفُكَ نورًا ونارًا.. بوهْجِ الشّموسِ بغيرِ انطفاءِ.. فنمْ يا صديقي قريرًا فخورًا .. بما قد لقيتَ مِنَ الاحتفاء.. وداعًا مفيدُ وليتً المنايا.. تخَطتْكَ حتى يُحَمَّ قضائي.. فلو مِتُّ قبلكَ كنتُ سأزهو.. لأنّ المفيدَ يقولُ رثائي.
د. محمود محمد علي