بقلم /هاجر الرفاعي
بسم الله العلي العظيم بسم الله على قلوبنا الراضية بقضاء ربها والمستبشرة بأن ما يأتي من الله جميل والذي ترتل وتدبر قول الله تعالي: “وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا اليه راجعون” فلنعلم جيدا ان لا لا بقاء الا الله ولا دوام الا لجلاله وان الصبر الصادق عند الصدمة الاولى… فنحن يا معشر المسلمين أقدارنا مقدره من قبل ان نجيئ الى هذه الدنيا فلم نحزن على شيء ونعلم ان الله هو المقدر له وان المولى لايقدر لنا شيء الا ولنا فيه سعادة وله فيه رضا..
واعلموا أن آية الإيمان الصبر عند البلاء، والشكر عند العطاء، وأن المؤمن يتقلب من أجر إلى أجر، ومن خير إلى خير، ولهذا يقول عمر بن الخطاب رضي الله تعالى: الصبر والشكر مطيّتان، لا أبالي أيهما ركبت” واعلموا أن الصبر ثلاثة أقسام: صبر على الطاعة، وصبر عن المعصية، وصبر على المكاره، فمن استرجع عند البلية، جبر الله مصيبته، وأحسن له عقباه، وجعل له خلفا صالحا يرضاه، ومن جزع وسخط لم يكن له إلا السخط .
فالمؤمن الصادق المحب لربه دائما يستقبل اقدار المولى بكل لطف وطمأنينه بأن كل ما ياتي من الله جميل ولا جميل غيره هو ونبيه، فعليك دائما الا تجزعن إذا دهتك مصيبة، إن الصبور ثوابه ضعفان، فإذا ابتليت بنكبة فٱصبر لها وقل ان الله حسبي ووكيلي وكفاني شرفا وفخرا بأن الله وليي وخير مدبر لأموري، فهو من قبل ان يكتب الاقدار هيأ لها السبل وما هو بالامكان ان نستخدمه لتبليغ منانا.
ويا عباد الله، إن من رحمة الله بعباده أن أخبرهم بالبلايا قبل حلولها، وبالمصائب قبل نزولها، ليُوطنوا أنفسهم على الصبر والتسليم، والرضا بتقدير العزيز العليم، وجعل في هذه المصائب تطهيرا لأمراض القلوب، ورجوعا إلى علام الغيوب، وتذكرة بحقارة الدنيا وهوانها، واستصغارا لأمرها وشؤونها، والصابرون هم الراضون بقضائه على بلائه، الذين يقولون عند صدمة المصيبة: إنا لله وإنا إليه راجعون، ثم بشّرهم ببشارتين: صلوات من ربهم ورحمة، وزادهم الهداية علاوة، فنعمت البشارتان ونعمت العلاوة.
ولقد حث الله سبحانه وتعالي عباده على الصبر، وجعل الصبر مفتاحا للفرج، فالحمد لله الذي أعلى درجات الصابرين، وأعظم لهم الأجور، واعلموا أن الصبر من الإيمان كمنزلة الرأس من الجسد، فمن لا صبر له لا إيمان له، وما أعطي أحد أوسع وأخيرعطاء من الصبر، ومن يطلب الصبر يُصبّره الله تعالى، وإن الصبر لهو الفاصل بين أصحاب العزيمة وبين الجبناء، وإن الصبر لمن سمات الأنبياء والمرسلين ومن مقامات أولياء الله الصالحين.
فيا عبدالله عليك الا تيأس من روح الله واستبشر بعطاءه الوفير وانها مهما اشتدت عليك فلن يغلب عسرا يسريين، ومادمت انت على ترتل وتدبر لايات الله فلا تخف فهو الذي يقول: “لاتخف ولا تحزن إنا منجوك” فالله سبحانه منه العطاء واليه المرد، فعلينا جميعا ان نتذكر ذالك جيدا وان الله هو اللطيف هو القوي الذي بجانبا إن صبرنا وعبدناه حق العباده فهو القائل وقوله الحق : “إني جزيتهم اليوم بما صبروا أنهم هم الفائزون” اللهم اجزنا بما انت أهله وليس بما نحن أهله ياارب العالمين..
وتدبر قوله تعالى ايضا: “اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله” فجاءت واو الجماعة هنا ليبلغنا الله اننا كلنا مهما كانت مصائبنا ومبتلانا فهو واجب علينا الصبر فنسأل الله ان يديمها علينا ويهدينا الى سبيل الرشاد وان يعفو عنا ما قد سلف ونكون سبب في هدى المجتمع ياارب العالمين.