واجب المعلم تجاة التلميذ

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله ثم الحمد لله نحمده ونستعين به ونستهديه ونستغفره، نحمده سبحانه أحاط بكل شيء خبرا، ونحمده بأن جعل لكل شيء قدرا، وأسبغ علينا وعلى العالمين من حفظـه سترا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، أرسله رحمة للعالمين كافة عذرا ونذر، اللهم صل على سيدنا محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم ووالاهم بإحسان إلى يوم الدين ثم أما بعد، إن المؤمن يتمتع بما يسمى بالولاء والبراء، فيوالي المؤمنين ويحمل همهم وينصرهم ويتعاون معهم ويتألم لألمهم ويسعد لسعادتهم ويفرح لمنجزاتهم ويدافع عنهم، فأما أقرباؤه لهم حق عليهم ويؤدي هذا الحق بالتمام والكمال لكن قلبك مع المؤمن ولولا أن هناك حالات كثيرة جدا، أن إنسانا تعرف إلى الله وإستقام على أمره، ومن حوله من أقربائه ليسوا كذلك.

يؤدي لهم واجب القرابة لكن ولاؤه للمؤمنين، وهذا موقف متوازن ومعتدل وهذا موقف تؤدى فيه الحقوق أما قلبك لا تملكه، فإن قلبك مع المؤمنين وقلبك مع الصادقين ومع المتواضعين ومع المنصفين ومع المحبين لله ولرسوله، وإن معني الولي في اللغة هي صيغة مبالغة من اسم الفاعل الوالي، والوالي صيغة مبالغته والولي فعله ولي، ويلي ولاية، والولي هو الآن الذي يلي غيره، فمثلا أن نقول فلان جالس هنا والولي إلى جانبه الذي يلي غيره، بلا فاصل ويعني ليس بينهما أحد، وهو إنسان جالس بمكان من جالس إلى جانبه تماما هو الولي الذي يليه ويكون هذا التقارب في المكان أو النسب سواء كان أخوه أو ابن أخيه أو عمه، إما في المكان أو في النسب، ويطلق لفظ الولي على الوالد وأولياء الطلاب ويعني الوالد، والناصر وليه نصره والحاكم أولوا الأمر، والسيد.

فالسيد والحاكم، والناصر والوالد وهو الولي والذي يجلس إلى جانبك ليس بينك وبينه أحد هو الولي، وفي مراحل التعليم فإذا أردت أيها المعلم أن تقدم ملاحظة أو نصيحة شخصية متعلقة بسلوك تلميذ فينبغي عليك أن تقدمها لهذا التلميذ، فإعلم أن الأصل في تقديم النصيحة هو الإنفراد، ولا تلجأ إلى الفضيحة إلا عند الضرورة، وعلمه بأن شكر الناس من شكر الله تعالي وهو من مكارم الأخلاق ودلالة على الإعتراف بالجميل، فعن رسول الله صلي الله عليه وسلم أنه قال “من لم يشكر الناس لم يشكر الله عز وجل” ومنه فعلى المعلم أن يعود التلميذ على أن يقول “شكرا” لكل من أحسن إليه من الناس، وعلى رأس المحسنين إلى التلميذ والأحق بأن يشكرهم بإستمرار هما والداه ثم معلموه وأساتذته، وإنه إذا غاب المعلم بعذر عن التدريس لمدة معينة وأتيحت له الفرصة قانونيا للتعويض.

وجب عليه أن يعوّض حتى ولو قدر على التحايل على الإدارة، وذلك تبرئة لذمته أمام الله تعالي ثم أمام القانون وحتى لا يهضم حق التلاميذ الذين لا ذنب لهم، وهذا من جهة ومن جهة أخرى يجب أن يعمل المعلم ما إستطاع على أن لا يغيب إلا لعذر قاهر، لأنه إذا غاب يمكن أن نقول بأنه من الصعب جدا أن يعوض للتلاميذ بالفعل ما فاتهم كما لو أنه لم يغب نهائيا، مثله مثل الذي لم ينم في الليل ويريد أن يعوض ما فاته في النهار، ويلاحظ بالمناسبة أنه لا يجوز بمعنى يحرم للمعلم أن يغيب عن التدريس لغير مرض ثم يأتي بشهادة طبية تثبت بأنه كان مريضا، ولقد قال العلماء بأن ذلك حرام، وهو نوع من أنواع التزوير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.