بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد إن المتأمل في أحوال الأمة منذ بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن العين لا تخطئ أن أعظم الناس وأشرفهم وأجلهم مقدارا وفخارا هم الذين اتبعوه واقتدوا آثاره، وعملوا بسنته ونشروها بين الناس، ودافعوا عن جنابه الشريف لأن الله تعالي جعل هذه الأمور هي المعيار للفلاح والصلاح، وليس الفلاح ولا السؤدد بمال ولا جاه ولا منصب، ولا رتب ولا مراتب، ولكن الفلاح كل الفلاح والفخار كل الفخار، هو باتباع هذا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وأن يكون الإنسان منطبقة عليه هذه الصفات التي ذكرها ربنا سبحانه وتعالي في هذه الآية الكريمة.
” فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون ” فهذه أم معبد رضي الله عنها لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم لحظات يسيرات لو قدرناها بوقتنا، لكانت لا تجاوز الساعة أو شيئا يسيرا، لكنها رضي الله عنها سجلت هذه الواقعة، فلم تزل مسطرة في كتب الأئمة، مشروحة مبيّنا فيها ما وصفت به رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أوتيت من البيان، وقد عاشت أم معبد رضي الله عنها بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه وكان الصحابة يقدرونها ويعرفون لها فضلها، وجاء عن هشام بن حرام عن أبيه أن أم معبد كانت تجرى عليها كسوة وشيء من غلة اليمن وقطران لإبلها، فمر عثمان بن عفان رضي الله عنه مرة، فقالت له أين كسوتي؟
وأين غلة اليمن التي كانت تأتيني؟ فقال لها رضي الله عنه “هي لك يا أم معبد عندنا” واتبعته حتى أعطاها إياها، وذكر أيضا فيما ذكر أن الشاة التي حلبها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقيت دهرا طويلا تحفل بالحليب، وذلك ببركة ملامسة رسول الله صلى الله عليه وسلم لها، ولهذا نظائر في السيرة، ذلك أن أشياء بقيت أمدا طويلا من لباس أو طعام ببركة دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وملامسته لهذه الأشياء، بما جعل الله تعالي من البركة في ذاته الشريفة صلوات ربي وسلامه عليه، فإني أوصيكم ونفسي بتقوى الله، وأوصيكم ونفسي بعلم الدين، فعلم الدين هو حياة الإسلام، يجب الاهتمام به تعلما وتعليما للكبار وللصغار، أوصيكم بأهلكم خيرا، بأولادكم خيرا، فيقول ربنا سبحانه وتعالى في محكم التنزيل.
” يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون” فاللهم إن بأمة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم من الفرقة واللأواء، ومن الشدة وتسلط الأعداء ما لا يعلمه إلا أنت، ولا يقدر على كشفه إلا أنت، فنسألك اللهم فرجا عاجلا لكل مكروب ولكل شعب ضُيّق عليه من إخوتنا أهل الإسلام، اللهم فرّج همّ المهمومين، ونفّس كرب المكروبين، واقضي الدّين على المدينين، واشفي مرضانا ومرضى المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم أدم علينا في بلادنا الأمن والطمأنينة، اللهم أصلح أحوالنا، وألّف بين قلوبنا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا.