بقلم / محمـــد الدكـــروري
إن العبد المؤمن الذي قام بتربية أولاده تربية حسنه ترضي الله ورسوله صلي الله عليه وسلم وهو في قبرة بعد موته وهو في ظلمات الألحاد تصل إليه دعوات أولئك الأبرار الأخيار، فأولادك الصالحين يسألون الله لك ويدعون الله لك، وأنت فى لحدك وقد انقضى عملك، وأصبحت فريدا في لحدك وحيدا، تتمنى مثقال ذرة من خير، وإذا الدعوات الصادقة الصادرة من الأبناء والبنات الذين طالما غرست الفضائل في نفوسهم، وحببت الإيمان إلى قلوبهم، فدعواتهم تصعد إلى الله لك بالمغفرة والرضوان والتجاوز، فما أنعمها من حال وما أطيبه من فضل، هكذا التربية الصالحة ونتائجها الحميدة، وثمارها المباركة، ومن الممارسات المعينة على ذلك هو استشارة الأبناء في بعض الأمور المتعلقة بالمنزل ونحوه.
واستخراج ما لديهم من أفكار مثل أخذ رأيهم في أثاث المنزل أو لون السيارة المزمع شرائها للأسرة ومكان الرحلة والتنسيق لها مع طلب أن يبدي الطفل أسباب اختياره لرأي ما، وأيضا تعويد الأبناء على القيام ببعض المسؤوليات كالإشراف على أمور واحتياجات الأسرة في حال غياب الأب أو انشغاله، وتعويدهم على المشاركة الاجتماعية وذلك بحثهم على المساهمة في خدمة دينهم ومجتمعهم وإخوانهم المسلمين إما بالدعوة إلى الله أو إغاثة الملهوفين أو مساعدة الفقراء والمحتاجين وأيضا تدريبهم على اتخاذ القرار وتحمل ما يترتب عليه، فإن أصابوا شجعوا وشد على أيدهم وإن أخطأوا قوموا وسددوا بلطف، وأيضا تخصيص وقت الجلوس مع الأبناء مهما كان الوالدان مشغولين.
فلا بد من الجلوس الهادف معهم لمؤانستهم وتسليتهم وتعليمهم ما يحتاجون إليه فهذه الجلسات الهادفة لها من الآثار الجانبية ما لا حصر له من الشعور بالاستقرار والأمن وهدوء النفس والطباع، وأيضا الإصغاء إليهم إذا تحدثوا وإشعارهم بأهميتهم وأهمية ما يقولون، مهما كان تافها في نظر الوالدين وقد قيل أنصت لأبنائك ليحسنوا الإنصات لك، وتفقد أحوالهم ومراقبتهم عن بعد، ومن ذلك ملاحظة مدى أدائهم للشعائر الدينية، السؤال عن أصحابهم، مراقبة الهاتف وملاحظة مدى استخدامهم له، ملاحظة ما يقرؤونه أو ويشاهدونه في التلفاز أو يتعاملون معه فى الانترنت وتحذيرهم من الكتب والبرامج والمواقع التي تفسد دينهم وأخلاقهم وإرشادهم إلى بدائل نافعة.
وتهيئة الظروف المناسبة لإحاطة الأبناء بالصحبة الصالحة وتجنيبهم رفقة السوء، خاصة في مرحلة المراهقة، وإكرام الصحبة الصالحة للأبناء، والتركيز على إيجابيات الأبناء وإظهارها والإشادة بها وتنميتها، والتغافل، لا الغفلة عن بعض ما يصدر من الأبناء من عبث أو طيش، والبعد عن تضخيم الأخطاء بل عليهم أن ينزلوها منازلها ويدركوا أن الكمال لله وحده، وإعطاء الأبناء فرصة لتصحيح أخطائهم لينهضوا للأمثل ويتخذ الوالدين من ذلك الخطأ سبيلا لتدريب الأبناء على حل مشاكلهم، والعناية باختيار المدارس المناسبة للأبناء والحرص على متابعتهم فى المدارس، وتنمية مهاراتهم العقلية مثل التفكير الناقد والتحليل للأمور وإدراك النتائج المترتبة على سلوكياتهم وتحمل مسؤوليتها.
وربطهم بما يجري فى مجتمعهم وفي العالم من أحداث، ومناقشتهم وتوضيح دورهم الإيجابى الذى ممكن أن يساهموا به عزة للإسلام والمسلمين وعزة لوطنهم، وضرورة إدراك الوالدين، أن استخدام أسلوب الانغلاق في التربية بهدف حماية الأبناء مما يحيط بهم من مؤثرات، قد لا يجدي على المدى الطويل، لأن المؤثرات الخارجية أصبحت أمر لا مفر منه، والمقترح هو استخدام أسلوب الانفتاح الموجه في التربية، وعدم اليأس فإذا ما رأى الوالدين من أبنائهم إعراضا أو نفورا أو تماديا فعليهم ألا ييأسوا من صلاحهم واستقامتهم فاليأس من روح الله ليس من صفات المؤمنين، وتذكير الوالدين أنفسهم بضرورة عدم استعجال النتائج، بل عليهم الصبر والمصابرة مع الاستمرار في العمل والدعاء لهم والحرص عليهم فقد يستجيب الله لهم بعد حين.