مصر 60 :
إستنكر الناشط الحقوقي والباحث في القضايا العربية والدولية “نبيل أبوالياسين” في بيان صحفي صادر عنه يوم «الجمعه» للصحف والمواقع الإخبارية، بالتهديد الروسي المتكرر في الآونة الأخيرة بإستخدامة الأسلحة النووية في حرب أوكرانيا، ووصفها بالهمجية لأن مجرد ترديدها من حين لآخر تعُد جريمة ضد الإنسانية، وغير مقبول فالشعوب أصبحت تعاني منذ الغزو الروسي على أوكرانيا قبل عام، وأصبحت لا تتحمل أي تهديدات أخرىّ غير مسؤولة.
وأضاف “أبوالياسين” أنه يجب على المجتمع الدولي أن يخطوا خطوة جادية تجاة جرائم الحرب التي تتم هنا وهناك، وخاصةً في أوكرانيا وفلسطين، كما يجب أن لن يسمح لـ”موسكو، وإسرائيل بالإفلات من العقاب على ما إرتكبته كلا؛ الدولتين في أوكرانيا، والأراضي الفلسطينية المحتلة، محذراً؛ من أن التغاضي عما فعلتهُ السلطات الروسية، والإسرائيلية سوف يبعث رسالة إلى كل مكان مفادها أن بوسع من يملك القدرة على الجموح أن يذهب بعيداً دون عقاب.
مضيفاً؛ أن العديد من الدول الأوروبية وغير الأوروبية أيضاً صبّت إهتمامها على الحرب الروسية الأوكرانية لأنها أدركت أن تأثيرها قد يمتد إلى خارج الحدود، إذا سُمح لموسكو بالإفلات من العقاب، وتغُض البصر عن جرائم الجيش الفلسطيني المتكررة ضد الشعب الفلسطيني، رغم أنها لاتقل في أهميتها عن الجرائم التي تتم مع الشعب الأوكراني! لإنها ولدت إحتقان واسع النطاق لدىّ الشعوب العربية والإسلامية وغيرهم من شعوب العالم بسبب عدم ملاحقة ومحاسبة سلطات الإحتلال الإسرائيلي على جرائمها المتكررة، والتي أمتدت لعقود.
وتطرق “أبوالياسين” إلى الإتهامات الأمريكية، والنفي الصيني المتكرر بشأن مساعدة الأخيرة القوات الروسية عسكرياً، والتي قال؛ البعض إذا أقدمت”بكين” على هذه الخطوة ستخلق مشكلة حقيقية في المنطقة بأكملها، فيما تواصل الولايات المتحدة تقديم الدعم العسكري لأوكرانيا، وتثير الإدارة الأميركية مخاوف من إحتمال قيام الصين بتزويد روسيا بالأسلحة، رغم أن
المتحدث بأسم البيت الأبيض أعلن في وقت سابق أمس “الخميس”، أن الولايات المتحدة ليس لديها مؤشرات على أن الصين إتخذت قراراً بتوفير أسلحة لروسيا، ولكن أكدت؛ أن هذا الإحتمال يبقى مطروحاً.
وفي رسائل مبطنة تحالف “كواد” متخوف من الإنتشار العسكري ببحر الصين، حيثُ أعربت الولايات المتحدة، واليابان، والهند، وأستراليا، اليوم “الجمعة”، عن مخاوفهم بشأن الإنتشار العسكري في المياه المحيطة بالصين، في ظل التوتر المخيم بين بكين وواشنطن، وشكلت الدول الأربع الحوار الأمني الرباعي”كواد”وهو تحالف إستراتيجي غير رسمي أقيم في 2007، وأعيد إحياؤه في 2017 بهدف التصدي لنفوذ الصين العسكري، والإقتصادي، والتكنولوجي المتنامي في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
وعلى الجانب الأخر؛ نرىّ المتحدثة بأسم الخارجية الصينية “ماو نينج”
حيثُ قالت؛ إن الولايات المتحدة الأمريكية تروج لنظرية «التهديد النووي» من الصين، وروسيا، وتبحث عن ذريعة لتوسيع ترسانتها النووية، في حين أن المصدر الرئيسي «للتهديد النووي» في العالم هي واشنطن، وأكدت”ماو نينج” أن الصين إتخذت دائماً موقفاً مسؤولاً في سياستها النووية، وإلتزمت بشدة بإستراتيجية نووية دفاعية، وسياسة عدم البدء بإستخدام الأسلحة النووية، وأبقت دائماً قواتها النووية عند أدنىّ مستوى ضروري لضمان الأمن، وفق بيان صحفي صادر عنها منذ قليل.
وإستطرد “أبوالياسين” في حديثة إلى إستعراض القوة الذي يشاهدة شعوب دول العالم بأكملة من حين لآخر من ما أسماهم بالدول العظمي، الذين يمتلكون أسلحة نووية، متساءلاً؛ ما الهدف من وراء كل هذا؟ وما هو كان هدف الرئيس الروسين “بوتين” رئيس إحدىّ الدول النووية المزعومة، من غزوة الغير مبرر لأوكرانيا غير أنه جنون العظمة الذي إستحوذ علية، فقد راهن على على إنقسام حلف الناتو، وفشل، كما راهن على إنهيار أوكرانيا وفشل أيضاً، وعندما أرسل”فلاديمير بوتين” نحو 200 ألف جندي إلى أوكرانيا في 24 فبراير عام 2022، كان يعتقد أن بإمكانه إجتياح العاصمة كييف في غضون أيام والإطاحة بحكومتها.
متابعاً؛ وبعد سلسلة من النكسات التي مني بها جيشه، وعمليات الإنسحاب التي إضطر إليها، بات جلياً أن خطة “بوتين” الأولية في غزو أوكرانيا قد فشلت، لكن الحرب الروسية لم تنته بعد ومازال مستمره ومازال يعاني شعوب العالم من جراء هذا الغزو، ولا يزال الدب الروسي حتى الآن، يصف أكبر غزو عسكري في أوروبا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية بأنها عملية عسكرية خاصة، وليس حرباً شاملة قصف فيها المدن في كل أنحاء أوكرانيا، وأصبح جراءها مايقرب من 14مليون أوكراني، إما لاجئين خارج بلادهم، أو نازحين داخلها، تكراراً لما فعلهُ في دول أخرىّ نزح بعض شعبها داخلياً وآخر لاجئاً خارجياً، فضلاًعن؛ الأزمه الإقتصادية العالمية التي سببها هذا الغزو الذي لا نجد له أي مبرر حتى الآن غير أنه كان في بدايتة محاولة لإستعراض القوة، ومراهنات باءت جميعها بالفشل.
وسعىّ الرئيس الروسي الذي يبلغ عمره 70 عاماً، إلى تجنيب نفسه الإخفاقات العسكرية، لكن سلطتهُ، على الأقل خارج روسيا، قد تقلصت بشكل كبير، وهو يقوم برحلات قليلة جداً خارج حدود روسيا،
وفي الداخل، يبدو ظاهرياً أن الإقتصاد الروسي قد تجاوز سلسلة العقوبات الغربية في الوقت الحالي، رغم الإرتفاع في عجز الميزانية، وتراجع عائدات النفط، والغاز بشكل كبير،
وتبدو أي محاولة لقياس شعبية بوتين في الداخل أمراً صعباً للغاية، ومعارضة النظام في روسيا مخاطرة شديدة، مع فرض الأحكام بالسجن لكل من ينشر “أخباراً” عن الجيش الروسي، وقد فر الذين يعارضون القيادة الروسية إلى خارج البلاد أو زُج بهم في السجن، كما هو حال المعارض البارز “أليكسي نافالني”.
وأكد “أبوالياسين” على أنه يجب على جميع دول الأعضاء بدعمهم لإصلاح منظمة الأمم المتحدة، وإعادة هيكلتها من أجل نظام عالمي أكثر عدلاً، وتكون قادرة على الحلول، وتتجلى فيها الإرادة المشتركة للإنسانية جمعاء، ويجب أن تكون هيكلة الأمم المتحدة متواكبة مع تطلعات الشعوب، ومتواكبة مع الظروف الراهنة وتتمتع بأداء أكثر فعالية، وديمقراطية، وشفافية وخضوعاً للمساءلة حتى تُشكل نقطة تحول مهمة في البحث عن السلام والعدالة والرفاه للبشرية كافة.
مؤكد؛ عندما تعجز الأمم المتحدة عن تحقيق السلام، وحماية الشعوب من جرائم الحرب وغيرها من الجرائم فيتوجب الآن بإصلاحها، فقد شاهدنا قرار الأمم المتحدة الأخير الذي حظىّ بأغلابية كاسحة، والذي ينص على وقف الحرب، والإنسحاب الفوري، للقوات الروسية من الأراضي الأوكرانية، ولكن من يملك تطبيق هذا على أرض الواقع؟، وحل الدولتين معناه إنهاء الإحتلال الإسرائيلي، وميثاق الأمم المتحدة ينص على هذا، ولكن المجتمع الدولي عاجز عن تطبيقة!.