نبيل أبوالياسين: موسكو تبحث عن أسلحة لإستيرادها ولقاء مرتقب بين «بوتين و كيم»

مصر 60 :

أطرح تساءلات في بداية مقالي هل بالفعل لجوء الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” إلى كوريا الشمالية بسبب نقص الأسلحة؟، وهل العقوبات التي تديرها الولايات المتحدة الأمريكية على روسيا لها فعالية؟ وهل أثرت هذه العقوبات بشكل جادي على تراجع صناعة الأسلحة الروسية؟، وهل سيوافق”كيم جونغ أون” رئيس كوريا الشمالية على إرسال قدائف مدفعية وصواريخ مضادة للدبابات إلى روسيا رغم التهديدات الأمريكية؟، كل هذا التساءلات تدور في أذهان الكثير عقب الإعلان عن لجوء “بوتين” لـ “كيم” ولقاءهُما المرتقب؟.

ومن خلال متابعتنا عن كث نرىّ أن مفاوضات صفقة الأسلحة بين روسيا وكوريا الشمالية تتقدم بنشاط وخاصةً بعد التقارير التي أفادت بأن زعيم كوريا الشمالية” كيم جونج أون”، سيجتمع في روسيا مع الرئيس “فلاديمير بوتين” والتي سبقها في الشهر الماضي، سفر وزير الدفاع الروسي “سيرجي شويجو” إلى كوريا الشمالية لمحاولة إقناع “كيم جونج أون ” وتوقعنا حينها بأن هذه المناقشات ستستمر رغم إلتزام “كيم” في وقت سابق بالتعهد العلني الذي تعهدت به”بيونج يانج” بعدم تقديم أو بيع أسلحة لـ روسيا.

‏وسوف يلتقي “كيم جونغ أون” الذي دفع حكمه الغير رشيد المصحوب بجنون العظمة كوريا الشمالية إلى الخراب الإقتصادي المعزول عالمياً، مع”فلاديمير بوتين”، الذي يعُد حكمه الإستقوائي شكل من أشكال العدوان الخطرة المصحوب بالغطرسة وجنون العظمة و”غزوه لأوكرانيا” على دفع روسيا إلى الخراب الإقتصادي المعزول عالمياً أيضاً، ليتباحثا إمكانية توريد أسلحة إلى موسكو لإستخدامها في أوكرانيا لقتل المزيد من الشعب الأوكراني، وتدمير أكثر للبنية التحتية ودفع الكثير للنزوح داخل أوكرانيا وأخرين “لـ” اللجوء لدول الجوار.

والكرملين أحجم عن تأكيد الإجتماع المحتمل بين الرئيسين”بوتين، وكيم”، والناطق بأسم الرئاسة الروسية “دميتري بيسكوف” قال: إننا لا يمكننا تأكيد؛ أي إجتماع بين الرئيس الروسي والكوري، وليس لدينا ما نقوله حول هذه المسألة، وفق ما قال؛ في حين أن المتحدث الرسمي “لـ”البيت الأبيض أعلن في بيان له، في وقت سابق أن روسيا وكوريا الشمالية تبادلتا رسائل بشأن رفع مبيعات الأسلحة بين البلدين، محذراً من أن أي مبيعات تعُد “مخالفة” للعقوبات الأممية التي فرضتها على موسكو.

وتصدرت الصحف الغربية والعربية على صفحاتها الرسمية بعناوين حول هذا الإجتماع المرتقب في روسيا بين الزعيمين “المتغطرسين”، وكان أبرز هذه العناوين «يخطط كيم جونغ أون وبوتين للقاء في روسيا لمناقشة الأسلحة» على صفحة نيويورك تايمز الأمريكية، وذكر أن روسيا تسعىّ للحصول على المزيد من الأسلحة لحربها في أوكرانيا، وقد سافر وفد من كوريا الشمالية مؤخراً إلى روسيا بالقطار للتخطيط لزيارة “كيم” هذا الشهر، وأنة يعتزم زعيم كوريا الشمالية، السفر إلى روسيا هذا الشهر للقاء الرئيس “بوتين” لمناقشة إمكانية تزويد روسيا بمزيد من الأسلحة لحربها في أوكرانيا والتعاون العسكري الآخر، وفقاً لما ذكرتةُ وكالات الأنباء الأمريكية.

وقال المسؤولون إنه في رحلة تعُد بالنادرة من بلاده، سيسافر “كيم” من بيونغ يانغ، عاصمة كوريا الشمالية، ربما بالقطار المصفح، إلى فلاديفوستوك، على ساحل المحيط الهادئ في روسيا، حيث سيلتقي بالرئيس”بوتين”، وأضاف؛ المسؤولون أن الدب الروسي يريد من “كيم” أن يوافق على إرسال قذائف مدفعية وصواريخ مضادة للدبابات إلى روسيا، وأن “كيم” يرغب في أن تزودة روسيا بالتكنولوجيا المتقدمة للأقمار الصناعية، والغواصات التي تعمل بالطاقة النووية،ويسعىّ”كيم” أيضاً للحصول على مساعدات غذائية لدولتهُ الفقيرة، وسيكون كلا الزعيمين موجودين في حرم جامعة الشرق الأقصى ّ الفيدرالية في “فلاديفوستوك” لحضور المنتدى الإقتصادي الشرقي، المقرر عقده في الفترة من 10 إلى 13 سبتمبر من الشهر الجاري، وفق ماجاء من المسؤولين، وذكر أن “كيم” يعتزم أيضاً زيارة الرصيف “33”، حيث ترسو السفن البحرية من الأسطول الروسي في المحيط الهادئ.

وأشير في مقالي: إلى المعلومات الجديدة حول الإجتماع المخطط بين”بوتين، كيم” فقد يتجاوز بكثير التحذيرات السابقة من الولايات المتحدة، ولم ترفع واشنطن السرية عن المعلومات الإستخباراتية المتعلقة بالخطط، أو حتى تخفض مستواها، ولم يكن المسؤولون الذين وصفوها مخولين بمناقشتها، ورفضوا تقديم تفاصيل حول كيفية قيام وكالات التجسس بجمع المعلومات، بينما رفض البيت الأبيض مناقشة المعلومات الإستخبارية الجديدة.

مشيراً: إلى ما أقره “أدريان واتسون”، المتحدث بأسم مجلس الأمن القومي، بأن الولايات المتحدة تتوقع حدوث مشاركة دبلوماسية على مستوى القادة بشأن مسألة مبيعات الأسلحة بين روسيا وكوريا الشمالية، وقالت: في بيان لها عقب الأعلان عن اللقاء المرتقب، إننا نحث جمهورية كوريا الشمالية على وقف مفاوضات الأسلحة مع روسيا، والإلتزام بالإلتزامات العامة التي تعهدت بها “بيونغ يانغ” بعدم تقديم أو بيع أسلحة لموسكو، وقال: محللين دوليين إن النقص في الأسلحة الذي تعاني منه القوات الروسية، دفع “بوتين” إلى اللجوء إلى كوريا الشمالية للحصول على الدعم، وأن موافقة “كيم” أو أي حكومات أخرىّ على مساعدة روسيا عسكريا تعُد مشاركتها في غزوها الإستعماري وجرائم الحرب في أوكرانيا.

وألفت: هنا إلى أن كوريا الشمالية تجد نفوذاً جديداً لها في حرب أوكرانيا، ومن المرجح أن يسعىّ “كيم جونج أون” إلى الحصول على تكنولوجيا الصواريخ والرؤوس الحربية في هذه الزيارة المتوقعة إلى روسيا، وقد حصل بالفعل على التأييد الشعبي الذي سعىّ إليه منذ فترة طويلة، بالنسبة لـ”كيم”، فإن رحلتةً تعُد بالنادرة إلى روسيا هذا الشهر لمناقشة المساعدات العسكرية للرئيس “بوتين” ويمكن أن توفر جهود الحرب التي يبذلها الدب الروسي في أوكرانيا شيئين أرادتهما كوريا الشمالية لفترة طويلة وهي المساعدة الفنية في أسلحتها وبرامج النووية، وفي النهاية يحتاجها أحد الجيران المهمين.

ولم تكن كوريا الشمالية معتادة على الحصول على قدر كبير من الإهتمام بخلاف الإدانة العالمية لتجاربها النووية والصاروخية الباليستية العابرة للقارات، ولكن إلحاح روسيا لتحقيق مكاسب جديدة في الحرب يقدم “كيم” القليل من الأضواء الجيوسياسية، وتعتبر طريقة جديدة لإثارة غضب الولايات المتحدة والتقرب من موسكو وبكين، ورغم أن روسيا كانت لفترة طويلة حليفاً حاسماً لكوريا الشمالية المعزولة، إلا أن العلاقات بين البلدين توترت في بعض الأحيان منذ تفكك الإتحاد السوفييتي،،ولا تمثل روسيا إلا أقل القليل من التجارة الإقتصادية التي تحتاج إليها كوريا الشمالية، وتقدم الصين وحدها كل ذلك تقريباً، والآن تعمل المصالح المشتركة والنظرة العالمية على التقريب بين الجيران مع تجاهل معاناة الشعوب.

ومن جانبها، تواجه كوريا الشمالية عقبات تكنولوجية حرجة في برامجها النووية والصاروخية، فضلاً عن؛ إحتياجاتها الإقتصادية الماسة، ومن الممكن أن تساعد روسيا بشكل أكبر على هذه الجبهات،
ومن هنا أقول؛ في مقالي هذا إنه وضع مربح للجانبين، والأسئلة المعلقة حول مثل هذه الصفقة هو ما مدىّ قدرة المساعدات الكورية الشمالية على دفع الجهود الحربية الروسية إلى الأمام، خاصةً في ضوء الصعوبات الإقتصادية التي تواجهها كوريا الشمالية ونقص الغذاء المزمن في البلاد، وفي الأسابيع الأخيرة زار كيم سلسلة من مصانع الذخيرة، وحث المسؤولين هناك على زيادة الإنتاج، وفقاً لوسائل الإعلام الحكومية،
وقد يكون كوريا الشمالية لديها فائض كبير من الذخيرة المتاحة بالفعل، لأنها لم تخض حرباً منذ هدنة الحرب الكورية في عام 1953، ومع إعتماد الأسلحة إلى حد كبير على أنظمة الأسلحة السوفيتية، فإن الذخائر الكورية الشمالية متوافقة على نطاق واسع مع الأسلحة الروسية.

كما ألفت: في مقالي إلى أن هذه الأخبار تعتبر صادمة للولايات المتحدة ودول أوروبا والعالم أجمع، وخاصةً الدول التي تأمل في نهاية مبكرة للحرب في أوكرانيا، وذخائر كوريا الشمالية يمكن أن تضيف الوقود إلى النار، وأ ن الإتفاق مع روسيا يمكن أن يزيد أيضاً من التوترات حول شبه الجزيرة الكورية، مما يساعد كوريا الشمالية على تطوير برنامجها للأسلحة النووية، ويدفع كل من كوريا الجنوبية واليابان إلى تعزيز تعاونهما العسكري مع الولايات المتحدة، وفي ظل بحث “كيم” عن إختصارات تكنولوجية لبرامجه الفضائية العسكرية، والصواريخ التي أحبطتها العقوبات الإقتصادية لبلادة فوجد أن إستغلال التقارب الروسي يساعده في الحصول على الدعم الفني والتكنولوجي لبرامجه الفضائية الذي كان يبحث عنها منذ وقت طويل.

وأن زيادة التبادلات العسكرية بين روسيا وكوريا الشمالية من شأنها أن تقوض السلام والأمن في أوروبا وآسيا، وتظهر إستعداد موسكو وبيونغ يانغ لتمكين بعضهما البعض بشكل صارخ من إنتهاك القانون الدولي وحقوق الإنسان، وهذا يؤكدهُ؛ تعهد زعيم كوريا الشمالية في يونيو الماضي بوضع يده في يد الرئيس الروسي، ولتعزيز التعاون الإستراتيجي لتحقيق هدفهما المشترك المتمثل في بناء دولة قوية، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية الرسمية آنذاك، وجاء ذلك في رسالة إلى بوتين حينها، بمناسبة العيد الوطني لروسيا، ودافع “كيم” فيها عن قرار غزو أوكرانيا وأبدىّ الدعم والتضامن الكاملين
وقال “كيم جونغ أون” في الرسالة التي نشرتها وكالة الأنباء المركزية الكورية، إن العدالة ستنتصر بالتأكيد وسيواصل الشعب الروسي إضافة المجد إلى تاريخ الإنتصار.

ودعا “كيم” إلى تعاون إستراتيجي أوثق مع موسكو تماشياً مع الرغبة المشتركة لشعبي البلدين لتحقيق الهدف الكبير المتمثل في بناء دولة قوية، وسعت كوريا الشمالية إلى إقامة علاقات أوثق مع الكرملين ودعمت موسكو بعد غزوها أوكرانيا العام الماضي، ومن جانبة إعتبر “بوتين” زعيم كوريا الشمالية شريك مهم، وخاصةً في مرحلتةُ الحالية، وهذا ما أكده: الدب الروسي في يوليو الماضي، عندما أشاد بدعم كوريا الشمالية لعمليات بلاده في أوكرانيا، وتضامنها مع موسكو بشأن العديد من القضايا الدولية، وذلك في برقية تهنئة بمناسبة ذكرى وقف الحرب الكورية، وشارك في إحتفالات بيونج يانج حينها، وفد روسي رفيع المستوىّ برئاسة وزير الدفاع “سيرجي شويجو”، الذي قال إن روسيا تعتزم تعزيز التعاون مع كوريا الشمالية بما يحقق مصالح البلدين.

وفي الختام: فإن رئيس روسيا “فلاديمير بوتين”، ورئيس كوريا الشمالية “كيم جونغ أون” مصيرهما واحد، وأصبحوا لا يحترمون أي مواثيق دولية، ولا يحترمون حقوق الإنسان، وأصبح إنتهاك القانون الدولي صفة يتمتعون بها، وشاهدنا أول أمس الأثنين قبل أن يجتمع “بوتين” مع رئيس تركيا “رجب طيب أردوغان” لمناقشة إحتمال تجديد إتفاق تصدير الحبوب في البحر الأسود، هاجمت القوات الروسية ميناء تصدير أوكراني رئيسي في محاولة عرقلة روسية لجعل الحبوب الأوكرانية قادرة على إطعام الجياع في جميع أنحاء العالم، وعنونة الصحف العالمية والعربية حينها على صفحاتها الرسمية في إفتاحيتها”روسيا تقصف ميناء تصدير الحبوب الأوكراني قبل محادثات بوتين وأردوغان”، وتناولاتها وسائل الأعلام.

وقالت”كييف” إن ضربة جوية روسية بطائرة مسيرة على ميناء أوكراني لتصدير الحبوب ألحقت أضراراً بمستودعات، وأضرمت النيران في مباني، وذلك قبل ساعات قليلة من محادثات مقررة بين الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” والرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” وفق “رويترز”،وقال: الحاكم الإقليمي إن الهجوم على ميناء إسماعيل على نهر الدانوب في منطقة أوديسا بجنوب أوكرانيا أصاب مستودعات ومباني إنتاج، كما أدىّ حطام الطائرات بدون طيار التي أسقطتها إلى إشتعال النيران في العديد من مباني البنية التحتية المدنية،
وقالت القوات الجوية الأوكرانية إنها أسقطت 23 من أصل 32 طائرة مسيرة إيرانية الصنع من طراز “شاهد” إنطلقت من الأراضي الروسية ومن شبه جزيرة القرم المحتلة، وذكرت الشرطة إنه لم تقع إصابات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.