نبيل أبوالياسين: بيان «⁧‫الدوحة‬» وتأكيد الأردن بدعمها المطلق لأمن سوريا وإستقراره

مصر 60 :

 

في البداية وعقب الأحداث المتسارعة في سوريا، وعلاقتها بأمن وإستقرار المنطقة، فإن بيان
وزراء خارجية دول العربية ومسار أستانا المشترك الذي إنعقد في دولة قطر بشأن الأوضاع في سوريا، كان رؤية واضحة مستبقة لما هو أتي في سوريا الشقيقة، وتركز أهداف هذا الإجتماع على مصلحة الشعب السوري وسلامة وإستقرار أراضية، وكان بيان”الدوحة” متزن في مضمونة ورؤيتة المستقبلية للشعب السوري الشقيق، وإجتمع أصحاب السمو والمعالي والسعادة وزراء خارجية عدد من الدول العربية مع نظرائهم في الدول المشاركة في مسار أستانا، في فندق شيراتون بالدوحة أمس السبت 7 ديسمبر، وذلك لمناقشة الأوضاع في سوريا، ولاسيما: التطورات الأخيرة التي كانت تجري هناك، وشارك في الإجتماع من جانب الدول العربية وزراء خارجية كل من دولة قطر والمملكة العربية السعودية والمملكة الأردنية الهاشمية وجمهورية مصر العربية وجمهورية العراق.

فيما شارك من جانب مسار أستانا
وزراء خارجية كل من الجمهورية الإسلامية الإيرانية والجمهورية التركية وممثل عن روسيا الإتحادية،
أكد المجتمعون، في بيان مشترك بخصوص الأحداث الأخيرة في سوريا، أن إستمرار الأزمة السورية يشكل تطوراً خطيراً على سلامة البلاد والأمن الإقليمي والدولي، الأمر الذي يستوجب سعي كافة الأطراف إلى إيجاد حل سياسي للأزمة السورية يؤدي إلى وقف العمليات العسكرية وحماية المدنيين من تداعيات هذه الأزمة، كما توافقوا على أهمية تعزيز الجهود الدولية المشتركة لزيادة المساعدات الإنسانية للشعب السوري، وضمان وصولها بشكل مستدام ودون عوائق إلى كل المناطق المتأثرة.

وأكد: المجتمعون إستمرار التشاور والتنسيق الوثيق بينهم من أجل المساهمة الفاعلة في إيجاد حل سياسي للأزمة السورية، بما يحقق تطلعات الشعب السوري في الأمن والإستقرار والعدالة، فضلاً عن:
تعزيز الجهود الرامية إلى توطيد الأمن والإستقرار في المنطقة، وفي نهاية الإجتماع إستمع المجتمعون لإيجاز من مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة في سوريا “غير بيدرسون” وأكدوا؛ دعمهم لجهود الأمم المتحدة للوصول لحلول سياسية مستقبلاً للأزمة السورية على أساس قرار مجلس الأمن رقم” 2254″، وهذا يؤكد على أن إجتماع الدوحة جاء متسارعاً لرؤيتهم المسبقة لما تؤول له الأحداث في سوريا، وقد رحل” بشار الأسد” وتحققت الرؤية والآن جاء دور الدول العربية لدعمهم المطلق لآمن وإستقرار دولة سوريا الشقيقة.

وما جرىّ في ⁧‫سوريا‬⁩ من تطورات يفوق الخيال، ولم تعد هناك قدرة لملاحقة تطورات إنهيار النظام السوري لدىّ المؤسسات الإعلامية والوكالات الإخبارية، كما لم يعد السياسيون في الدول الغربية وتحديداً الكبرىّ قادرين على تحديث مواقف بلادهم، لكن بإختصار فقد رحل “بشار الأسد”فهل تتكاتف الدول العربية والإسلامية، وتدعم الشعب السوري في رحلتةُ نحو مستقبل مستقر وشامل؟، فهذا ما نأملة من زعماء الدول العربية، ولاسيما؛ جمهورية مصر العربية التي تعتبر الدولة المحورية في المنطقة بأكملها ودورها المهم والراسخ لحماية المنطقة وتزيد آمنها وإستقرارها من براثن قوية تتمثل في التدخل الأمريكي والغربي في الشأن الداخلي السوري.

ولايخفى على أحد فإن النظام السوري السابق إعتمد على أموال المخدرات من أجل الإستمرار بل حاول إغراق المنطقة بأكملها في هذا الآمر، لذا: يجب أن تعتمد الإدارة الجديدة مبدأ الشمولية فلا مجال للثأر اليوم
والدول العربية وفي مقدمتهم”مصر والأردن وقطر” يتولوا أهمية كبيرة للوحدة الوطنية وإستقرار وسلامة الأراضي السورية والمنطقة بأكملها، وقد شاهدنا جميعاً التصريحات الإسرائيلية الخبيثة التي تحوي في مضمونها عدم التدخل في الأحداث الجارية في سوريا !، وأعلنت بعدها بوقت قليل بأنها
نشرت قوات في المنطقة الفاصلة العازلة مع ⁧‫سوريا‬⁩ وفي نقاط دفاعية ضرورية لضمان أمن سكان بلدات ⁧‫الجولان‬⁩ ومواطنينا.

وقد علقت؛ جمهورية مصر العربية على التغير فى سوريا “نقف إلى جانب الدولة والشعب” بكل قوة، وقالت وزارة الخارجية، في بيان لها منذ قليل، إن مصر تتابع بإهتمام كبير التغير الذي شهدتة الجمهورية العربية السورية الشقيقة، وتؤكد: وقوفها إلى جانب الدولة والشعب السوري ودعمها لسيادة سوريا ووحدة وتكامل أراضيها، ودعت مصر جميع الأطراف السورية بكل توجهاتها إلى صون مقدرات الدولة ومؤسساتها الوطنية، وتغليب المصلحة العليا للبلاد، وذلك من خلال توحيد الأهداف والأولويات وبدء عملية سياسية متكاملة وشاملة تؤسس لمرحلة جديدة من التوافق والسلام الداخلي، وإستعادة وضع سوريا الإقليمي والدولي.

ومن جانبها دعت المملكة الأردنية الهاشمية بعد التغير الجديد في سوريا إلى الإستقرار والمحافظة على مؤسسات الدولة، وأكدت: الأردن على
أهمية الحفاظ على وحدة سوريا وأمنها في أعقاب الإنهيار الدراماتيكي لحكم “بشار الأسد” الذي إستمر 24 عاماً،
كما أكدت” الأردن” على أن الجهود المبذولة لتعزيز الأمن والإستقرار في سوريا “قيد التنفيذ” في ظل التطورات المتسارعة هناك، وأن موقف الأردن من أمن وإستقرار سوريا ووحدة أراضيها وإستعادة مؤسسات الدولة السورية فعالية مؤسساتها، وفق ماجاء في تصريح اليوم الأحد لقناة “المملكة الأردنية” نشرتة على موقعها الإلكتروني.

وفي أول تعليق رسمي من دولة خليجية علقت قطر على سقوط نظام الأسد، حيث؛ دعت وزارة الخارجية القطرية، اليوم الأحد، إلى ضرورة الحفاظ على المؤسسات الوطنية ووحدة سوريا، من دون إنزلاقها للفوضى، وفق ما قالت، ونشرت وكالة الأنباء القطرية “قنا” في وقت لاحق، بياناً لوزارة الخارجية القطرية، وأكدت؛ من خلاله متابعة قطر بإهتمام بالغ لتطورات الأوضاع في سوريا، وجددت “الدوحة” موقفها الداعي لإنهاء الأزمة السورية، بحسب قرارات الشرعية الدولية وقرار مجلس الأمن 2254، بما يحقق مصالح الشعب السوري، داعية كافة الأطياف إلى إنتهاج الحوار فيما بينهم، بما يحقن دماء أبناء ؛ الشعب الواحد ويحفظ للدولة السورية مؤسساتها الوطنية.

وفي جانب متصل؛
علق الرئيس الأمريكي المنتخب “دونالد ترامب” على سقوط نظام بشار الأسد، قائلاً؛ إنه لقد رحل الأسد، لقد فر من بلاده، ولم تعد روسيا بقيادة فلاديمير بوتين، مهتمة بحمايته بعد الآن، وأضاف “ترامب” لم يكن هناك سبب لوجود روسيا هناك في المقام الأول، ولقد فقدوا كل إهتمامهم بسوريا بسبب أوكرانيا، حيث سقط ما يقرب من 600 ألف جندي روسي جريحاً أو قتيلًا في حرب لم يكن ينبغي لها أن تبدأ أبداً، وقد تستمر إلى الأبد، أكد” ترامب” أن روسيا وإيران في حالة ضعف الآن وذلك بسبب أوكرانيا والإقتصاد السيئ، كما رأى”ترامب” أن الأخرى وهي إيران ضعيفة بسبب إسرائيل ونجاحها في القتال وفق ما جاء عنه في منصة تروث سوشيال.

وأختم مقالي هذا بدعوة جميع الدول العربية والإسلامية وفي مقدمتهم “مصر والأردن وقطر” بإستمرارهم في العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار ودعم العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم، والتوصل للإستقرار الذي يستحقه الشعب السوري الشقيق، وقطع أي فرصه لأي تدخل أمريكي وغربي في الشأن السوري للمحافظة على آمن وإستقرار سوريا والمنطقة بأكملها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.