نبيل أبوالياسين : الدول العربية تعلن دعمها للسعودية وفي مقدمتهم مصر

كتبت : نسمه تشطة

إننا نتابع عن كثب، وبإهتمام بالغ أصداء القرار الذي صدر مؤخراً من منظمة أوبك+، وما أثير حوله من تجاذبات، وشهدنا التهديدات الأمريكية الواهية «تَافِهَةٌ، لاَ قِيمَةَ لَهَا» المتعاقبة، الموجهة للمملكة العربية السعودية، في حين أن أكدت؛ جميع الدول العربية، وغيرها من الدول الغربية قرار”أوبك+” يساهم بشكل كبير في إستقرار سوق النفط في الأسواق العالمية.

وقال”نبيل أبوالياسين” الحقوقي، والباحث في القضايا العربية والدولية، في بيان صحفي صادر عنه اليوم «الثلاثاء» للصحف والمواقع الإخبارية، عقب تصريحات الدول العربية في تضامنا، ودعمها المشرف لقرار المملكة العربية السعودية، وفي مقدمتهم جمهورية مصر العربية، والمملكة الأردنية الهاشمية، والمملكة العربية المغربية، إنه يجب على قادة جميع الدول العربية وشعوبهم، بلا إستثناء أن تقف مع السعودية، ومع أي دولة عربية في كل القرارات التي تتخذها لحفظ أمنها القومي على أن يكون الآمن القومي لأي دولة عربية هو آمن قومي عربي لايجوز المساس به.

وأضاف”أبوالياسين” أن
‏الوارثون هم قادة من العرب، وآخرون يصنعهم الله على عينه ليُكلِل بهم هامة التاريخ، من خلال مواقفهم الرشيدة في الوقت المناسب التي يترقبها شعوبهم”سياسَةُ الإنتظار والتَّرقُّب” ويأملها منهم أي “وتبصَّر فيه مليًّا ليتحقّق ويستيقن منه بإمعان” ويروا أن قادتهم “برهَنوا عن فِطْنة”، ربما لن نراهم، ولن تكتحل أعيننا بهم الآن، ولكن ربما يراهم أولادنا، و أحفادنا، لكن حسبُنا أن نبني طوبة، ونضع لبنة في طريقهم الطويل.

وقد: أعلنت غالبية الدول العربية منذُ ساعات قليلة، تأكيدهم لدعم قرار “أوبك+” بشأن خفض إنتاج النفط، وكان أبرزهم” مصر ، الأردن، المغرب”، حيثُ قالت:
الخارجية المصرية إن، قرار أوبك+ يهدف لتحقيق ضبط سوق النفط بما يكفل تعزيز القدرة على التعامل مع تحديات الإقتصاد، وأن مصر‬⁩ تدعم الموقف الذي عبرت عنه المملكة العربية ⁧‫السعودية‬⁩ الشقيقة في شرح الإعتبارات الفنية لقرار أوبك+، بإعتباره يهدف في المقام الأول لتحقيق إنضباط سوق النفط، وبما يكفل تعزيز قدرة المجتمع الدولي على التعامل مع التحديات الإقتصادية الراهنة.

وقال: وزير خارجية المغرب نقف مع السعودية في كل القرارات التي تتخذها لحفظ أمنها، ويؤكد؛ وقوف المغرب، مع قرار خفض إنتاج النفط، وأن المملكة العربية المغربية تؤكد؛ وقوفها بشكل تام مع المملكة العربية السعودية في كل القرارات التي تتخذها، وخاصة ما يخص أمنها وإستقرارها وأمن، وإستقرار أسواق الطاقة.

وأعلن: في وقت لاحق وزير الطاقة الجزائري، في تصريح صحفي صادر عنه اليوم، إن إتفاق خفض إنتاج أوبك+ هو
إستجابة “تقنية بحتة” للظرف الإقتصادي الدولي الحالي،
وأن”أوبك +” لا تحيد من خلال قرارها بخفض الإنتاج الإجمالي بـ 2 مليون يومياً إبتداءً من 1 نوفمبر المقبل عن المسعىّ الذي أنتهجته منذ 2016 لدعم إستقرار سوق النفط الدولية وتوازنها، وأكد؛ وزير الطاقة، والمناجم الجزائري “محمد عرقاب” على الدعم الكامل للمملكة العربية السعودية في قرار إتفاق “أوبك+” الأخير الرامي إلى خفض الإنتاج.

وقد كان موقف المملكة الأردنية الهاشمية سباق في هذا الشأن حيث إستنكرت بشدة عقب التهديدات التي أطلقتها الولايات المتحدة الأمريكية للمملكة العربية السعودية، وأكدت دعمها لـ قرارات “أوبك بلاس”، وأكدت على أن القرار يصب في المصلحة العامه لسوق النفط العالمي، ويحقق توازن وإستقرار لآمن السعودية في المقدمة الأولىّ، ولسوق النفط العالمي أيضاً.

ومن جهتها أعلنت دول الخليج العربية تأكيدها؛ لدعم المملكة العربية السعودية، ولقرار “أوبك+”، وأعربت، الكويت، والبحرين، وعمان، والعراق والإمارات، عن دعمهما لقرار الدول المشاركة في إتفاقية “أوبك +” في فيينا، لخفض إنتاج النفط بداية من شهر نوفمبر القادم.

وذكرت وكالة الأنباء الكويتية أن الشيخ “نواف سعود الصباح” الرئيس، التنفيذي لشركة النفط الكويتية أكد؛ مجدداً إلتزام الدولة بالحفاظ على التوازن بين مصالح المنتجين والمستهلكين، ورحب بقرار المنظمة، وبدورها قالت: شركة النفط العراقية الحكومية “سومو” أن قرارات أوبك + تستند إلى مؤشرات إقتصادية وتتخذ بمهنية وموضوعية وإجماع، ونقلت بوابة “شفق نيوز” الإخبارية عن الشركة قولها بين دول أوبك + هناك إجماع على أن أفضل نهج في الوقت الحالي هو نهج إستباقي يحافظ على إستقرار السوق.

وفي نفس السياق قالت: وزارة الطاقة والموارد الطبيعية العمانية إن قرارات أوبك +، تستند فقط إلى حقائق العرض والطلب في السوق،
وكذلك قال؛ وزير البترول والبيئة بمملكة البحرين، “محمد مبارك بن دينا”، إن أعضاء مجموعة “أوبك+” وافقوا على إتخاذ هذا الإجراء بالإجماع، وفي وقت سابق أكد وزير الطاقة والبنية التحتية في الإمارات، “سهيل بن محمد فرج المزروعي”، في تعليقه على قرار “أوبك +” الأخير بخصوص خفض إنتاج النفط أن القرار كان قرارا فنياً بحتاً، وتم بالإجماع.

وأشار”أبوالياسين” إلى بيانهُ الصحفي الصادر عنه في يوم “الأربعاء” الماضي، والذي حمل عنوان «الرئيس الأمريكي جوبايدن: يهدد السعودية و «نبيل أبوالياسين»يطالب برد عربي مشترك»، وقال: فية إن الولايات المتحدة الأمريكية تتوعد دول أوبك+، وتتعامل معها بمنطق من ليس معي فهو ضدي، ومن لن يخضع لسياستي فهو عدواً لي.

وأكد؛ فيه على أنه يجب على جميع الدول العربية من الأن عدم الإعتماد في المستقبل على أي دولة خارج الإطار العربي في إقتصادها وآمنها، وآن الآوان الآن لوحدة الصف العربي، ورفض التهديدات الأمريكية للمملكة العربية السعودية رفض عربي مشترك لا يُستثنىّ فيه أي دولة عربية، وأن أي إجراءات تتخذها واشنطن، ضد الرياض تُعد إجراءات إنتقامية مرفوضه، وأن الغضب الأعمى، والغير مبرر من الأولىّ، والذي يدفعها لإخراج سكاكينها، وفق ما كتبت على صفحاتها صحيفة “الغارديان” البريطانية بشكل مستفز بسبب القرار السعودي الذي يعُد إقتصادي بحت سيتصدىّ لها جميع شعوب الدول العربية، ولتعلم أمريكا أن آمن السعودية يعُد آمن قومي عربي لايقبل المساس به.

وفي جانب أخر قال “أبوالياسين”لمن يعتقد أن أمريكا، وروسيا أتفقا على السيناريو الحالي لخنق أوروبا، فهذا نوع من السفاهه، وسخافة العقل، وحماقة في تحليل الوضع الثآر، قد تتقاطع المصالح بين الكبار، لكن لا يمكن أن تتطابق، فأفراد العائلة الواحد يتصارعون على المصالح داخل البيت الواحد وهم من أب واحد، وأم واحدة، فكيف تتوقع من ضباع العالم أن يتوافقوا على مصلحة واحدة؟

ولفت”أبوالياسين” إلى الخطاب العنصري البغيض لـ”جوزيب بوريل” مفوض العلاقات الخارجية فى الإتحاد الأوروبي، منذ قليل، والذي لقي إنتقادات عالمية واسعة، منها دولة”الإمارات” العربية، وغيرها من الدول فقد جمع فى كلمات قليلة كل معاني العنصرية المقيتة، والغرور الأعمىّ، والحقد الأسود، والقيم الفاسدة، فالإنسانية لا تتجزأ، وجرائم أوروبا بحق الشعوب المستضعفة لازالت مستمرة، فهذا السفيه شبه أوروبا “المتميزة” بـ”حديقة”، والعالم من حولها بـ”أدغال” التي يمكن أن تغزو الحديقة.

وأكد”أبوالياسين” في بيانه الصحفي، أنه مهما تصاعد التوتر في العلاقات الأمريكية السعودية، ستبقى مناوشات عابرة، مادامت الدول العربية موحدة الصف، والسعودية ثابتة على موقفها المشرف، وخاصةً، إنها ولأول مره لم تهرول السعودية لإرضاء غضب أمريكا، وستعود العلاقات إلى طبيعتها، فالطاقة فوق كل شيء، وقد قالوا؛ لنا سابقاً، إن النفط فقد أهميته في العالم، وأمريكا لم تعد مهتمة بالمنطقة بسبب تراجع أهمية النفط، لكن إنظروا اليوم كيف يحرك النفط، والغاز السياسة الدولية كلها بلا إستثنىّ.

مؤكد: أن وحدة الصف العربي مهمه جداً الآن وقبل أي وقت مضىّ، والمرحلة القادمة فاصلة بالنسبة للقيادات السياسية العربية تجاه شعوبها المترقبة، لأنه يبدو أننا مقبلون على فترة إضطرابات عالمية في أكثر من منطقة، أخطر بكثير مما عُرف بالربيع العربي، والقادم للأسف يبدو أتعس بكثير، وكان الله في عون الجميع، فالكل سيكون متضرراً بطريقة أو بأخرى، وبنسب متفاوتة، ولا ندري كيف ستستقر الأوضاع بعد هذه الموجة الخطيرة وكيف سيكون شكل العالم في المستقبل القريب.

لذا؛ يجب على القيادات العربية التركيز على مستقبلنا نحن العرب، فهل لو نجت روسيا، والصين في بناء نظام دولي جديد متعدد الأقطاب، رغماً عن أمريكا، ماذا نستفيد نحن العرب، هل سيتحسن وضعنا، ونتخلص من الهيمنة الأمريكية، أم إننا سنكون مجرد آمه تشبة قطع الأثاث تتنقل من يد إلى أخرى؟.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.