نبيل أبوالياسين: التصريحات «⁧‫الأردنية» الأخيرة رشيدة وتحافظ على وضعها المحوري في المنطقة

 

مصر 60 :

 

تصريحات المملكة الأردنية الهاشمية الأخيرة”سنتصدى لأي مُسيرات إسرائيلية كما تصدينا للمسيرات الإيرانية” تستحق الثناء، وأعادة توازن الأمور في المنطقة، وأكدت؛ على أن المملكة دولة لها دوراً محوري بارزاً ومؤثراً وراسخ كركيزة أساسية للأمن والإستقرار في المنطقة بأكملها، فضلا عن؛ عن أنها أطاحت بالجدل الثائر الذي حاول البعض تأجيجه في الداخل الأردني وخارجه مستغلاً المأساة التي تمر بها أشقاءنا في قطاع غزة الآن، وإستمرار العدوان الغاشم من قبل الإحتلال الإسرائيلي الذي يبيد في الشعب الفلسطيني في غزة منذُ أكثر من 6 أشهر ويقوم بتجويعه بطريقة ممنهجة، فضلاً عن؛ أنه يُهدد أمن المنطقة برمتها، وأصبح شعوب المنطقة الآن معرض للخطر الوشيك بسبب توسع رقعة الحرب من خلال التصعيد الأيراني الإسرائيلي الأخير.

وتصدي المملكة للمُسيرات الإيرانية لما نعتقدهُ أنه كان خطراً على أمنها وشعبها، كنا على يقين بأنها ستتصدىّ لأي مُسيرات إسرائيلية أيضاً، وندرك جميعاً المخطط الخبيث من رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” الذي يحاول فرض أجندة الحرب على المنطقة بأكملها وهذا ما يجب أن تدركة قادة الدول العربية بأكملها ويتحملون المسؤولية الكاملة الآن قبل الغد، والضغط على حكومة “نتنياهو ” اليمينية المتطرفة لوقف فوري ودائم لإطلاق النار لحماية المنطقة من الخطر الوشيك، وأن المملكة الأردنية تعتبر الدولة الأولىّ في المنطقة المعنية بتحقيق السلام أكثر من أي دولة آخرىّ، وتعتبر الوحيدة التي تدفع ثمن ذلك أكثر من اي دولة في المنطقة بأكملها، وكان لزاماً عليها بالا تسمح أو تقبل بخرق أجوائها من طرفي الصراع كما أنها ترفض بإستمرار خرق إسرائيل للقانون الدولي بدون محاسبة، رغم أن المجتمع الدولي لايحمي مصدقيتةُ في هذا الإطار!؟.

ومع تركيز العالم على الصراع الإسرائيلي الإيراني لا يزال الفلسطينيون يواجهون هجمات قوات الإحتلال النازي في جميع أنحاء قطاع غزة، وعرضت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني فرقها وهي تعالج الفلسطينيين المصابين جراء الهجمات الإسرائيلية في الأيام الأخيرة والعالم مازال يكتفي بالمشاهده فقط، وما يثير الإستغراب والتعجب أن مجموعة السبع تصدر بياناً مشتركاً يدين الهجمات الإيرانية على إسرائيل، ولم نشاهد إدانه واحده من تلكمُا الدول عندما قصفت الأخيرة السفارة الإيرانية في سوريا وإنتهاكها لسيادة الدول التي يرفضها القانون الدولي!!، فلا عجب ولا تعجب فتلكُما الدول تدعم منذ 6 أشهر الإبادة الجماعية في غزة وتشرف على جرائم الحرب هناك، وجميعهما مشتركين في جريمة التجويع التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني الآن في غزة، وتستمر الحرب بين إسرائيل وغزة في الخلفية وراءها الصراع والتوترات الإقليمية الأوسع.

وناقش وزير الخارجية الأمريكي “أنتوني بلينكن” الهجوم الإيراني على إسرائيل في مكالمات منفصلة مع نظرائه الأردنيين والمصريين والأتراك أيضاً، وفقاً لوزارة الخارجية الأمريكية، وكان الموقف الأردني والمصري موقف واضح وحاسم تجاه محاولة توسيع الصراع في المنطقة، ما دفع “بلينكن “إلى أن يكرر مراراً وتكراراً بأن الولايات المتحدة لا تسعىّ إلى التصعيد وستواصل دعم الدفاع الإسرائيلي، وفقاً لتقارير رويترز، وفي مكالمتةُ مع وزير الخارجية المصري “سامح شكري”، ناقش أيضاً الحاجة إلى زيادة المساعدات الإنسانية إلى غزة وتحقيق وقف فوري لإطلاق النار يضمن إطلاق سراح جميع الأسرى من قبل الطرفين، وفقاً لوزارة الخارجية المصرية.

ومن جانبه قال؛ رئيس الوزراء الأردني “بشر الخصاونة” إن التصعيد في المنطقة سيؤدي إلى “مسارات خطيرة”، وفقاً لتقارير رويترز، وفي حديثه إلى مجلس الوزراء الأردني، أضاف “الخصاونة ” بأن الجيش الأردني سيرد على أي شيئ من شأنه أن يعرض أمن وسلامة المملكة وقدسية مجالها الجوي وأراضيها للخطر في مواجهة أي خطر من أي طرف من أطراف الصراع بكل الوسائل المتاحة، وإستدعت الأردن السفير الإيراني للإحتجاج على تعليقات”إيران”، والتي إعتبرتها الأردن تدخلاً غير مقبول في الشؤون الداخلية للمملكة، وفقاً لتقارير رويترز، ونالت هذه التعليقات التي أدلت بها وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية السافرة والغير مسؤوله، والتي حذرت من أن الأردن سيكون الهدف التالي في حالة تعاونه مع إسرائيل في مواجهة مع إيران إستنكارات واسعة النطاق من أغلبية الشعوب العربية والإسلامية.

وفي نفس السياق أُحذر : في مقالي هذا وبكل شدة من أن الشرق الأوسط أصبح على حافة الهاوية، ولاسيما؛ المنطقة العربية لذا؛ ندعو إلى أقصىّ قدر من محاولة قادة الدول العربية بالأخذ بالمبادرة لضبط النفس وخاصةً بعد الهجمات الإيرانية على إسرائيل، لأن شعوب المنطقة الآن تواجه خطراً حقيقياً يتمثل في صراع مدمر واسع النطاق، فالآن هو الوقت المناسب لنزع فتيله وتهدئة الوضع قبل فوات الآن والخاسر الوحيد حينها ستكون شعوب المنطقة، وهذا ما يسعىّ إلية”نتنياهو” لمحاولتة المستميته في توسيع الصراع في المنطقة، لإستمرارة في السلطه هرباً من الهزيمة المذله التي لحقت به على مدار أكثر من 6 أشهر، ولم يحقق حتى الآن أي هدف من أهدافه التي أعلن عنها في وقت سابق من بدء العدوان البري على قطاع غزة، وأصبح ينتظرة قائمة إتهامات داخلية وخارجية قد تبقيه ما تبقى من حياتة في السجن إذ لم يقبل على الإنتحار وهذا هو الأرجح وفق تقديراتنا.

وألفت: في مقالي إلى أن غياب الدور العربي “السني” في المنطقة سيوسع من هيمنة الأمبراطورية الفارسية ؟، وهذا يجب أن تدركة كافة الأنظمة العربية فهيمنة إسرائيل سقطت سياسياً وعسكرياً واقتصادياً وأصبحت الآن لاتستطيع حماية نفسها، ولكنها تعتبر قاعدة عسكرية غربية أمريكية بأمكان سحقها وتدميرها وكل التقديرات تقول: إن أمريكا تنسحب عملياً من القتال والأرض وتكتفي ببلورة العرض أمام القوة للحفاظ على هيبتها ومصالحها فقط، وأصبح هناك قواعد جديدة للإشتباك منذ أكثر من 76 عاماً فرضتها المقاومة الفلسطينية والضربة الإيرانية الاخيرة، التي تعتبر الضربة الأولى مباشرتاً منذ 80عاماً، وهذا يعني أن مرحلة التردد الإيراني في قصف إسرائيل قد إنتهت وأن الردع الصهيوني الذي كان يرعب الجميع قد إنتهى أيضاً، وأن طوفان الأقصىّ إجتاح المنطقة وأغرق سرديات قديمة وأجج نيران خامدة باتت تحفز وتحرق الحلم الصهيوني.

وهنا نقول؛ إن مصلحة شعوب المنطقة وحمايتها يجب أن تكون فوق كل إعتبار وترك الساحه الآن أمام إيران ووكلاءها جعل شعبيتهما في إزدياد مستمر لدىّ الشعوب العربية والإسلامية وأصبحا الآن في نظر تلكُما الشعوب أبطالاً قوميين لمساندتهم لغزة ظاهرياً،
وإيران مع وكلاءها تحاول فرضت كلمتها وسيطرتها الإقليمية والعالمية وفق مصالحها وبتفاهمات دولية، وأمريكا تسعىّ جاهدة لمحاولة هندسة المنطقة العربية من جديد، ووضعت الدولة الفارسية والجيوش العربية على رقعة لعبة الشطرنج الامريكية، وفق تخطيطها الخبيث، وأصبحت الدول العربية والإسلامية “السنية” خارج المعادلة الحالية بسبب عدم التاثير الاقليمي بصفة عامة وفي القضية الفلسطينية بصفة خاصة، وتوسع الأمبراطورية الفارسية وتمددها في المنطقة مستمر على حساب إنكماش دور الدول السنية.

وتريد إسرائيل فرض المزيد من العقوبات على إيران بينما تعارض الجهود الرامية إلى جعل مبيعات الأسلحة الضخمة والمساعدات العسكرية لإسرائيل مشروطة بإنهاء جرائم الحرب التي ترتكبها بما في ذلك إستراتيجية التجويع في غزة، ومرة أخرىّ إنتصار دبلوماسي مزيف لقوة البقاء غير المؤكدة، ونجح الرئيس الأمريكي “جوبايدن” كعادتة في تجميع تحالف للدفاع عن إسرائيل ضد الهجوم الجوي الإيراني، ولكن يمكن أن تستمر دورة الإنتقام، مما يتحدىّ جهود البيت الأبيض لتجنب صراع مستمر،
وكان قريباً جداً لو مر عدة صواريخ أو طائرات بدون طيار، وقتلت الكثير من الإسرائيليين، لكان من الممكن أن تشتعل النيران في المنطقة بأكملها.

ولكن عندما يتم إبادة الشعب الفلسطيني وتجويع من نجىّ منهم لا يحرك ساكناً بل نشاهد صمت مميت ومستمر،
ولذلك عندما تمكنت القوات الإسرائيلية والأمريكية، بمساعدة حلفائهم، من دفاع شبه مثالي كما وصفتة الصحف الأمريكية والغربية ضد وابل جوي من إيران، فإنها لم تمثل إنجازاً عسكرياً إستثنائياً فحسب، بل كانت أيضاً إنتصاراً كبيراً، وفق رؤية الإحتلال النازي، وحلفاءها الداعمين وإعتاد”بايدن” على الحشد لصالح الإحتلال المجرم ففي السابق حشد لدعمه بالسلاح والقنابل الفتاكة لإبادة الشعب الفلسطيني في غزة وفلشلوا فشلاً ذريعاً أمام المقاومة الفلسطينية الباسلة، كما حشد نفس الدول لوقف تمويل “الأونروا ” في أبشع جريمة تجويع ممنهجة لأكثر من مليون ونصف فلسطيني، وإستخدامها كسلاح حرب.

والحرب مازالت جيدة لـ”نتنياهو” لأن إستمرارها هي أفضل وسيلة له للبقاء في السلطة وتجنب السجن بتهم الفساد وغيرها، والحرب مع إيران وتوسعها في المنطقة هي أفضل وسيلة لجعل العالم ينسى ّجرائم الحرب والإبادة التي إرتكبها في غزة، فالحرب الإسرائيلية الإيرانية هي بمثابة شريان حياة لـ”نتنياهو”،
ويتمتع الآن الذي كان معزول بواجه إنتقادات واسعة النطاق قبل أسبوع بدعم الغرب وصرف الإنتباه العالمي عن غزة،
وقبل أيام قليلة فقط، كان الكثير من إهتمام العالم على المجاعة الوشيكة في غزة، وعلى فشل إسرائيل في تحقيق أهدافها الحربية المتمثلة في الإطاحة بحماس وإعادة الرهائن بعد أكثر من ستة أشهر من الحرب، وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي تحت ضغط من الولايات المتحدة، والرئيس الأمريكي “جو بايدن” يضغط للسماح بدخول المساعدات الإنسانية الكافية والتوصل إلى وقف إطلاق النار، فضلاً عن؛ نداءات المتظاهرين الإسرائيليين لإبرام صفقة الرهائن وإجراء إنتخابات جديدة.

ولكن في في احدىّ ليالي هذا الأسبوع، تلاشى كل ذلك على الفور حيث أطلقت إيران مئات الطائرات بدون طيار والصواريخ على إسرائيل في إنتقام طال إنتظاره لضربة إسرائيلية قتلت كبار ضباط الجيش الإيراني في سوريا، في 1 أبريل الجاري، وأخرجت الضربة الإسرائيلية في دمشق ورد إيران المباشر الصراع الطويل الأمد بين البلدين الذي غالباً ما يتميز بضربات سرية وإستخدام الوكلاء من الظلال، مما أدىّ إلى تقليل الإنتباه من فشل إسرائيل في غزة، وتوسيع الجهد الحربي الإسرائيلي إلى إيران، وإجبار منتقدي “نتنياهو” في الخارج على الوقوف خلفه على الأقل في الوقت الحالي.

وختاماً: فنحن أمام إعترافات أممية بإزدواجية المعايير الغربية فيما يتعلق بالإبادة الجماعية في الأراضي الفلسطينية، والجميع يشاهد إسرائيل وهي تدمر كل سبل العيش في غزة وخاصة الدول العربية والإسلامية، الذين يعلمون جيداً بأن هناك إزدواجية معايير في أوروبا بشأن غزه، ورغم هذا لم نرىّ موقف عربي وإسلامي جادي وموحد منذ أكثر من ستة أشهر!، وقالت: المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة “فرانشيسكا ألبانيز” في إعترافات صريحة وعلى الملأ، إن إسرائيل قتلت “عن عمد” موظفي منظمة المطبخ المركزي العالمي في قطاع غزة،
‏وأضافت” ألبانيز” في منشور لها على منصة إكس”تويتر سابقاً” بحكم معرفتي بكيفية عمل إسرائيل، تقييمي هو أن القوات الإسرائيلية قتلت عمداً موظفي المطبخ المركزي العالمي حتى ينسحب المانحون وتستمر مجاعة المدنيين بصمت في غزة.

وبشأن منع حكومة”نتنياهو” اليمينية المتطرفة الصحفيين الدوليين من الوصول إلى غزة، يثير تساؤلات حول ما لا تريد إسرائيل أن يراه الصحفيون الدوليين، وأن الحظر الشامل على الصحفيين الذي تتجاهلة إدارة “جوبايدن” يحد من قدرة العالم على رؤية التكلفة الحقيقية للحرب والدمار الذي لحق بالفلسطينيين في غزة، وهذا ما إنتقدتة رابطة الصحافة الأجنبية “FPA” لإسرائيل، لمنعها الصحفيين الدوليين من الوصول إلى قطاع غزة، وأشارة”الرابطة”إلى أن تل أبيب تحاول منع بقية العالم من رؤية حجم الدمار الذي أحدثه العدوان الإسرائيلي، ودعا بيان الرابطة، السلطات الإسرائيلية، إلى منح وسائل الإعلام الدولية حق الوصول “الموسع وغير المقيد” إلى غزة، بعد ستة أشهر من منع دخول المراسلين الدوليين، وذكرت “الرابطة” في بيان لها أمس أنها تشعر بالقلق لأنه بعد مرور “6” أشهر على العدوان الإسرائيلي في غزة، تواصل إسرائيل منع المراسلين الدوليين ووسائل الإعلام الدولية من دخول أي جزء من قطاع غزة بشكل مستقل.

وأؤكد: في مقالي أن منع وصول الصحافة المستقلة إلى منطقة الحرب لهذه الفترة الطويلة “غير مسبوقة” وتثير القلق والتجاهل الأمريكي المتعمد لهذا يُثير التعجب!؟، رغم أن سلطات الإحتلال رفضت مراراً وتكراراً مناشدات الصحفيين الدوليين للسماح لهم بالوصول إلى غزة، وخاصةً بعد قرار مجلس الأمن الأخير وقرارات محكمة العدل الدولية، والإحتلال المجرم يمنع وصول الصحفيين الأجانب لنشر روايتةُ المضللة، وجاءت جميع التقارير المروعة التي شهدها العالم بأسره من صحفيين فلسطينيين في غزة، والذين يتعين عليهم الموازنة بين سلامتهم، وسلامة أسرعهم وعائلاتهم، وواجب توثيق الهجمات والفظائع والحياة اليومية مع إستمرار الإبادة والدمار هناك، في ظل أنهم يواجهون نفس المشاكل وصعوبات الحياة التي يواجهها سكان غزة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.