نبيل أبوالياسين: ‏ أمريكا تتحدى العالم وتضرب بعرض الحائط كل قواعد القانون الدولي

مصر 60 :

إن فشل مجلس الأمن في قرار وقف العدوان على غزة يعد وصمة عار على الإنسانية سجلها التاريخ أمس، فضلاً عن؛ أنه فقد مصداقيتةُ أمام شعوب العالم حالياً ومستقبلاً، وإن قرار الولايات المتحدة الأمريكية المشين أمس بإستخدام حق “الفيتو” ضد وقف إطلاق النار في غزة يعُد في وصفه بالمأساوي والإهانة المخزية للمعنى الحقيقي للإنسانية، ضاربة عرض الحائط بكل قواعد القانون الدولي والإنساني معاً وهو تحدي سافر واضح للعالم بأكمله ومعناه ببساطة إعطاء إسرائيل الضوء الأخضر والوقت الكافي لتدمير ماتبقى من غزة وقتل المزيد من الأطفال والنساء والمدنيين العزل ودفع الشعب الفلسطيني إلى التهجير القسري، وتتساءل الشعوب هل يقف العالم مكتوفي الأيدي؟، أمام دولة واحدة أغلبية شعبها رافضة لسياستها الدموية أن تخطف قرار أغلبية الدول كانت شعوبها تترقب أمس قرار وقف إطلاق النار في غزة.

فإن التغاضي الأمريكي عن إستمرار القتال يتناقض مع إدعاءاتها السابقة الكاذبة والتي فضحها “فيتو” القتل أمس على الملأ أمام العالم بالإهتمام بحياة الناس وسلامتهم في غزة، وأصبحت”واشنطن” الآن معزولة عالمياً، لذا: يجب على الدول العربية والإسلامية وغيرها من الدول التي إستنكرت القرار الأمريكي وتحديها للعالم بأسرة أن تبحث في كل الخيارات لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة بعد الفيتو الأمريكي، الداعي للقتل وجرائم الحرب، والذي يؤكد: بأن الولايات المتحدة لا يمكن أن تكون وسيطا نزيها ولا تصلح لأن تكون داعية للسلام وحقوق الإنسان من الآن ولاحقاً، وتهدد بشكل لا لبس فيه إستقرار المنطقة بأكملها، وقد يذهب بالوضع إلى مرحلة جديدة وخطيرة من التدهور ويهدد الإستقرار الإقليمي الهش.

ورغم تفعيل الأمين العام للأمم المتحدة “أنطونيو جوتيريش” للمادة 99 من الميثاق الأممي للتحذير من الوصول إلى نقطة الإنهيار في قطاع غزة عجز أعضاء مجلس الأمن الدولي عن إصدار قرار لوقف إطلاق النار في قطاع غزة بسبب التواطؤ الأمريكي الواضح للجميع ضد الشعب الفلسطيني بالرغم من موافقة 13 دولة، وذلك بعد إستخدام الولايات المتحدة الأمريكية لحق النقض”الفيتو” التي تستخدمة دائماً لتوسيع دائرة الإنتهاكات والقتل والتدمير في الدول، ولاسيما؛ الدول العربية والإسلامية والذي يعُد إستهتار سافر بحياة العرب والمسلمين في ظل أن أنظمة تلكُما الدول مستمرة في الصمت وعاجزة عجز كلي غير مبرر عن حماية أروح شعوبها وأشقاءها التي تذهق كل يوم بل كل ساعه رغم أن لديها أدوات ضغط ولكن لا تريد أن تستخدمها !!؟.

ومن هنا أقول: في مقالي هذا إن عرقلة وقف إطلاق النار يعتبر حكم أمريكي بالإعدام على الآلاف من الفلسطينيين ويعطي تصريح لجنود الإحتلال بمزيد من القتل والتدمير دون محاسبة، فهل نرىّ الآن تحرك دولي وعربي وإسلامي يليق بحجم الشعوب الغاضبة تجاة العدوان الصهيوأمريكي المستمر في تدمير قطاع غزة وقتل النساء والأطفال دون هودا؟، بعدما خذلها مجلس الآمن التي عرقلته”وشنطن”من إصدار قرار لوقف إطلاق النار، أم نرىّ صمت مميت متواصل يزيد من يأس الشعوب في جميع أنحاء العالم، ولاسيما؛ شعوب الدول العربية والإسلامية!؟، فإن حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة والمجرمة لا تسمع لأحد، ولا تسمع للتنديدات الواهية وتستمر بإعتداءات نتائجها مدمرة للجميع في المنطقة بمن فيهم”إسرائيل”.

فإن مجلس الأمن الآمن الآن لم يعد يصلح لمهمتهُ التي أُنشأ من أجلها وهي حفظ السلام والأمن بالعالم، إذ عجز تماماً أي عجزتةُ الولايات المتحدة الأمريكية التي تدعي بأنها دولة عظمىّ وضمن مؤسسية، وكانت تتشدق دوماً بالسلام والديمقراطية وحقوق الإنسان عن إصدار قرار بوقف حرب هي الأكثر دموية منذ الحرب العالمية الثانية، والتي إنتهكت خلالها إسرائيل كل الأعراف والقوانين الدولية بل ووثقتها الكاميرات ويشاهدها العالم أجمع على الشاشات،
وإستمرار عرقلة أمريكا للقرارات الدولية والتي من شأنها وقف إطلاق النار والقتل والدمار في قطاع غزة، يُعطي إسرائيل الفرصة لمواصلة جرائم الحرب والعقاب الجماعي وإبادة المدنيين وتهجيرهم وخرق القوانين الدولية والإنسانية، وأتساءل هنا عندما تعطي الإدارة الأمريكية الضوء الأخضر من تحت قبة مجلس الآمن الدولي لإستمرار الحرب الإسرائيلية وإرتكاب مزيداً من المجازر الجماعية في غزة وكافة الأراضي الفلسطينية المحتلة، من يصون السلم والأمن الدوليين بدلًا من مجلس الأمن؟.

وأحذر: في مقالي هذا من أن الحرب الوحشية في قطاع غزة ومخطط تصفية القضية الفلسطينية ينذران بإتساع الحرب ودخول أطراف أخرىّ لحلبة الصراع، مشيراً: في هذا الصدد إلى تحذير الأمين العام للأمم المتحدة من تسجيل توسع حرب غزة في سوريا ولبنان والعراق واليمن وأضيف هنا وقد تطال المنطقة بأكملها لآن شعوب المنطقة العربية والإسلامية أيضاً أصبح الغضب عندهم وصل ذروتةُ وقد تلفت زمام الأمور ما ينذر بنذير شئم لايحمد عقباة، بسبب ما يحدث بغزة وعجز الأسرة الدولية عجز مخزي عن حمياتها بسبب تواطؤ وغطرسة الولايات المتحدة التي تستقوى على العالم برمتةُ.

وأَريَ في مقالي : أن الحرب في غزة كانت كاشفة لمواقف العديد من الدول، ولاسيما: أمريكا والدول الغربية التي طالما نادت بإحترام حقوق الإنسان والديمقراطية والحرية، في حين تركت المدنيين الأبرياء والأطفال يقتلون بأبشع الطرق داخل قطاع غزة، وعلى مرأى ومسمع من العالم دون إصدار قرار واحد عادل يُوقف إطلاق النار، ولهذا أحث: الشعوب الغربية ولاسيما؛ الشعب الأمريكي الحر الذي سبق وتظاهر في كافة أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية دعماً “لـ” غزة على مطالبة إدارة “جوبايدن” المتواطئة مع الإحتلال المجرم بإجبار إسرائيل على وقف الحرب والتوجه نحو مفاوضات سلام تمهد لحل الدولتين، كما أحث: على ضرورة ممارسة حكومات العالم وخاصةً الدول العربية والاسلامية الضغط على الإدارة الأمريكية للوفاء بإلتزاماتها ووعودها جبراً بإقامة دولة فلسطينية مستقلة.

كما أَريَ؛ أنه بالرغم من فشل إعتماد قرار لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، إلا أن الشيئ الإيجابي موجود وهو تصويت 13 دولة على وقف الحرب، ما يعني أن هناك أصواتاً عادلة داخل المجتمع الدولي لا تقبل ولا تدعم جرائم الحرب والقتل والدمار وخرق إسرائيل مواثيق حقوق الإنسان والقوانين الدولية والإنسانية رغم تورط بعضهم وأدركوا مؤخراً، والذي يجب أن تستغلها الدول العربية والإسلامية دون تراخي وتستخدم كافة أدواتها للضغط على الولايات المتحدة المتواطئة مع الإحتلال في كل المجازر التي أُرتكبت في قطاع غزة، لوقف إطلاق النار جبراً لتحسين أوضاعها أمام شعوبها التي تتساءل دائماً ماذا فعتلوا ومتى تفعلوا؟، ولا تجد أي إجابات منذ 63 يوماً من بدأ العدوان الغاشم على أشقاءهم في غزة.

وأوضح في مقالي: أن الحرب الحالية بين المقاومة الفلسطينية والإحتلال هي مرحلة فقط من تلك الآزمة الطويلة، التي تحتاج إلى تسوية شاملة ودائمة للقضية الفلسطينية، وليس حلاً مؤقتاً لوضع قطاع غزة، وأشدد على ضرورة تسوية هذا النزاع سلمياً، وليس عن طريق القوة الغاشمة التي تستخدمها قوات الإحتلال وبدعم أمريكي وغربي لها، وفقاً للقانون الدولي ولما نص عليه ميثاق الأمم المتحدة لتسوية النزاعات، والتأكيد على أهمية التمسك بالقضية الفلسطينية برمتها إستناداً إلى قواعد القانون الدولي الثابتة والمستقرة، وليس وفقاً للإعتبارات السياسية والمصالح الذاتية المتغيرة.

وقد هاجمت يوماً ما الأمين العام للآمم المتحدة “أنطونيو جوتيريش”، واليوم أثنى على إستخدمهُ للمرة الأولىّ المادة 99 من الميثاق التأسيسي للمنظمة الدولية، للتحذير من أن الحرب في “غزة” قد تؤدي إلى تفاقم التهديدات القائمة للسلام والأمن الدوليين، لافتاً إلى أن الإستناد لأقوىّ أداة على الإطلاق يمكن أن يستخدمها أي أمين عام للآمم المتحدة، لمواجهة الأخطار المحدقة بالأمن والسلم الدوليين، ويعُد هذا في حد ذاته بارقة أمل من الآمم المتحدة التي تضم أعضاء من مختلف دول العالم، والتي حذر: أمينها على الملأ وشاهده جميع شعوب العالم الذي كان يترقب قرار مجلس الآمن من أن حجم الخسائر في الأرواح داخل غزة خلال فترة وجيزة، بجانب الكوارث الإنسانية التي يشهدها القطاع يومياً، مع إنهيار المنظومة الصحية وحصار المدنيين وقتلهم والتهجير القسري وغيرها من الجرائم التي لم يشهد العالم مثيلاً لها من قبل، يهدد أمن وإستقرار منطقة الشرق الأوسط برمتها.

وختاماً: فإن إستمرار جرائم الإحتلال التي تتضمن توقيع عقاب جماعي على شعب غزة الأعزل عبر الإبادة الجماعية ونقل سكانها ومحاولات التهجير القسري، جميعها جرائم محرمة في إتفاقيات چنيف” 1949″ والنظام الأساسي للجنائية الدولية، وأدعو الدول العربية والإسلامية إلى ممارسة المزيد من الضغوط على الولايات المتحدة الأمريكية، التي أصبحت في عزلة عالمية الآن بعد قرارها المشين والمعيب أمس الدولة الوحيدة التي أفصحت للعالم على الملأ عن تواطؤها مع الإحتلال وتدير الحرب في غزة هي القادرة على وقف الحرب وردع إسرائيل من أجل إنقاذ مسار السلام وتحقيق الإستقرار في المنطقة عبر إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، فقد حان الوقت أن تتحمل قادة الدول العربية والإسلامية المسؤولية الآن أمام شعوبها بعد فشل مجلس الأمن، وأن تنهي هذه المحنة الإنسانية للشعب الفلسطيني ووضع حد لأطول إحتلال بالعالم، محذراً بأن تلك هي أخطر أزمة سياسية وقانونية وإنسانية منذ عام 1948.

وأؤكد: أن الدعم الدولي وما تسميه إسرائيل “نافذة الشرعية” لشن حرب مكثفة يتآكل الآن في مواجهة الخسائر الدموية في أرواح المدنيين في غزة، وأمريكا شريكتها التي تدعمها في جرائم الحرب أصبحت الآن معزولة عالمياً بعد قرراها المُشين أمس”الجمعه” في مجلس الآمن، وبعد مرور شهرهُ الثالث الإحتلال يتوغل بقواتةُ الفاشلة بقوة في النصف الجنوبي المزدحم بالسكان من القطاع الساحلي، وفي أعنف قتال شوهد حتى الآن، يأملون في إلحاق أكبر قدر ممكن من الضرر بمعاقل المقاومة الفلسطينية المتبقية قبل نفاد الساعة السياسية فيما قد يكون آخر هجوم بري واسع النطاق له في الحرب، وسيخرج مهزومة مكسوراً كما سبق له في الشمال، وقد أعلنت صحيفة يديعوت أحرونوت: عن إصابة أكثر من 5000 جندي إسرائيلي منذ بداية الحرب على غزة بينهم 2000 أصبحوا معاقين فضلاً عن: القتلى التي تم ذكرهم في وقت سابق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.