من روايتي صرخة الأمنيات

بقلم / عبير مدين

امسك الملعقة وظل يقلب فنجان الشاي وكأنه في عالم اخر لا يجلس امامها على نفس الطاولة لا تفصلهما سوى سنتيمترات قليلة، شعرت انها في هذه اللحظة اقرب اليه من أنفاسه التي في صدره حتى خيل اليها انها تسمع دقات قلبه، اسلمت نفسها بنشوة لحلمها الجميل من جديد ومن جديد ابت الاقدار الا ان تيقظها على كابوس جديد حين بدأ يتحدث بمرارة عن الوحدة كأنه يخبرها انها لا تعني له شيئا أو أنه لا يراها من الأساس!، كانت كلماته كسهام صوبها بدقة اصابت قلبها وتركته بين الحياة والموت ينزف الما حاولت ان تتمالك نفسها وهي تقول له وكأنها تقول لنفسها قبله عندما تعطينا الحياة خيارا اختار من ترتاح معه لا من ترتاح له، ابتسم بسخرية وقال الحياة لا تعطي خيارا ولا جزرا يا عزيزتي الحياة تعطي دروسا مرة وأفضل طريقة لتجرع مرارتها ان تحبي ذاتك فالكل باطل، وحلم كاذب، ثم تناول كوب الماء الموضوع امامه شربه مرة واحدة كأنه يحاول ابتلاع مرارة العالم دفعة واحدة، بعدها تنهد تنهيدة عميقة وهو يقول اشعر بفوضى داخلي فوضى لا حصر لها ، قالت وهي تحاول ان تهون عليه فهي مثله تعاني نفس الألم وتشعر بذات الفوضى لا تحمل نفسك فوق طاقتها حولنا العديد من قصص الحب انتهت على غير ما تمنى ابطالها لكن بدأوا حياتهم من جديد، هكذا الحياة تتقلب فيها الفصول ونحن مجبرون ان نحياها ونتجاوز الألم كن متأكدا انك سوف تصادف يوما من تحبك اكثر من نفسك وسوف تساعدك على ترتيب هذه الفوضى التي تشعر بها، تذكر كلماتك بعد تجربة زواجي الفاشلة، فقال لا تجادلي في قصة اخذت مني الكثير ولم تأخذ منك سوى دقائق لتسمعيها شعرت بالاهانة مازال لا يقدر مشاعرها تجاه، مازال يرى انها تسرعت بطلبها الطلاق وانه كان عليها ان تتحمل اكثر رغم انه واساها حين حصلت عليه بعبارات باردة لكنها تشعر بالامه من أعماق قلبها فقالت بمرارة نحن لا نترك عزيزا عبثا نحن نبتعد حين نتأذى فوق احتمالنا وليس معنى اني ابدو امامكم بهذا التماسك انني بخير لا تخدعك المظاهر فهدوء المقابرلا يعني ان الجميع في الجنة لكن عليا ان ابدو بخير من اجل امي ومن اجل اني اكره ان أكون محل شفقة من احد انت أيضا جادلت في قصة اخذت مني الكثير واستنزفت كل مشاعري ولم تأخذ منك سوى دقائق لتسمعها ثم اضافت وهي تحمل حقيبتها لتغادر هذا ان كنت سمعتها من الأساس.
ظل جالسا يرقبها وهي تخرج من المكان بخطوات مسرعه ثم مد يده تناول فنجان الشاي اخذ رشفة منه فوجده اصبح باردا فقال ساخرا حتى انت!، ثم فتح هاتفه الذي مازال يحتفظ عليه بصور كارما وقال يضيع الحب وتصبح المشاعر كالصقيع يثلج القلوب بل يثلج كل ما حولنا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.