ملامح الأحداث التي سبقت مولد النبي

بقلم / عاشور كرم

إن من سنن الله في الكون : أن الانفراج يكون بعد الشدة، والضياء يكون بعد الظلام واليسر بعد العسر
أراد الله سبحانه وتعالى أن يرحم البشرية ويكرم الإنسانية فحان وقت الخلاص بمبعث الحبيب صلى الله عليه وسلم وقبل أن نشرع في بيان ميلاده الكريم ونشأته العزيزة ورعاية الله عزَّ وجلَّ له توجد أحداث عظيمة سبقت مولده منها

حفر زمزم
فلقد قام بحفرها عبدالمطلب جد النبي صلي الله عليه وسلم
فمن قصة ابن إسحاق أنه سمع علي بن أبي طالب يحدث حديث زمزم حين أمر عبد المطلب بحفرها قال: قال عبد المطلب: إني لنائم في الحجر إذ أتاني آت فقال لي: احفر طيبة قال: قلت: وما طيبة، قال: ثم ذهب عني، قال: فلما كان الغد رجعت إلي مضجعي فنمت فجاءني، فقال: احفر برة قال: قلت: وما برة قال: ثم ذهب عني فلما كان الغد رجعت إلى مضجعي فنمت فجاءني فقال: احفر المضنونة قال: قلت: وما المضنونة، قال: ثم ذهب عني فلما كان الغد رجعت إلى مضجعي فنمت فيه فجاءني قال: احفر زمزم قال: قلت: وما زمزم قال: لا تنزف أبداً ولا تزم تسقي الحجيج الأعظم وهي بين الفرث والدم عند نقرة الغراب الأعصم عند قرية النمل قال: فلما بين لي شأنها ودل على موضعها وعرف أنه قد صدق غدا بمعوله ومعه ابنه الحارث بن عبد المطلب وليس معه يومئذ ولد غيره فحفر فيها فلـما بدا لعبد المطلب الطي كبر فعرفت قريش: أنه قد أدرك حاجته فقاموا إليه فقالوا: يا عبد المطلب إنها بئر أبينا إسماعيل وإن لنا فيها حقا فأشركنا معك فيها قال: ما أنا بفاعل إن هذا الأمر قد خصصت به دونكم وأُعطيته من بينكم قالوا له: فأنصفنا فإنا غير تاركيك حتى نخاصمك فيها قال: فاجعلوا بيني وبينكم من شئتم أحاكمكم إليه. قالوا: كاهنة بني سعد بن هديم. قال: نعم، وكانت بأطراف الشَّام. فركب عبد المطلب ومعه نفر من بني أبيه من بني عبد مناف وركب من كل قبيلة من قريش نفر فخرجوا والأرض إذ ذاك مفاوز حتى إذا كانوا ببعضها نفد ماء عبد المطلب وأصحابه فعطشوا حتى استيقنوا بالهلكةفاستسقوا مَنْ كانوا معهم فأبوا عليهم وقالوا: إنا بمفازة وإنا نخشى على أنفسنا مثل ما أصابكم فقال عبد المطلب: إني أرى أن يحفر كل رجل منكم حفرته لنفسه بما لكم الآن من القوَّة فكلما مات رجل دفعه أصحابه في حفرته ثم وَاروه حتى يكون آخرهم رجلا واحدا فضيْعة رجل واحدٍ أيسر من ضيعة ركب جميعـه. فقالوا: نعْمَ ما أمرت به. فحفر كل رجل لنفسه حفرة ثمَّ قعدوا ينتظرون الموت عطشا ثم إن عبد المطلب قال لأصحابه: والله إن إلقاءنا بأيدينا هكذا للموت لا نضرب في الأرض ولا نبتغي لأنفسنا لعجز فعسى الله أن يرزقنا ماء ببعض البلاد ارتحلوا فارتحلوا حتى إذا بعث عبد المطَّلب راحلته انفجرت من تحت خفها عين ماء عذب فكبر عبد المطلب وكبر أصحابه ثم نزل فشرب وشرب أصحابه واستسقوا حتى ملؤوا أسقيتهم ثمَّ دعا قبائل قريش وهم ينظرون إليهم في جميع هذه الأحوال فقال: هلموا إلى الماء فقد سقانا الله فجاوا فشربوا

قصة أصحاب الفيل

وهو أبرهة بن الصباح الحبشي ويقال له أيضا أبرهة الأشرم هو قائد عسكري من مملكة أكسوم وأعلن نفسه ملكا على حِمير حكم بلاد اليمن من الفترة مابين ٥٣١ أو ٥٤٧ وحتى ٥٥٥ أو ٥٦٥ وذكر أبرهة في المصادر البيزنطية والسريانية ونصوص خط المسند ونسجت حوله العديد من الروايات والأساطير وحسب ما ورد في الموسوعة البريطانية فهو مسيحي متدين اشتهر ببناء كنيسة ضخمة في صنعاء وبحملته العسكرية نحو مدينة مكة في نفس العام الذي ولد فيه النبي محمد صلي الله عليه وسلم في ربيع الأول ٥٣ ق هـ الموافق لأبريل 571م وقد فشلت الحملة رغم استعانته بالفيل وانتهى حكم الحبشة وسيطرتهم على اليمن نهائيا بالغزو الساساني الفارسي لليمن عام ٥٧٥ م بعد وفاة أبرهة بأربع أعوام

وأخيرااختتم حديثي بأن
الله اهلك أبرهة وجيشه فقال تعالي في كتابه ((أَلَمۡ تَرَ كَيۡفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصۡحَٰبِ ٱلۡفِيلِ (1) أَلَمۡ يَجۡعَلۡ كَيۡدَهُمۡ فِي تَضۡلِيلٖ (2) وَأَرۡسَلَ عَلَيۡهِمۡ طَيۡرًا أَبَابِيلَ (3) تَرۡمِيهِم بِحِجَارَةٖ مِّن سِجِّيلٖ (4) فَجَعَلَهُمۡ كَعَصۡفٖ مَّأۡكُولِۭ ))

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.