بقلم/ هاجر الرفاعي
بسم الله والحمد الله والصلاة والسلام علي رسول الله هو صحابى جليل أحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحبه رسول الله صلى الله عليه وسلم، إنه صحابي وفقيه وقارئ قرآن وراوي للحديث النبوي الشريف وهو من الأنصار من بني أدّى من بني جشم بن الخزرج، وقد أسلم وهو ابن الثمانى عشر سنة، وهو شابا لم تنبت لحيته بعد، وقد شهد بيعة العقبة الثانية، ولما أسلم تولى مع ثعلبة بن غنمة وعبد الله بن أنيس تكسير أصنام بني سلمة، ولما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد آخى بينه وبين عبد الله بن مسعود، وقد شهد غزوة بدر وعمره عشرون أو واحد وعشرون سنه، ثم شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
باقي المشاهد كلها، واستبقاه في مكة بعد فتحها ليُعلم الناس القرآن ويفقههم، ثم بعثه عاملا له في اليمن بعد غزوة تبوك، وبعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، قد شارك في الفتح الإسلامي للشام، وتوفي في الأردن في طاعون عمواس، إنه الصحابى الجليل معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس، وهو أبو عبد الرحمن، وقد أردفه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وراءه، وبعثه إلى اليمن بعد غزوة تبوك وشيعه ماشيا في مخرجه وهو راكب، وقد شهد معاذ الفتح الإسلامي للشام، وشارك في معركة اليرموك، وقد جمع القرآن الكريم في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، خمسة من الأنصار، معاذ وعبادة وأبيّ وأبو أيوب وأبو الدرداء.
فلما كان عمر بن الخطاب، كتب يزيد بن أبي سفيان إليه إن أهل الشام كثير، وقد احتاجوا إلى من يعلمهم القرآن ويفقههم، فقال أعينوني بثلاثة، فقالوا، هذا شيخ كبير لأبى أيوب، وهذا سقيم لأبيّ بن كعب، وكان معاذ بن جبل طويلا، حسن الثغر، عظيم العينين، أبيض، جعد، قطط، مجموع الحاجبين، به عرج، وقال أنس بن مالك : جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، أربعة كلهم من الأنصار أبي بن كعب وزيد ومعاذ بن جبل وأبو زيد أحد عمومتي، وروى عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم، قول : ” خذوا القرآن من أربعة، من ابن مسعود وأبي ومعاذ بن جبل وسالم مولى أبي حذيفة”
ولقد أثني النبي صلى الله عليه وسلم،على معاذ بن جبل، فقد روى أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال : ” أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأشدها في دين الله عمر، وأصدقها حياء عثمان، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ، وأفرضهم زيد، ولكل أمة أمين وأمين هذه الأمة أبو عبيدة ” وقال الصنابحي : أنه سمع معاذ بن جبل يقول : ” لقيني النبي صلى الله عليه وسلم، فقال : ” يا معاذ، إني لأحبك في الله” قلت ” وأنا والله يا رسول الله أحبك في الله” وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ” معاذ أمام العلماء يوم القيامة برتوة أو رتوتين ” وقال أبو هريرة رضى الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم، يقول : ” نعم الرجل أبو بكر،
نعم الرجل عمر، نعم الرجل أبو عبيدة بن الجراح، نعم الرجل أسيد بن حضير، نعم الرجل جعفر، نعم الرجل ثابت بن قيس، نعم الرجل معاذ بن جبل، نعم الرجل معاذ بن عمرو بن الجموح” وكما كان معاذ بن جبل من قلة ممن سُمح لهم الفتيا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فقال سهل بن أبي حثمة : ” كان الذين يفتون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثلاثة من المهاجرين، عمر وعثمان وعلي، وثلاثة من الأنصار، أبي بن كعب ومعاذ وزيد” وكما كان لمعاذ بن جبل منزلته بين صحابة النبي صلى الله عليه وسلم، فعندما خطب عمر بن الخطاب الناس بالجابية، قال : ” من أراد الفقه، فليأتى معاذ بن جبل” وقال عبد الله بن مسعود : ” إن معاذ بن جبل، كان أمة قانتا لله حنيفا، ولم يك من المشركين “