مصر بين التهديد الوجودى وحكمة السيسي

د. محمود محمد علي

أعجبتني مقولة صديقي الدكتور أحمد سالم بأنني قد أكون ذا ميلا عميقا للتصوف ولكنى لست درويشا أغيب عقلي وأعمي عينى عن الرؤية العميقة والملاحظة الدقيقة.. لكن هناك حوادث مرت فيها مصر ..تجعلك تدرك كم كانت الأحداث العالمية في صالحه.. فالرجل حين جلس علي عرش مصر .. ورث مشاكل في كافة أرجاء الدولة .. عمل علي مدار ١٢ عاما.. كان كل تركيزه على العمران راغبا في تغيير وجه مصر العمران وقد نجح في هذا النقطة بالذات ..فخط في الدولة المصرية مالم يفعله غيره على حساب بقية المجالات.. وعلي حساب الإنسان نفسه أحيانا كثيرة.. فقد حصل على أموال مساعدات من الخليج لم يحصل عليها غيره.. وإستدان أموالا كثيرة لم يستدنها غيره لتعيش مصر حقبة شبيهة بحقبة الخديوي إسماعيل. لكن القدر كان فاعلا في مسار الرجل في الدولة المصرية سواء في أزمة كورونا التى مرت بها الدولة المصرية بخسائر قليلة في حين إنهارت دول كبيرة أمام الأزمة. وانكشفت أنظمتها الصحية ..ثم كان لحرب أوكرانيا تأثيراتها علي مصر وإقتصادها..
ومرت مصر وجاءت أحداث السابع من أكتوبر لتطل علينا مسألة قضية تهجير الفلسطينيين إلى سيناء ، الأمر الذي مصر في محنة كبيرة .. وتهديد وجودي عظيم.. فمن الشرق ظهرت الآن جليا الأطماع اليهودية .. وزادت الضغوط الأمريكية لمساعدة العدو في ذلك بعد صعود ترامب لسدة الحكم .. ومصر مهددة وجوديا.

بالإضافة إلي وضع الصنوبر على مياه النيل.. ومحيط مصر في فوضي كبيرة .. ولحمة مصر الاجتماعية متهالكة.. والديون تأكل في لحمها وعظمها.. وفي اللحظة الراهنة فمصر في خطر كبير محدق.. لكنى أعي أن خلافي لا يعمي عينى عند وطني الحبيب.. مصر التي تسكننى وفي هذه اللحظة نحن خلف السلطة للحفاظ على وطننا ضد المخاطر الوجودية التي تهددها .. ورغم ماحدث في مؤسساتها من ضعف ..فلابد أن تظهر مصر بأنها دولة مؤسسات بنقابات وجامعات وأحزاب ومجتمع مدني.. وخلف السلطة لابد أن نقف جميعا مع مصر الدولة.. ولابد ان تكون الجامعات داعمة للسلطة والدولة معا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.