بقلم/ د. فرج أحمد فرج
مصر التى فى خاطري وفى فمي أحبها من كل روحي ودمي مصر التى فى خاطرى وفى فمى احبها من كل روحى ودمى يا ليت كل مؤمن يحبها حبي انا .. وبعزها يحبها حبي لها .
مصر نور الله علي الارض بتجليه علي جبل النور بسيناء لحديث سيدنا موسي عليه السلام .. فغمر نوره علي هذه الارض الطيبه ولانه اصل النور بوصفه لنفسه ” الله نور السموات والارض “
تعتبر مصر هي الكلمة الجميلة التي لها العديد من المعاني، وهي النيل والحضارات الرائعة التي تجد فيها الأهرامات والتاريخ ، استعصيت علي العديد من الأعداء التي يحاولون استعمارها وظلت صامده ضد أي عدوان ونجد فيها الجيش الذي يخرج للحرب ضد العدو من أجل العزة والكرامة، وتعد مصر بأنها أرض الكنانة والحضارة وقد ذكرت أسم مصر في القرآن حوالي خمس مرات وسميت بأم الدنيا نسبة للسيدة هاجر زوجة سيدنا إبراهيم عليه السلام لأنها لقبت بأم الأنبياء .
في 6 اكتوبر العاشر من رمضان 1973م ، حطم هذا الجيش اسطوره رددوها زمان ان اسرائيل دولة لا تهزم . ولان هذا الجيش قوامه فلاحين وصعايدة ونوبين وبدو ومسلمين ومسيحين في قوام واحد وبوتقة واحدة ونحن في الجيش لانميزفيه زملائنا بل كنا نحارب ونواجه الموت في صد موجات العدو التي لا تميز احد من هذا القوام بل تواجه جسدا واحدا لا طائفية ولا شعوبية ولا مذهبية .
وان سالت انت مين .. سيرد عليك انا مصري !
مصر التي في خاطري .. ذكرتني بزملائي الابطال والشهداء الذين روت دمائهم رمال هذه الارض وسطرت به ملاحم الفداء والعزة والكرامة .. وهذا سراعتزاز هذا الشعب بنفسه وثقته في الله زودا لدينه وحبا لرسوله واهل بيته الطاهرين .
في حرب 65 كان ابي رحمه الله في النقطة الحصينة ام قطف وفي هذه النقطة حارب الجيش المصري اشرف المعارك رغم دعم دول الغرب الاستعماري انجلترا وفرنسا حين ذاك لاسرائيل كالعادة .
اشتهرت الحرب في مصر بالعدوان الثلاثي» لأنها كانت نتيجة مؤامرة ثلاثية بين دول بريطانيا وفرنسا وإسرائيل، ويطلق عليها أيضاً ،حرب 1956» أو اختصاراً «حرب 56» نظراً لأن وقائع العمليات العسكرية حدثت في عام 1956. بينما أطلق عليها الغرب اسم أزمة السويس» أو «حرب السويس» نظراً لأن السبب المعلن للعدوان العسكري كان تأمين الممر الملاحي لقناة السويس.أُطلق على العملية العسكرية الإسرائيلية في سيناء اسم حرب سيناء»، أو «حملة سيناء» نظراً لأن دور الهجوم الإسرائيلي المخطط له كان موقعه شبه جزيرة سيناء، وأطلق الجيش الإسرائيلي أيضاً على خطته اسم العملية قادش» لما يعتقده بعض الباحثين اليهود بأن مدينة، قادش بارنيا» (بالعبرية קדש ברנע) – المذكورة في التوراة – تقع في منطقة شمال سيناء، وهي آخر موقع على الحدود المصرية خرج منه اليهود مع موسى إلى الشتات، فكان الاسم رمزاً لبداية العودة إلى النقطة الأخيرة في هذا الشتات.
بدأ الهجوم الإسرائيلي في الساعة الخامسة بعد ظهر يوم 29 أكتوبر 1956 وأعلنت إسرائيل أن هذا التحرك العسكري جاء ردًا على اعتداء الجيش المصري على خطوط المواصلات الإسرائيلية في البر والبحر بهدف تدميرها وحرمان المواطنين الإسرائيليين من الحياة الآمنة وفوجئت القيادة المصرية بالهجوم حيث كانت تحت تصور أن مشكلة القناة في طريقها إلى حل سياسي .
بعد مناوشات كبيرة بين القوات المصرية والاسرائيلية المعتدية علي الحدود وتعليمات قيادة الجيش في القاهرة ان نصمد والا ننسحب والامداد في الطربق الينا أصدرت رئاسة الأركان الإسرائيلية تعليماتها بتأجيل الهجوم على «أم قطف» انتظارًا للضربة الجوية الأنجلو-فرنسية المخطط لها حتى لاتتعرض القوات الإسرائيلية لخسائر يمكن تفاديها بعد الضربة، فضلًا عن إضفاء صورة العملية الانتقامية على تحركاتها قبل تلك الضربة وإبعاد شبهة الحرب، ولكن خلافًا لتلك التعليمات قامت القيادة الجنوبية الإسرائيلية منتصف ليلة 29/30 أكتوبر بإصدار أوامرها إلى اللواء 10 مشاة بالاستيلاء على موقع «أم قطف» -الذي كان يشكل بجانب موقع «أم شيحان» عائقاً أمام تقدم القوات الإسرائيلية نحو القطاع الأوسط من سيناء- استغلالًا لعنصر المفاجأة.
ولكن فشل الهجوم الإسرائيلي على أم قطف، ونجح قائد اللواء 6 مشاة المصري الذي كلف بالدفاع عن تلك المنطقة قائد اللواء خلال المعارك هو العقيد سامي يس بولس، والذي أصيب خلال المعارك وتولى موقعه العقيد محمد سعد الدين متولي الذي استكمل مهمة الدفاع عن أم قطف. بكتائبه غير المكتملة العدد أو العتاد في صد الهجمات المتتالية للقوات الإسرائيلية، بل ونجحت قواته في تنفيذ هجوم مضاد،
وبرغم صدور الاوامر بالانسحاب ، ابي الايتراجع واستمر في القتال وركب التلال ولكن عندما حضر المدد الجوي وجد ان النقطة المكلف بضربها ،فيها قوات ولم يتضح هويتها وظنا من الطائرتين ان القوات التي علي التلال هي القوات الاسرائيلية المحاصرة فضربت قواتنا بالخطأ الا ان الطيار الاخر لمح علي ظهر سيارة الاسعاف الهلال، فعرف ان القوات التي تركب التلال هي مصرية ، فتوجه وضرب القوات الاسرائيلية وعلي الفور دارت اول معركة جوية في مع اسرائيل التي ارسلت اربع طائرات ، تم اسقاط طائرتين منهم بواسطة طيارينا الشجعان ، وبرواية ابي كان يشاهد تلك المعركة رؤية العين وظلت قواتنا تستبسل الي ان جاء لها الاوامر بالانسحاب الي العريش وبالرغم من التفاف القوات الإسرائيلية حولها (من الشرق باللواء 10 مشاة، ومن الغرب باللواء 7 مدرع، ومن الجنوب الشرقي باللواء 37 ميكانيكي، ومن الجنوب الغربي باللواء 4 مشاة) لكنها لم تنجح في اختراق الدفاعات المصرية، وقُتل خلال المعارك قائد اللواء 37 ميكانيكي، وعلى إثر ذلك الفشل قام قائد القيادة الجنوبية بتغيير قائد اللواء 10 مشاة، وظلت القوات المصرية صامدة في أم قطف دون إمدادات تُمني القوات الإسرائيلية بخسائر فادحة حتى وصلت إليها أوامر القائد العام بالانسحاب شأنها شأن جميع القوات المصرية في سيناء، ونجحت قوات اللواء 6 مشاة المصري في إخلاء أغلب أفرادها وتعطيل معداتها الثقيلة دون أن تشعر بها القوات الإسرائيلية، وعندما عاودت القوات الإسرائيلية ظهر يوم 2 نوفمبر الهجوم من الشرق والغرب بسريتي دبابات بعد تمهيد مدفعي وجوي، اشتبكت القوات الإسرائيلية مع بعضها في المواقع الخالية ودمرت 8 دبابات إسرائيلية. ذكر موشى ديان تعليقًا في مذكراته عن «معركة أم قطف» بقوله انها المكان الذي قاتل فيه المصريون علي افضل وجه ، بينما الاسرائيليون علي اسوء وجه .
في حرب 67 مني هذا الجيش بهزيمة بفعل فاعل كالتي نراها الان في بعض جيوش هذه المنطقة .. وكان اخي يبكي كلما نظر لشدته وسلاحه الذي لم تخرج منه طلقة واحدة تجاه العدو .. ويفزع بكاءا حينما يسمع صرخات احباءه وزملاءه في وحدته التي كانت تتواجد علي البحر في العريش وهم يتلقون خبر الانسحاب والتوجه للضفة الغربية للقناة .. ويسالون .. لماذا لا نحارب واسلحتنا في ايدينا .. ولماذا نترك مواقعنا لاعدائنا دون مقا ومة .. ولكن عقيدتنا ان ننفذ قرارات القيادة لانها تري الصورة كاملة .. وانسحبنا ولا قينا ما لقيناه ومات منا من مات .
ولكن لم ينسحب واحدا وكسر الاوامر وظل في القاعدة بمفرده ومعه نفر قليل .. وابي الا ينسحب ويترك ارضه مهما كلفه من عقاب عدم اطاعة الاوامر وكلما حاولنا ان نثنيه عن قراره .. هاودنا .. وقال سالحق بكم بعد ان اركع علي هذه الارض ركعتين واودعها .
رحم الله البطل حسين نور ابن النوبة الذي حارب وحده ولم ينسحب من موقعه رغم الامر بالانسحاب وظل بمفرده ونفر لا يتعدوا اصابع اليد الواحده وبنفس العقيدة الكامنة في صدورهم وجيناتهم من ايام احمس الي اليوم وبرغم انه فرد مشاة وكان بموقعهم الذي تركوه مدفع
م / ط 60 م وبجواره زخيرته .. هذا المدفع قليل التعرض للتشويش إلا الموجهة بالرادار ، وبإمكانه مشاغلة الأهداف بالرمي المستمر وله قابلية لمشاغلة الأهداف الأرضية والبحرية . امتطي المدفع وطلب من زملاءه ان يساعدوه في تشغيل المدفع وتلقيمه بالطلقات وظل يدافع به من موقعه الدبابات التي خرجت من البحر وسارت بطريق الشاطيء متوجهة الي نقطة معسكرهم وما ان اقتربوا.. انهال عليهم رشقا بطلقاته وهو لا يعلم انه يصيب اهدافه ام لا .. ولكن جلبة المدفع ، اعطت للعدو معلومة ان هذه النقطة بها مقاومة ولم يجلي منها احدا يحارب اليهود حتي ارسلوا له طائرة قذفته ظنا منهم انه ليس فردا بل كتيبة باكملها ..رحم الله البطل حسين نور ابن النوبة الذي حارب وحده ولم ينسحب من موقعه رغم الامر بالانسحاب وظل بمفرده يحارب اليهود
وفي حرب 73 كنا جميعا فيها ابي و اخوتي الاثنين ولكننا كنا بالمنطقة المركزية انا في غرفة العمليات واخي الاكبر في جبل عتاقة رادار دفاع جوي واذكر من البطولات العديدة لاصدقائي ما رواه اخي الفيومي رحمه الله فقد كان ضمن كتيبة القناصة والتي القي منها سرية كان بها خلف خطوط العدو مهمتها كالعاعادة ممر متلا وفيه كانت مهمتنا اعاقة تقدم مجنزرات العدو وتحديد اعدادها وابلاغ القيادة وما كان دور هلال في فيلم الممراقرب من حقيقة فصيلة القناصة وهي قصة حقيقية في حرب الاستنزاف ولكن قصة علي الفيومي رحمه الله في 73 حقيقية ايضا ، البطولات في الجيش المصري ممتدة وعميقة في كل صراع مع العدو الصهيوني ، ظل هو وافراد سريته يتعاملون كالفنان هلال في فيل الممر مع افراد العدو والذي اوقع منهم العديد من قواته وتعطل حركة قول دباباته ومجنزراته الي ان حضر المدد بالمدفعية المصرية وتلقينا الاوامر بالانسحاب بعد اداء المهمة ولكن قد سقط منا الكثير .. واتخذ ظابتنا امر للجميع ان يدبر كل منا مع نفسه خطة الانسحاب .. وكان قرار علي ان يختبئ تحت سيارة من سيارات العدو ، حتي تحين الفرصة بعد ان لمح بالقرب وحدة يو ان .. ظل يزحف حتي وصل اليهم وسلم نفسه ، وقد شاع بيننا ان سرية الفيومي كلها شهداء وترحمنا عليهم جميعا الفيومي وصفاء وغيرهم الي ان سلم اليو ان ما لديه من الجنود بعد اشهر .
رحم الله شهدائنا الابرار وتحية شكر لقادتنا الابطال وقائد الحرب والسلام الشهيد انور السادات
فرج احمد فرج