د. محمود محمد علي
هناك محامين في مصر لم تقطعهم المحاماة عن التثقف والمثاقفة، ولعل أخي وصديقي الأستاذ محمد شوكت يعد واحدت من أبرز المحامين الذين يمثلون مسيرة حافلة من ممارسة العلوم القانونية والمرافعات القضائية، وكتب رسالته ببلاغة، ومارس فعلا، وقولا، وكتابة، كل ما آمن به، وسجله بأحرف من نور.. تقرأه فتعرف أن الدنيا بخير(مادمنا نستخدم العقل، وندرك مغزى الوجود، وندرك أننا أمام فارس حقيقى ملك ناصيتى الدفاع عن الحق، وعزيمة مهنية خلّاقة، فكان أسطورة فى عالم المحاكم، يتكلم فيلتف الناس حوله. لم تكن المحاماة بالنسبة له مهنة يتكسب منها، لكنها رسالة خالدة يرد بها الحق لأصحابه.. آمن بها، وكتبها، وتركها لزملائه هدية عاشقٍ للعاشقين.
لن أنسي المهنية التي تميز بها حين وضع لنفسه أصولا للتعامل مع القضاء الجالس، والقضاء الواقف، ومعا، وصولا للعدالة التى هى هدف الجميع، واستقرار المجتمعات، وبراعته فى المرافعة، ودقتها، أن حكم فى الجلسة نفسها بالبراءة، فسجل تاريخا آخر مشهودا للجميع سيكون نبراسا، وشهادة بليغة فى قادم الأيام للرجل الكريم، المعطاء.
ومحمد شوكت يشبهني بأستاذي وصديقي الأستاذ رجائي عطية تلك الشخصية المتكاملة، والموسوعية، والتي جمعت فحوت، وشملت المحاماة في أسمى معانيها . وكانت في كل القضايا التي ترافع فيها في حقي نجما استثنائيا وفقه الله وسدد خطاه.