بقلم الكاتب السعودي والمحلل السياسي والخبير الإستراتيجي والأب الحنون / حمود الرويس
خرجت من صالة الأفراح
وقد أجتمعت غصص الأرض في حلقي
وأحسست أن هناك من جاء ليقتلع قلبي من بين أضلعي
لم أكن أدري أأفرح لفرحهم
أم أحزن على فراقها
ترى هل كانت سعيدة معي ؟ هل أسعدتها كما يجب ؟
أم أني قسوت عليها كما يجب أن لاتكون قسوتي .
صدقوني كنت تائها ..
أول مره أجزم أن العذاب الداخلي أشد عذابا من أي مؤثر خارجيا نراه!!
لم أحاسب نفسي يوما على ماصنعته بالاخرين كما فعلته ذاك اليوم
أترون أن ماصنعته كان صحيحا ؟
أأتركها تتزوج في هذا السن ؟
نعم هانذا أترك أبنتي خلفي في صالة الافراح عروسا .
كل من حولها يفرح ويطرب الا أنا
أرى نفسي مشدوها لا أدري أأفرح لفرحهم .أم أحزن لفرقاها .
نظرت الى وجه أمها
فرأيت عذاب الامومة يتجسد
لا يمكن أن يحس به رجل في الأرض . فعرفت لما هي جنة الأرض .
جمعت أطراف البشت وطويته بين يدي وقذفت به في المقعد الخلفي في سيارتي
وقذفت بجسدي في الكرسي الامامي ….وغادرت
لم أعد لصالة الرجال لأودع من بقي من الأهل والزملاء والمدعوين فلم يعد بي رمق لكلمه
ما أن دخلت البيت إلا هو مظلم موحش فلم أعهد بيتي هكذا حتى عندما يسافرون وأبقى لوحدي
فهناك فرق بين أن يكون البيت فارغا أو يكون موحشا .
ما أن تجاوزت صالة البيت كان المفترض أن أسلك المسار الأيسر لغرفتي إلا أنني أنحرفت باتجاه غرفة أبنتي
فإذا بابها مفتوحا وإضائتها تضئ الممر
دخلت ولم أكن أتوقع أن أدخلها وأنا أعرف أنها لن تعود إليها
تجرأت ودخلت إلى الغرفه .
دار فكري قبل أن يدور نظري فيها
هنا على الكومدينو مصحفها وقد كان هدية من خالتها وهو مركب على حامل شبيه ببوابة مكه ليكون بمتناولها وكنت سعيدا عندما أشاهده بيدها دائما
هنا بقايا عمل الكوافيره التي جاءت إلى هنا ولم ترضى أن تذهب لمحلات الكوافير لكثرة ماتسمع من قصص سيئة .
هنا بقايا كتبها
هنا أوراقها والباقي من رقاع الدعوة التي لم توزع .
هنا بقايا تجهيزات الفرح .
كأنها تركت كل شيء ليعذبني .
كيف سأستغني عن تعليقاتها كل يوم
يوم هزيمة الأتحاد لاتتركني من تعليقاتها
يوم ظهور ممثله في التلفزيون وبتعليقاتها (لاتطالع وزارة الداخلية وراك)
لاحت صورتها أمامي وهي تجري بأطباقها المبتكره لأتذوقها … وأنا بلبس الشغل (ها.. أيش رأيك وألا أخلي الباقي يجي على ملابسك)(لالالا…لذيذ يابنتي)
زادت الغصه وأحتشرت عيناني بما لم أعهده من مده
فجلست على حافة السرير مطرقا لما بي
فأيقنت أن كلما تغضب من أبنتك
أعلم أن لديك كنزا ستفقده يوما …
فلا تسرف في القسوة
حمود الرويس