للأبد

بقلم / عبير مدين

الإنسان هذا المخلوق الذي فضله الله على سائر المخلوقات فنفخ فيه من روحه وجعله شعوبا وقبائل ليتعارفوا، القاعدة أن الإنسان كائن اجتماعي يحب، يتزوج، يكون أسره تربطه علاقات مع الآخرين، قد تكون علاقات جيدة أو سيئة ناجحة أو فاشلة، علاقات يأمل في استمرارها أو يرغب إنهائها وهنا مربط الفرس فليست كل العلاقات قابلة للإنهاء وربما لا توجد علاقة تنتهي نهاية تامة فدائما ما تعاود الظهور في الاحلام والذكريات كما أن العلاقات الأسرية وعلاقات النسب لا تنتهي للأبد مهما حاولنا في حالة عدم وجود أطفال تظل محفورة في الذاكرة فمن هذا الذي يمكنه أن ينسى من قاسمه الفراش يوما أو دخل بيته أكل معه عيش وملح وجمعته به مناسبات حلوة أو مره؟!
عندما يريد طرفان إنهاء علاقة البعض لا يعنيه المكسب أو الخسارة المادية هو فقط يريد أن يكسر قيودا تزعجه، والبعض يبحث عن المكسب فإن كان المكسب مادي فهذا أقل أنواع المكاسب الموبيليا الفاخرة سوف تصبح يوما روبابيكيا والمال قيمته تقل كثير أو قليل يطير، يتبخر، ننفقه دون أن نشعر، ويلحق به الذهب عند الحاجة.
المكسب الحقيقي الذي نخرج به من اي علاقه سواء باستمرارها أو بوضع نهاية لها هو محبة الآخرين واحترامهم وان يقال عنك إبن أو بنت اصول كل الناس اولاد ناس لكن اولاد الأصول أصبحوا نادري الوجود.
ابحثوا عن المكسب الحقيقي فأي مكسب مادي مصيره الزوال أما المحبة فهي باقية ومتوارثة للأبد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.