لعبة اللاثوابت والمتغيرات العاصفة

بقلم / عبير مدين

المظاهرات المناهضة للنظام المللالي في ايران تحتاج دعم دولي لتؤتي ثمارها بإسقاطه وهذا في الوقت الراهن غير ممكن
رغم العقوبات الدولية المفروضة على إيران إلا إنها فزاعة أمريكا والغرب لضمان هيمنتهم على منطقة الخليج العربي بالخصوص والعرب السنة على العموم
المصالح الغربية لا تعنيها معاناة الشعوب من ظلم الأنظمة الحاكمة ورغم استبعاد البعض إقدام إيران على ضرب الأراضي السعودية بسبب انشغالها بمشاكلها الداخلية لكنه سيناريو مطروحا لشغل الرأي العام والقضاء على المظاهرات على طريقة انا واخويا على ابن عمي وانا وابن عمي على الغريب.
ايران نجحت في بسط نفوذها في العراق بصعود الإطار لسدة الحكم في أرض الرافدين ولم يبقى الا الجارة العنيده والعدو اللدود غرب الخليج العربي وجاءت التسريبات التي نقلتها الولايات المتحدة الأمريكية للسعودية بنية ضرب أراضيها كنوع من الغزل للنظام السعودي بعد توتر العلاقات بينهما بسبب اتفاقية أوبك بلس.
في ظل توتر العلاقات الدولية واحتمال نشوب حرب عالمية ثالثة خاصه بعد اكتشاف تورط بريطانيا في تفجير جسر القرم يصعب على أمريكا التضحية بالنظام الإيراني الذي تجيد اللعب معه و تفتح الباب لمزيد من التمرد العربي علي هيمنتها علي المنطقة بما يعزز من قوة اعداءها الدب الروسي والتنين الصيني في الوقت الذي بدأت تظهر فيه دعوات تمرد على حلف الناتو في بعض دول أوروبا ومحاولات النظام الأوكراني استنزاف الموارد الأمريكية بعد أن شعر بأنه يحارب بالوكالة عنها
الشعب الإيراني يتوق للتحرر من النظام المللالي وهذا قد يكلف مزيد من الاضطرابات قد تنتهي بتقسيم الأراضي الإيرانية إلى أربع جمهوريات صحيح أنه سيناريو مستبعد قليلا في الوقت الحالي حتى لا يأخذ الربيع الايراني صبغه المؤامرة الدولية لكنها السياسة لعبة اللاثوابت والمتغيرات العاصفة
المثير للدهشة هو تغافل الإعلام المصري عن ما يحدث هناك رغم أنه ذو تأثير مباشر على المصالح المصريه فإيران التي تدعم جماعة الحوثي في اليمن قد تغلق محبس التمويل بسقوط النظام فتلجأ إلى الفتك بالسفن التي تمر بمضيق باب المندب بما يمثل تهديدا لقناة السويس
خيوط اللعبة كثيرة ومتشابكة قلة تعد على أصابع اليد تتلاعب بمصير الملايين من البشر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.