بقلم / محمـــد الدكـــروري
لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم سباقا في وضع قواعد طبية محكمة للتعامل مع العدوي ومنع انتشارها بين الناس ومن ذلك، قوله عليه الصلاة والسلام “لا يورد ممرض على مصح” فإذا كان هناك إنسان مريض يقول لا يورد ولا يدخل على إنسان صحيح، وقال عليه الصلاة والسلام عن الطاعون “إذا وقع وأنتم بأرض فلا تخرجوا منها وإذا وقع في أرض فلا تدخلوا إليها” ومعنى هذا الحديث أن الإنسان إذا كان في بلد وانتشر فيه الطاعون انتشر فيه مرض معدي فلا ينبغي له أن يخرج لأنه سينقله إلى الآخرين وإذا كان هذا المرض محصورا في هذا البلد وأنت قادم من سفر إليه فلا تدخله حتى لا تصاب بذلك وهذا الحديث طبقه عمر رضي الله تعالى عنه لما ذهب إلى الشام في فتح المقدس ثم إنه لما أقبل على بعض المدائن قيل له إن هذه المدينة فيها الطاعون.
فلا ينبغي أن تدخلها فتحير عمر الأمر فجمع عمر رضي الله تعالى عنه الصحابة الكرام واستشارهم قال ما ترون؟ هل ندخل إلى هذا البلد أم أنه تعريض للمرء إلى مهلكة أم أننا إذا لم ندخل نكون شككنا في القضاء والقدر؟ فقد استشارهم وهو رضي الله تعالى عنه العالم المسدد فاختلف الصحابة بين يديه حتى أقبل عبادة بن الصامت رضي الله تعالى عنه إليه وقال يا عمر عندي الخبر قد سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول “إن وقع الطاعون وأنتم في بلد فلا تخرجوا منها وإن وقع الطاعون وأنتم لستم فيها فلا تدخلوا إليها عندها امتنع عمر بن الخطاب عن دخولها فقال له بعض الصحابة يا عمر تفر من قدر الله؟ فقال نعم نفر من قدر الله إلى قدر الله، وإن الطاعون هو المرض العام الذي يفسد له الهواء، وتفسد به الأمزجة والأبدان.
وقال أبو بكر بن العربي الطاعون هو الوجه الغالب الذي يطفئ الروح كالذبحة، وسمي بذلك لعموم مصابه وسرعة قتله، وهو مرض يعم الكثير من الناس في جهة من الجهات، بخلاف المعتاد من أمراض الناس، ويكون مرضهم واحدا بخلاف بقية الأوقات فتكون الأمراض مختلفة، وقد استشهد في طاعون عمواس من خيرة الصحابة رضي الله عنهم واستمر الطاعون شهرا، مما أدى إلى وفاة خمسة وعشرين ألفا من المسلمين وقيل ثلاثين ألفا، بينهم جماعة من كبار الصحابة أبرزهم أبو عبيدة بن الجراح ومعاذ بن جبل ومعه ابنه عبد الرحمن، ويزيد بن أبي سفيان، وشرحبيل بن حسنة، والفضل بن العباس بن عبد المطلب، وأبو جندل بن سهيل رضي الله عنهم في خلافة عمر بن الخطاب فى السنة الثامنة عشر من الهجرة النبوية، بعد فتح بيت المقدس.
وسُميت هذه السنة بعام الرمادة لما حدث بها من المجاعة في المدينة المنورة أيضا وهو أول وباء يظهر في أراضي الدولة الإسلامية، وقال ابن كثير وتولى قيادة الجيش بعد موت أبي عبيدة ومعاذ بن جبل عمرو بن العاص فقام في الناس خطيبا فقال لهم أيها الناس إن هذا الوجع إذا وقع إنما يشتعل اشتعال النار، فتجنبوا في الجبال، فخرج، وخرج الناس، فتفرقوا حتى رفعه الله عنهم، فبلغ عمر بن الخطاب ما فعله عمرو فما كرهه وللوقاية من العلل والأوبئة ما جاء في السنة المطهرة من اللأذكار والأدعية فعن أبان بن عثمان عن عثمان بن عفان رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ” من قال بسم الله الذى لا يضر مع اسمه شيء فى الأرض ولا فى السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات لم تصبه فجأه بلاء حتى يصبح ومن قالها حين يصبح ثلاث مرات لم تصبه فجأة بلاء حتى يمسى”
فعن أبان بن عثمان عن عثمان بن عفان رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ” من قال بسم الله الذى لا يضر مع اسمه شيء فى الأرض ولا فى السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات لم تصبه فجأه بلاء حتى يصبح ومن قالها حين يصبح ثلاث مرات لم تصبه فجأة بلاء حتى يمسى” وقال فأصاب أبان بن عثمان بن عفان الفالج، فجعل الرجل الذى سمع منه الحديث ينظر إليه، فقال له، مالك تنظر إلى؟ فوالله ما كذبت على عثمان ولا كذب عثمان على النبى صلى الله عليه وسلم ولكن اليوم الذى أصابنى فيه ما أصابنى غضبت فنسيت أن أقولها” رواه أبو داود ورواه الترمذي، وقال النبى صلى الله عليه وسلم ” قل، قل هو الله أحد والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاث مرات تكفيك من كل شيء” رواه أبو داود والترمذي.