كم شاحبٌ أنتَ يا قمر

بقلم / ندى وردا أوراهَم

كان يمطرني عشقاً
و أنا أتخذ المظلّة دِرعاً كي أحتمي من وابل شوقه
أخاف الحب في زمن اغتيال المشاعر
من بحر يغرق قارب النجاة الوحيد إلى مرسى الروح
من فصول السنة حين تتفنّنُ في إبداع الطقوس
مراسم الحياة و ترانيم الموت
أخشى أنفاسي أن تحرق كل شيء جميل كان بيننا
و أن يؤلمه نبضي حين يتمرّد على صدره
أن أموت بين ذراعيه و هو يفتش عن روحي في داخله
أن أتأمل تجاعيد وجهه لأشعر بها خطوطاً ترسم وَهن ملامحي
كان يمطرني عشقاً
و هو يتمنى أن تنكسر المظلة و تطير إليه مع عاصفة جنوني
كي يُصيبني غرامه بنزلة من التعقّل لعلّ حرارة لواعجه
تبعث فيّ الرغبة في احتضان المطر
آه ..كم شاحب أنت يا قمر حين تتوارى بين السحب
تُخفي تعبي و سرّ حزني و تفضح أسرار اهتمامه…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.