بقلم : د. عثمان بن عبدالعزيز آل عثمان
إنَّ الإنسان الذي يحمل في قلبه إيمانًا صادقًا برب العالمين، يدرك أن الأمل به تعالى هو القوة العظمى التي تدفعه لتحقيق أهدافه النبيلة وغاياته السامية في هذه الحياة. فالأمل برب العالمين ليس مجرد شعور داخلي، بل هو منهج حياة يشعل في النفس العزيمة، ويغذي القلب بالثقة بقدرته تعالى على تسخير الأسباب وتحقيق المستحيل.
إنَّ الأهداف النبيلة تبدأ بفكرة، ولكنها تحتاج إلى قوة دافعة لتحقيقها. وتأتي هذه القوة من إيمان الإنسان بأنَّ رب العالمين يدعم عباده المخلصين الذين يسعون لعمارة الأرض ونشر الخير فيها. يقول تعالى: “وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ”، وهذه الآية الكريمة تؤكد أن الإيمان والتقوى يمنحان المؤمن آفاقًا لا حدود لها لتحقيق أهدافه.
عندما تكون أهدافك النبيلة مرتبطة بنفع الآخرين وخدمة المجتمع، فإنَّ رب العالمين يُسخر لك من الأسباب ما يعينك على ذلك. الأمل برب العالمين يشحذ الهمم، ويبدد اليأس، ويحول الصعوبات إلى فرص. فمن كان هدفه رضا الله تعالى ،والعمل لصالح البشرية، فإنه لا يستسلم عند أول عقبة، بل يجد في كل تحدٍّ دعوةً للمضي قدمًا.
لقد علّمنا ديننا الحنيف أنَّ السعي مطلوب، وأن الأمل برب العالمين لا يعني التواكل أو الانتظار دون عمل، بل يعني أن نعمل بجد واجتهاد مع يقين بأن الله رب العالمين لن يُضيع أجر من أحسن عملًا. تأمَّل في سير الأنبياء والصالحين، ستجد أن الأمل برب العالمين كان وقودهم لتحقيق رسالاتهم وأهدافهم العظيمة، رغم ما واجهوه من تحديات وعقبات.
إنَّ أهدافك النبيلة تستحق أن تبذل من أجلها كل جهد ممكن، مستعينًا برب العالمين، متوكلًا عليه. وتذكَّر دائمًا أن الله سبحانه وتعالى يحب المؤمن القوي الذي يسعى للخير ويجتهد في سبيله. لا تدع لحظات الفشل أو الإحباط توقفك، بل اجعلها فرصة لتقوية إيمانك وزيادة يقينك بأنَّ رب العالمين يعد لك الأفضل.
ختامًا، الأمل برب العالمين هو أعظم دافع لتحقيق أهدافك النبيلة. اجعل ثقتك به تعالى مصدر قوتك، وسِر على طريقك بخطى ثابتة، واضعًا نصب عينيك أنَّ كل عمل صالح تقدمه هو خطوة نحو تحقيق رسالتك في هذه الحياة. وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم: “احرص على ما ينفعك، واستعن بالله تعالى ولا تعجز.”
اللهم اجعل آمالنا بك قوةً تدفعنا إلى الخير، وحقق لنا أهدافنا النبيلة برحمتك وعفوك.