كتبت / هدي العيسوي
منذ ٣ أيام وانا اشم رائحة كريهة جداااا وكل ما اسأل ابنائى أو زوجى يقولوا انتى بتشمى أقوى من الناس كلها لأنك عندك حساسية أنف ويقولولى مفيش ريحة وحشة .
لغاية امبارح وانا الرائحة تثير فضولى للبحث عنها وفجأة بدأ الجيران يتحدثون عن الرائحة الكريهة اعتقدت أنها قطة ميتة أو كلب ميت ولا احد يعرف مكانه وعندما ازدادات الرائحة بدأ الجميع بالبحث عنها حتى فى الشارع الخلفي للمنزل .
بدأ الجيران بالشك فى إحدى شقق الجيران وبالفعل قمنا بإبلاغ الشرطة وقد كانت المفاجأة جارنا الشاب الثلاثيني متوفى داخل شقة والده وجثته بدأت تتحلل ولا يعرف عنه احد شىء فهو مصاب بالإكتئاب منذ فترة طويلة خاصة بعد وفاة امه وابوه وأخواته البنات تركوه وحيدا وعاشوا مع أزواجهم وأولادهم ولا يقومون بزيارته أو السؤال عنه .
هذا الشاب خريج كلية تجارة تزوج وانجب ولد وزوجته طلبت الطلاق وحرمته من ابنه بدأ الشاب المتعلم يتسول ويلم الزباله من الشوارع للأكل منها ويبيع منها اللى يخليه يشترى الطعام.
قسما بالله منظر موحش عندما تم كسر باب الشقة عليه اليوم قبل أذان الفجر لنجد جثته بدأت تتحلل ولا يعرف عن غيابه أحد حتى غسله ودفنه قام شباب العمارة والشارع بتغسيله وتكفينه بعد أن تأكدت الشرطة والنيابة أنه لا توجد شبهة جنائية.
منظر مرعب عندما شاهدته ملفوفا بالاكياس البلاستيكية ثم الكفن ولا يوجد أحد من اهله يحمل جثمانه للمقابر يااااه يا إسماعيل لقد كنت شابا مهذبا عانيت من ظروف الدنيا وعشت بمفردك حتى فى اخرتك كنت بمفردك.
ارجوكم لاحظوا غياب جيرانكم واقاربكم الذين يعيشون بمفردهم فى الشقق ربما يكون لديهم غيبوبة أو لا يوجد لديهم الطعام البسيط الذى يعينهم على الحياة .
قسما بالله نهاية مؤلمة جعلتني أشعر بالخيبة وعدم الرغبة فى هذه الحياة التى تجعل كل شخص لايفكر إلا فى نفسه.
يا رب أخرجنا من هذه الدنيا ونحن مستوريين وفى وسط أهلنا وحبايبنا.