قاده خلدها الإسلام “عهد الخلفاء والزبير بن العوام”

بقلم / عاشور كرم

بعد موت النبي كان الزبير من جملة الحرس الذين يحرسون المدينةلأن كثير من قبائل العرب قد ارتدت وطمع كثير من الأعراب في المدينة فجعل أبو بكر الصديق على أنقاب المدينة حرسا يبيتون حولها منهم علي بن أبي طالب والزبير بن العوام وطلحة بن عبيد الله وسعد بن أبي وقاص وقاتل الزبير مع أبي بكر الصديق في حروب الردة ثم خرج للقتال بالشام وفي معركة اليرموك كان الزبير بن العوام فيمن شهدها وكانت في أواخر خلافة أبي بكر وبداية خلافة عمر بن الخطاب يقول ابن كثير:(وقد كان فيمن شهد اليرموك الزبير بن العوام وهو أفضل من هناك من الصحابةوكان من فرسان الناس وشجعانهم فاجتمع إليه جماعة من الأبطال يومئذ فقالوا: ألا تحمل فنحمل معك؟ فقال: إنكم لا تثبتون فقالوا: بلى فحمل وحملوا فلما واجهوا صفوف الروم أحجموا وأقدم هو فاخترق صفوف الروم حتى خرج من الجانب الآخر وعاد إلى أصحابه ثم جاؤوا إليه مرة ثانية ففعل كما فعل في الأولى وجرح يومئذ جرحين بين كتفيه وعن عروة قال: (كان في الزبير ثلاث ضربات: إحداهن في عاتقه إن كنت لأدخل أصابعي فيها ضرب ثنتين يوم بدر وواحدة يوم اليرموك ) كما شارك الزبير في فتح مصر فلما سار عمرو بن العاص لفتح مصر طلب المدد من الخليفة عمر بن الخطاب فأرسل له مدد بقيادة الزبير بن العوام ويذكر المؤرخون المسلمون أنَ المدد الذي بعث به الخليفة إلى عمرو بن العاص كان اثني عشر ألف مقاتل ويذكر بعضهم أيضا أنه كان عشرة آلاف فقط واغتبط المسلمون بقدوم كبار الصحابة أمثال: الزبير بن العوام وعبادة بن الصامت والمقداد بن الأسود ومسلمة بن مخلد الأنصاري وكان للزبير دور بارز في فتح حصن بابليون حيث اعتلى الزبير بن العوام مع نفر من المسلمين السور وكبروا فظن أهل الحصن أن المسلمين اقتحموه فهربوا تاركين مواقعهم فنزل الزبير وفتح باب الحصن لأفراد الجيش الإسلامي فدخلوه وفي رواية أن الزبير ارتقى السور فشعرت حامية الحصن بِذلك ففتحوا الباب لعمرو وخرجوا إليه مصالحين فقبل منهم ونزل الزبير عليهم وخرج على عمرو من الباب معهم وبذلك تم فتح حصن بابليون وشهد الزبير على عقد الصلح الذي أعطاه عمرو بن العاص لأهل مصر ولكن عندما لما طعن عمر بن الخطاب ودنت وفاته أوصى بأن يكون الأمر شورى بعده في ستة ممن توفي النبي محمد وهو عنهم راضٍ وهم: عثمان بن عفان علي بن أبي طالب طلحة بن عبيد الله الزبير بن العوام عبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص ورفض تسمية أحدهم بنفسه وأمرهم أن يجتمعوا في بيت أحدهم ويتشاوروا كما أمر بحضور ابنه عبد الله بن عمر مع أهل الشورى ليشير بالنصح دون أن يكون له من الأمر شيئا ثم أوصى صهيب بن سنان أن يصلي بالمسلمين ثلاثة أيام حتى تنقضي الشورى ومات عمر بن الخطاب بعد ثلاثة أيام من طعنه ودفن يوم الأحد أول محرم سنة ٢٤ هـ الموافقة لسنة ٦٤٤ م بالحجرة النبوية إلى جانب أبي بكر الصديق والنبي محمد، وكان عمره خمسا وستين سنة وكانت خلافته عشر سنين وستة أشهر وأربعة أيام وقيل عشر سنين وخمسة أشهر وإحدى وعشرين ليلة
وبعد الانتهاء من دفن عمر بن الخطاب ذهب أهل الشورى إلى الاجتماع في بيت عائشة بنت أبي بكر وقيل إنهم اجتمعوا في بيت فاطمة بنت قيس الفهرية أخت الضحاك بن قيس وعندما اجتمع أهل الشورى قال لهم عبد الرحمن بن عوف: (اجعلوا أمركم إلى ثلاثة منكم) فقال الزبير: (جعلت أمري إلى علي )وقال طلحة: (جعلت أمري إلى عثمان) وقال سعد: (جعلت أمري إلى عبد الرحمن بن عوف) وأصبح المرشحون الثلاثة علي بن أبي طالب وعثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف فقال عبد الرحمن: (أيكما تبرأ من هذا الأمر فنجعله إليه والله عليه والإسلام لينظرن أفضلهم في نفسه) فأسكت الشيخين فقال عبد الرحمن بن عوف: (أفتجعلونه إلي والله على أن لا آلو عن أفضلكما* قالا: ( نعم ) وأخذ عبد الرحمن بن عوف يستشير المسلمين وبعد صلاة صبح يوم البيعة (اليوم الأخير من شهر ذي الحجة ٢٣ هـ/ ٦٤٤م) أعلن عبد الرحمن البيعة لعثمان بن عفان وقال: (أما بعد يا علي إني قد نظرت في أمر الناس فلم أراهم يعدلون بعثمان فلا تجعلن على نفسك سبيلاً ) فقال عبد الرحمن مخاطبا عثمان: ( أبايعك على سنة الله ورسوله والخليفتين من بعده ) فبايعه عبد الرحمن وبايعه الناس المهاجرون والأنصار وأمراء الأجناد والمسلمون

وأخيرا اختتم حديثي بأن
بقول الزبير بن العوام
نحن أمة لا تموت إلا قتلي
فمالي أرى الفرش قد كثر
عليها الأموات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.