في ذكري هجرة المصطفي قصيدتي الجديدة (يا راكب ٠٠٠ القصواء)

 

نظم / د. عبدالخالق ريحان

 

ياراكب القصواء صوب اليثرب
والقلب من أم القرى ظمآن

والمهج يشكو من لهيب فراقها
والدمع من لفح الجوى حيران

تشكو إلى رب البرية أهلها
قد بادلوك الظلم لا الإحسان

هاجرت فجرا والديار يحوطها
من كل حدب أغلظ الفتيان

حملوا سيوفا ناقعات للردى
قد جهزت وغمادها الكتمان

يبغون ضربة فارس من جمعهم
تبكي لها الأكمات و الوديان

لا تقوى هاشم أن تفوز بثأرها
وضعوا الخطوط وزفها الشيطان

وخرجت تتلو من كنوز منزل
آياته حصن من الخزلان

شاهت وجوه الغاشمين فما رأت
نور النبى يجول بالأركان

وحسوت من ديم التراب بحفنة
فوق الرؤوس كأنها العقبان

وتركت دارك والودائع تركة
فيها( على) نائم يقظان

أوكلته رد الودائع والوفا
حتى تعود لأهلها وتصان

وخرجت بالقصواء ترجو رحمة
والركب يحمل بالنهى أشجان

رصدوا الجوائز بالنياق لمن يرى
فى الركب صيدا سائغا ومدان

ودنا سراقه حتى ساخ إلى الثرى
فعفوت حتى فاز بالتيجان

وله الأساور من كنوز ممالك
قد زانها كسرى ونو شروان

يا من وعدت الوعد كيف عرفته
من وحي رب قادر ديان

وأويت في ثور بصحبة مؤنس
قد زاد عنك لدائغ الثعبان

وترقرقت عيناه دمعا دونما
صخب يؤرق نومة الضجعان

فتناثرت حبات دمع أيقظت
منك العيون بلهفة وحنان

فغدوت تتفل للجراح مداويا
خير الصحاب وطيب العنوان

وأتت حمائم رحمة من ربها
قد عرشت لفراخها الأغصان

وخيوط بيت في البيوت وهينة
نسجت تصارع حنكة الفرسان

ورجوت ربك في الخفاء فما رأوا
من كان يجلس أسفل الركبان

والله في العلياء أنزل آية
بالعون ثالث صحبة وضمان

لا تخشى دركا لا مرد لأمرنا
وجنود ربك تعدل الميزان

فاهنأ رسول الله فيك معية
والله خير حافظ وأمان

حتى دنوت من الثنية جزتها
وانساب فيها الأمن والاحسان

وطلعت بدرا للعيون فما رأت
حسنا يضاهي حسنك الفتان

آخيت بين الخاصمين مودة
ما شابها عيب ولا نقصان

وبنيت مسجد كنت فيه معلم
والعلم فيه رسالة وبيان

صلى عليك الله يا خير الورى
ما لاح فجر صادق وأذان

نظم د /عبدالخالق ريحان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.