عودة للطفولة


كتب المستشار / وائل عادل الغرباوي

عودة للطفولة هى لحظات تربط مابين الماضي والحاضر هى لحظة صدق مع النفس تعيد شريط الذكريات والحنين للماضي من وقت للاخر تأتي علينا لحظه نحن فيها للماضي ونسترجع فيها ايام الطفولة والبراءه لحظة نتمنى فيها ان يقف العمر عندها ولا يمر؛

تذكروا معي هذه الايام ستجدون اننا وبالرغم من هذا السن وقتها الا اننا او من وضعنا المساواه بين الولد والبنت الذى يسمى الان المساواه بين الرجل والمرأة فكانت كل الاشياء مقسمه بيننا اللعب والمذاكره والاكل دون ان نعرف شئ عن المساواه سواء بقوانين دولية او محلية او حتى تشريعية كنا نفعلها بالفطره والحب والتربية؛ دون ان نعي ان هذا الشئ يسمى مساواه.

نحن الجيل الذى استفاد بكل شئ بطريقته وجعل لكل شئ قيمة نحن من كنا نتحكم بالرغم من طفولتنا فى تقسيم السنه والالعاب والمذاكره ونجعل لكل شئ قيمة. نحن من قسمنا السنه ما بين لعب البلى فكرينه ثم يأتى موسم الطائرات الورق والابوح ونضع لهم سعر بيننا ثم ياتى موسم لعب الاساتك اه الاستيك اللى دلوقتى مش بستعملوه لغير ربط الفلوس كنا بنلعب بيه وبنبيعه بينا. اه احنا جيل السبع شقفات والاستغماية.

ياه حتى صور لبان بم بم اكيد فكرينه مكناش نقدر نجمع الالبوم بس قدرنا نستفيد من الصور وبدل ما تترمى حولنها للعبة ورق ثم ينتهى الموسم لياتى موسم العصفور اه هو كان اسمه كده عباره عن خشبه تتبرى من الطرفين ويتم اللعب بيها.

وبين ده كله لم ننسي المذاكره والاجتهاد دون موبايل ولا نت كان يادوب تليفزيون قناتين اه والله اتنين فقط وبعدين خلوه ثلاثه ما هو كان تيلفزيون ابيض واسود مش بلازما زى دلوقتى وفى منتصف التسعينات بقى خمس قنوات.

ياه تيجى الاجازة ونجتمع ولاد وبنات ونلعب الورقه فى العب اه مش تستغرب كان اسمها كده احنا سمناها كده لانها كانت عبارة عن ورقه ونتقسم فريقين والفريق اللى معاه الورقه احد افراضه سواء ولد او بنت يحطها او تحطاها فى عبها اه معلش لفظ المثقفين دلوقتى سمه (صدرها ) ونفضل ندور على الورقه اه مش تخافوا محنا مكناش نعرف ولا بنفكر زى جيل الايام دى يعنى كنا بنلعب بس مش كان بينا ولد او بنت مجرد اخوات وبس.

يا سلام نخلص اليوم ونتجمع بليل معد اذان العشاء ونعمل الغديوه اه ما هو ده الترابط والاخوه اه عاوزين تعرفوا يعنى ايه اقول لكم عبارة عن كل واحد يجيب من بيته اكل وكان وقتها اكل بسيط وعلى القد يعنى عيش وطعمية او عيش وبيض ويا سلام لو حد جاب عيش وجبنه حدقه ونتجمع وناكل مع بعض ولد وبنت.

عارفين احنا مين احنا جيل الوسطية احنا اللى ربطنا ما بين جيل السبعينات لحد اواخر جيل التسعينات، احنا الجيل اللى اتربى على فوازير عموا فؤاد وفوازير جدوا عبدوا وسر الارض ولازم نتفرج كل يوم جمعه بعض الصلاه على الشيخ الشعراوى احنا الجيل اللى الساعه ١٢ بليل التليفزيون يوش ويقفل لوحده.

احنا الجيل اللى كان مصروفه ٢٥ قرش والمبسوط منا شوية يبقى ٥٠ قرش مش كده وبس ده كنا بنوفر منهم علشان نعمل جمعية علشان لو حد من اصحبنا تعبان او عنده عيد ميلاد نقدر نجيب له هدية او نشترى طقم جديد علشان مش نشيل الاب حمل فوق حمله.

احنا جيل الثمانينات جيل بقلظ وعالم البحار ونادى السينما واوسكار يوم الخميس علشان سهرة الفلم الاجنبي، احنا جيل ازاعة القرأن الكريم واموسيقى ياصباح الخير ياللى معانا وفؤاد المهندس كلمتين وبس وقال الفيلسوف وابله فضيله وبرنامج الى ربات البيوت وهمسة عتاب.

مين منا مش جت عليه هذه اللحظات والعودة للماضى والطفوله
تعبنا لما حسينا بالتقدم تعبنا وكثرت الجرائم لما قلت التربية وزادت الحرية دون حساب تعبنا لما الام اهتمت بالمساواه والقوانين اكثر من اهتمامها ببيتها واولادها تعبنا لما كل حاجه اصبحت على مواقع التواصل عرضه وحكاوى،

زمان كان التعليم بسيط لاهالينا ومعظم الامهات او الابهات غير متعلمين او حتى تعليم متوسط بس اخرجوا جيل عظيم دلوقتى التعليم زاد بس التربية قلت اهتمينا بالمناظر والمناصب واهملنا اولادنا الام ثم الام ثم الام هى المرأة ثم المراة ثم المراة هى الاساس فى نشأ جيل صالح يفيد نفسه ووطنه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.