بقلم / محمـــد الدكـــروري
إن من مفاتيح الفرج هو التوبة والاستغفار، فالاستغفار هو الماء الذي تغسل به القلوب، لتزيل أوساخ وأقذار الذنوب، وهو النور الذي يمحو ظلمات العصيان، فيرجع العبد إلي نور الرحمن، ليجعل له نورا يمشي به، ولذا كانت التوبة مفتاح كل فلاح فقال تعالى فى سورة التوبة” وتوبوا إلي الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون” فالاستغفار يستنزل به الرزق والغيث فقال تعالى فى سورة هود ” ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا ويزدكم قوة إلي قوتكم ولا تتولوا مجرمين” وقيل في الأثر من أكثر الاستغفار وفي رواية من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ورزقه من حيث لا يحتسب”
وأيضا من مفاتيح الفرج هو الإحسان إلى الضعفاء، فعن مصعب بن سعد قال رأى سعد أن له فضلا على من دونه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم ؟ رواه البخارى، وأيضا من مفاتيح الفرج هو الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وعن أبي بن كعب قال قلت يا رسول الله إني أكثر الصلاة عليك فكم أجعل لك من صلاتي ؟ فقال” ما شئت ” قلت الربع ؟ قال ” ما شئت فإن زدت فهو خير لك ” قلت النصف ؟ قال “ما شئت فإن زدت فهو خير لك ” قلت فالثلثين ؟ قال ” ما شئت فإن زدت فهو خير لك ” قلت اجعل لك صلاتي كلها ؟ قال ” إذا يكفى همك ويكفر لك ذنبك” رواه الترمذى.
وإن من مفاتيح الفرج هو العمل الصالح وإخلاص العمل لله، وفي قصة النفر الثلاثة الذين آواهم المبيت إلى الغار فسقطت عليهم صخرة وسدت عليهم باب الغار، وتوسلوا بصالح أعمالهم كما في الحديث الصحيح، وإن من مفاتيح الفرج هو مفتاح الصدقة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” داووا مرضاكم بالصدقة وحصنوا أموالكم بالزكاة” رواه البيهقى، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار” رواه الترمذى، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” ما من يوم يصبح العباد فيه، إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما اللهم أعط منفقا خلفا، ويقول الآخر اللهم أعط ممسكا تلفا” رواه البخارى.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” قال تعالى أنفق يا ابن آدم ينفق عليك” رواه البخارى، فإذا أخذنا بهذه المفاتيح للفرج ولجأنا إلى الله بصدق وابتعدنا عن الظلم فإن الله سيجعل لنا فرجا ومخرجا وينصر عباده المؤمنين في كل مكان ويذل الظالمين والطغاة المستبدين أينما كانوا، ولحكمة الله غاية ولكل ظالم نهاية، فاللهم من ولي من أمر هذه الأمة شيئا فشق عليهم فاشقق عليه ومن ولي من أمر هذه الأمة شيئا فرفق بهم فارفق به، فلا تظلمن إذا ماكنت مقتدرا فالظلم يرجع عقباه إلى الندم، تنام عيناك والمظلوم منتبه يدعو عليك وعين الله لم تنم، وإن من أخلاق المسلمين التي أمر بها سيد المرسلين عليه الصلاة والتسليمز
هو التراحم، والتراحم من أبرز ما يميّز مجتمع المسلمين، فعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” ترى المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم كمثل الجسد، إذا اشتكى عضو تداعى له سائر جسده بالسهر والحمى” متفق عليه، إن الذي يظهر أن التراحم والتواد والتعاطف وإن كانت متقاربة في المعنى لكن بينها فرق لطيف، فأما التراحم فالمراد به أن يرحم بعضهم بعضا بأخوة الإيمان لا بسبب شي ء آخر، وأما التواد فالمراد به التواصل الجالب للمحبة كالتزاور والتهادى، وأما التعاطف فالمراد به إعانة بعضهم بعضا، كما يعطف الثوب عليه ليقويه”