بقلم / عبير مدين
ابدآ يا سادة لم يكن آخر خلاف قط سبب كتابة كلمة النهاية؛
البدايه ولدت العلاقة جميلة كطفل رضيع يتغذى على الإهتمام المتبادل لينمو، لديه حلم أن يشتد عوده ويكون مكتملا
لكن أحدهم ظن أن هذا الإهتمام حقه فقط تغافل عن هذه التفاصيل الصغيرة التي تهم الطرف الآخر، كان توفير تلك الأمور التي تبدو في نظر أحدهم مهمه آخر ما يهم الطرف الآخر لأنه ببساطة كان يستطيع تدبيرها والتصرف فيها وتوفيرها بنفسه لنفسه دون الحاجة إلى أحدهم أو غيره، كان هناك خلافا صغيرا سخر أحدهم منه وتركه في الخفاء ينمو ويتوحش إلى أن أجهز على هذه العلاقة البريئة في النهاية، كان هناك طرف حزين، غاضب أو ثائر تركه الطرف الآخر إلى أن يهدأ ولم يدرك أن مرة على مرة تنازل عن مكانته ليحتلها غيره!
أصبح محتم إما أن يغادر أو أن يصبح البرود والتجمد سيد الموقف .. أصبحت العلاقة ميته حطام من الداخل حتى وإن بدت متماسكة أو قوية من الخارج لأي سبب من الأسباب أو حجة من الحجج
إهمال وراء إهمال تنمو كومة القش ويصعب على البعير حملها والسير بها، تتعثر خطواته، يصرخ أو يبكي لا يفيد، تذهب مشاعره مع الريح بعد أن تصاب بالشيخوخة ويقتلعها الخريف، وأحدهم غير مدرك ما تسبب فيه يتعجب تارة ويصدم تارة ويلقي الاتهامات في وجه الطرف الآخر تارة أخرى
وينقسم ظهر البعير ربما في بداية الطريق أو منتصفه وربما قبيل نهاية الرحلة ليضع تعبه وعمره وتضيع معالم الطريق.