تحقيق / عبير سعيد
أكتب اليوم وأنا في غاية الأسف الشديد علي الدراما المصرية وما حدث لها !!
أصبحت أخجل منها إنها مصرية …
ألفاظ بذيئة ومناظر مخله للأداب وإيحاءات لأشياء ممنوعة …
مفيش صاحب بيتصاحب …. مفيش راجل بقى راجل …. هتعورنى أعورك …. هنبوظلك منظرك …. كلمات رغم إبتذالها وإهانتها للرجل …. ودعوتها للعنف .. وإثارة الشغب … إلا أنها بلغة الأرقام تعد الأنجح ضمن الأغانى التى قدمت ….حيث تغنى بها مراهقان وطفل كونوا فرقة غنائية بعنوان ” شبيك لبيك “
ووصلت مشاهدتها إلى 131 مليون مشاهدة عبر موقع يوتيوب …. بالرغم من إن هذا الرقم لم يحققه معظم نجوم الوطن العربى الذين يتمتعون بالفعل بشعبية جماهيرية عريضة … مثل المطرب محمد منير و جورج وسوف وراغب علامة وغيرهم ممن لهم جمهور كبير للغاية بمختلف أنحاء البلدان العربية … لكن لن تستطيع أن تقيس تأثيرهم وأغانيهم التى ستخلد بفريق عشوائى ظهر على الساحة فجأة …. ثم أختفى فى ظروف غامضة … كالرياح المحملة بالأتربة تأتى فى شهر أمشير وتحدث قلق ثم تختفى فى اليوم التالى مباشرة …. ليعود الجو مرة أخرى إلى طبيعته وهدوئه.
وينطبق فعلآ هذا الكلام على عالم الدراما المصرية وصراعاتها وما يدور فى كواليسها … فبعض الفنانين مثلآ عندما تزداد نسب مشاهدة حلقات مسلسله يعتبره الأول والأهم والأنجح ….. وهنا أقصد المسلسل وبطله ثم يبدأ فى المغالاة فى أجره …. من غير ما يدرك أن هناك ما يقرب من 80% من سكان مصر لا يتعاملون فى الأساس مع اليوتيوب الإلكترونى ….. ولكنهم يشاهدون فنانينهم المفضلين من خلال الفضائيات فقط ….. نعم هذه النسبة التى تتمثل فى كبار السن وربات البيوت والأطفال والفلاحين والبسطاء …… وبالأخص مما يقطنون فى أقصى محافظات الوجه القبلى والصعيد ….. وبعض بسطاء محافظات الوجه البحرى …. و بعض من سكان القاهرة
عزيزى القارئ فهناك ألاف الأشخاص يحملون قدرآ كبيرآ من الثقافة والمعرفة … هذا القدر يمكنهم من الحديث فى أى قضية سواء كانت سياسية أم إقتصادية أو غير ذلك …. ومع ذلك لا يجيدون التعامل مع اليوتيوب … ولا يعرفون أى شىء عنه …. رغم أنهم متابعين جيدين للدراما المصرية …. وينتظر كل ما هو جديد فيها …. بل يتابعونها فقط عبر شاشات التليفزيون … إذن ياعزيزي تقييمك لنجاح العمل …. ومدى تأثيره فى متابعيه … أو إخفاقه وفشله من نسب المشاهدة فحسب …. ما هو إلا كذبة إخترعها البعض وصدقها المهللون …
عزيزي القارئ وإثباتآ علي صدق كلامي فبعض المسلسلات مثل ليالي الحلمية بأجزائها .. و ذئاب الجبل …. و المال والبنون … و الضوء الشارد … والوتد … و سوق العصر … و عائلة الحاج متولى … و أين قلبى … و للعدالة وجوه كثيرة … و الليل وأخره … وجمعة الشوال … ورأفت الهجان … وغيرها من عشرات المسلسلات التى قدمت على مدار 30 سنة ماضية وأكثر مع إختلاف الوقت بينها …. ما زال الجمهور يتذكرها … وينتظرها عندما يعاد عرضها …. لأنها أثرت فى وجدانه وعبرت عنه … فى وقت لم يكن فيه يوتيوب متواجدآ فى الأساس … إذن العمل الجيد والنجاح لا يحتسب بنسب مشاهدة يوتيوب … ولكن بما يردده البسطاء فى الشارع عن المسلسل … وبما يعيش فى الوجدان مع إمتداد السنوات
أما الأن أصبحت المسلسلات هابطة للغاية ويتسابقون كيف تتعري البطلة أكثر وأكثر لكي تزيد من نسب المشاهدة … وألفاظ بذيئة أصبح الشباب يرددها ورائهم … أين هي مسلسلات رمضان التي كنا ننتظرها من العام للعام وتترك فينا أثر كبير ونتعلم منها ويتعلم أولادنا أيضآ …. أين المسلسلات والقصص الدينية التي يتعلم منها صغارنا … وأين فوازير رمضان والمسابقات والألغاز … أين الأشياء التي كانت تؤثر فينا وتترك بصمة في حياتنا … أين الرقابة ولماذا تركت معظم مسلسلات رمضان والبرامج التلفزيونية مثل خمسة مووووواه لمجموعة راقصات …
حقآ … أصبحت أخجل من الدراما المصرية
والغريب في الأمر إننا بنرجع نلوم علي الشباب إنه أصبح سئ … فهل وجد القدوة الحسنة …. ووجد الإرشادات اللازمة لتوجيهه !!!!
حفظ الله مصر ….وحفظ شعبها العظيم