عبير سعيد تكتب “العالم يتغير وأمريكا لم تتغير ولا تريد أن تتغير”

كتبت / عبير سعيد

سئمت معظم دول العالم من سياسة أمريكا .. التي تريد من جميع دول العالم أن تخدم مصالحها .. حتى ولو كان ذلك على حساب مصالح هذه الدول ..
لكن العالم تغير وأمريكا لم تتغير ولا تريد أن تتغير ..
لذلك إدارة أمريكا في حالة توتر وقلق وعدوانية ..

فأمريكا حالياً في حرب عسكرية مع روسيا على أرض أوكرانيا ..
وفي حرب مع الصين ..
وفي حرب مع جميع حلفائها .. الذين تبتزهم بحقوق الإنسان ..
وفي حرب مع دول أفريقيا ..
لن أتحدث عن بايدن .. فهو لا يدرك ما يحدث حوله معظم الوقت ..
لكن من يتابع سلوك الأعضاء الفاعلين في الإدارة .. وزير الخارجية ومستشار الأمن القومي ووزير الدفاع ..
يلحظ بسهولة شديدة حالة التوتر والعدائية والتنمر ..
فتارة يهددون روسيا والصين ..
ثم في اليوم التالي يتحدثون عن أهمية الحوار مع روسيا والصين !!
فأمريكا تعلم أنها تحتاج المملكة العربية السعودية ..
لكن في ذات الوقت، لا تريد أن تتخلّى عن إسطوانة حقوق الإنسان ..
والتي تعتبرها أمريكا أهم أدواتها للإبتزاز ..
دون أن تدرك أن هذه الإستراتيجية أصبحت قديمة ومكشوفة ..

فأمريكا استمرأت تحكمها بالعالم ..
وليس عندها إستعداد أن تقبل بالواقع ..
فهي تريد أن يصبح العالم، كل العالم، تحت سيطرتها ونفوذها ..
وهذا لم يعد ممكنا الأن ..
فحتى التقارير الأمريكية الحالية ذاتها تؤكد إنحسار النفوذ الأمريكي عالمياً ..
وتؤكد على أن أمريكا تسيطر على العالم جزئياً وليس كلياً .. كما كان الحال سابقا!

أمريكا تعاند حركة التاريخ وتتحدى الواقع ..
ولا تريد أن يشاركها أحد في التحكم بالعالم ..
وهذا لم يعد ممكنا، إلا إذا قررت أن تشن حربا عالمية .. وهي أول من يعلم أن هذه الحرب قد تعني نهاية الجميع ..

أمريكا قوة عالمية جبارة .. وبإمكانها أن تتقبل حقيقة صعود الصين وروسيا ..
وتتقبل طموحات السعودية والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا .. وهي القوى الصاعدة، التي تطمح ..
وهو طموح مشروع ومستحق في أن تصبح قوى فاعلة على المسرح العالمي ..
لكن الكاوبوي لا يريد ذلك ..
بل يريد أن يوقف حركة التاريخ بالقوة ..
ويحارب الجميع حتى لو أدى ذلك إلى تدمير العالم ..

أمريكا حالياً تشبه المصارع الضخم ..
الذي استمرأ هزيمة الجميع ..
ثم بدأ يشعر بآثار تقدم العمر .. ومع ذلك لا زال يكابر بأنه يستطيع هزيمة الجميع ..

وقبل أن يتحذلق جماعة أن أمريكا على كل شئ قدير ..
نؤكد أن أمريكا لا تزال قوة عالمية عاتية ..
لكن نفوذها العالمي لم يعد كما كان ..
بسبب صعود قوى عالمية أخرى من جهة ..
وملل معظم دول العالم من سياساتها الأنانية والمستفزة والإبتزاز الذي تمارسه من جهة أخرى ..

ونختم بما بدأنا به: “العالم يتغير وأمريكا لم تتغير ولا تريد أن تتغير”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.