زينب خليفة.. أيقونة تكنولوجيات التعليم


د. محمود محمد علي

من معين نهر النيل العذب نغرف وجها عربيا مضيئا في سماء عالمنا العربي المعاصر ، الذي خبت نجومه ، وقلت شموسه ، وتقلصت رموزه ، ولكن الخير كل الخير في البقية الباقية من الرواد العظام الذين لا ينساهم التاريخ أبدا ، ومن هؤلاء الرواد نحاول في هذا المقال أن نتطلع إلي نموذج نسائي نهتدي عبر طريقه ، ، وشخصية استطاعت أن تحفر في صخور صماء منعت المرأة خلال فتراتها من حقها في دراسة تكنولوجيات التعليم ، لتتجاوز هذا المنع وتصل بعلمها وتراثها الفكري مبلغ الرجال ، ، تلك هي الأستاذة الدكتورة زينب محمد حسن خليفة بقسم المناهج وطرق التدريس بكلية التربية جامعة عين شمس.

وشخصية الدكتورة زينب محمد حسن خليفة متميزة بطابع الجدية، وقد كان الحوار معها من أصعب الأمور، وخاصة مع أولئك الذين لا يحسنون استخدام عقولهم ؛ فهي لا تقبل هذراً ولا فوضي. والألفاظ لديها ينبغي أن تكون علي قدر معانيها ، فالتزيد مرفوض، والفيهقة مستحيلة . لذلك كانت دائرة أصدقائها ضيقة جدا، ومعارفها قليلين ، وصارت الفكرة التي شاعت عنها أن الصغار يخشون منها، والكبار يهابونها.

وهَبَت الدكتورة زينب محمد حسن خليفة حياتها كلها للجامعة : تعليماً وبحثاً، وظلت اهتماماتها الرئيسية هي اهتمامات أستاذ جامعي يسعي إلي أن يرتفع بعمله إلي أعلي مستوي ممكن . وكانت تعتقد أن قدراتها الخاصة لا تقل بحال من الأحوال عن قدرات أي باحث مماثل لها في أوروبا . لذلك فإن حوارها مع كبار الأساتذة في أوربا ، كان يتسم بالندية . وكانت تصحح الكثير من آرائهم في تكنولوجيات التعليم بالاعتماد علي المنهج العلمي الحديث .

ولقد كان الأستاذ الدكتور رضا حجازي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، على صواب حين قام بإجراء حركة التغييرات الجديدة في قطاعات وزارة التعليم، حيث أصدر القرار رقم 253 لسنة 2022 تم تكليف الدكتورة زينب محمد حسن خليفة مديراً للأكاديمية المهنية للمعلمين.

جدير بالذكر ان الدكتورة زينب خليفة عملت أستاذ لتكنولوجيا التعليم بجامعة عين شمس، وأيضاً مديراً لمركز تطوير التعليم الجامعي فى الفترة من 2013 وحتي 2021، ورئيس قسم المناهج وطرق التدريس بكليه التربيه جامعه عين شمس حتى تاريخة.

وكانت قد بدأت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، العمل بخريطة الهيكل الإداري الجديد المعتمد لديوان عام الوزارة، والذي تضمن إلغاء جميع القطاعات و17 إدارة مركزية و82 إدارة عامة، واستحداث منصب الوكيل الدائم للوزارة، حيث نص الهيكل الجديد للوزارة علي وجود مساعدين لوزير التعليم، اضافة للنواب والمستشارين.

علي كل حال لسنا نستطيع في مقال كهذا، أن نزعم بأننا قادرون علي تقديم رؤية ضافية شاملة ومستوعبة لكل مقدمات شخصية الدكتورة زينب محمد حسن خليفة بأبعادها الثرية، وحسبنا هذه الإطلالة السريعة الموجزة علي الجانبين الإنساني والعلمي لمفكرة مبدعة في تكنولوجيات التعليم، ونموذج متفرد لأستاذه جامعية نذرت حياتها بطولها وعرضها لخدمة الفلسفة والثقافة العربية، وأثرت حياتنا الفكرية بكل ما قدمته من جهود.

تحيةً مني للدكتورة زينب خليفة لم تستهوها السلطة، ولم يجذبها النفوذ ولكنها آثرت أن تكون صدى أميناً لضمير وطني يقظ وشعور إنساني رفيع ، وسوف تبقى نموذجاً لمن يريد أن يدخل التاريخ من بوابة واسعة متفرداً .


أ.د محمود محمد علي
عضو مركز دراسات المستقبل – جامعة أسيوط

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.