رسول الله في السنوات العشر

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إقرارا به وتوحيدا وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما مزيدا، أما بعد تقول أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم حتى تتفطر قدماه، فقيل له في ذلك، فقال أفلا أكون عبدا شكورا ” متفق عليه، وقالت وكان مضجعه الذي ينام عليه في الليل من أَدم محشوا ليفا، وفي حديث ابن عمر رضي الله عنه قال لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يظل اليوم يلتوي ما يجد دقلا يملأ بطنه والدقل ردئ التمر، ما ضره من الدنيا ما فات وهو سيد الأحياء والأموات، فالحمد لله الذي جعلنا من أمته، ووفقنا الله لطاعته، وحشرنا على كتابه وسنته آمين، آمين.

وإن من أهم الأحداث التي في تاريخ النبي المصطفي صلي الله عليه وسلم هو رحلة الإسراء والمعراج وكان قبل الهجرة بثلاث سنين وفيه فرضت الصلاة، وفي السنة الأولى كانت الهجرة وبناء المسجد والإنطلاق نحو تأسيس الدولة وفرض الزكاة، والسنة الثانية كانت غزوة بدر الكبرى وفيها أعز الله المؤمنين ونصرهم على عدوهم، وفي السنة الثالثة كانت غزوة أحد وفيها حدثت الهزيمة بسبب مخالفة تعليمات النبي صلى الله عليه وسلم ونظر الجنود إلى الغنائم، وفي السنة الرابعة كانت غزوة بني النضير وفيها أجلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يهود بني النضير عن المدينة لأنهم نقضوا العهد بينهم وبين المسلمين، وفي السنة الخامسة كانت غزوة بني المصطلق وغزوة الأحزاب وغزوة بني قريظة.

وفي السنة السادسة كان صلح الحديبية، وفي هذه السنة حُرّمت الخمر تحريما قاطعا، وفي السنة السابعة كانت غزوة خيبر، وفي هذه السنة دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون مكة واعتمروا، وفيها أيضا تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم صفية بنت حُيي، وفي السنة الثامنة كانت غزوة مؤتة بين المسلمين والروم، وفتح مكة وغزوة حنين ضد قبائل هوازن وثقيف، وفي السنة التاسعة كانت غزوة تبوك وهي آخر غزوات رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي هذه السنة قدمت الوفود على رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخل الناس في دين الله أفواجا وسمي هذا العام عام الوفود، وفي السنة العاشرة كانت حجة الوداع، وحج فيها مع النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من مائة ألف مسلم.

وفي السنة الحادية عشرة كان وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان ذلك في يوم الاثنين من شهر ربيع الأول مع إختلاف في تحديد هذا اليوم من الشهر، وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وله من العمر ثلاث وستون سنة، منها أربعون سنة قبل النبوة، وثلاث وعشرون سنة نبيا رسولا ومنها ثلاث عشرة سنة في مكة، وعشر سنين بالمدينة صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، فهو صلى الله عليه وسلم الذي ناداه ربه فقال ” ووضعنا عنك وزرك ” أي بمعني حططنا عنك خطاياك وغسلناك من آثار الذنوب، فأنت مغفور لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، وأنت الآن نقيّ طاهر من كل ذنب وخطيئة، ذنبك مغفور، وسعيك مشكور، وعملك مبرور، وأنت في كل شأن من شؤونك مأجور، فهنيئا لك هذا الغفران، وطوبى لك هذا الفوز، وقرة عين لك هذا الفلاح.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.