بقلم المهندسة / راندا محمد سعيد
عزيزي السيد المجهول إلى أن يشاء الله، إنه المكتوب الثاني في بريد رسائلي لك و ليكن بعنوان محطة إنتظار .. و أنا أكتب هذه الرسالة في نهاية الشهر السابع من العام .. ثم إني أود أن تكون هذه الرسالة ذكرى إن غبت لا تغيب كلماتها معي بل تبقى بجوارك و بجوار كل من يقرأها و لو بعد ألف عامٍ من الآن .. ثم إنني أكتب عني و عن ذاتي، عن فتاة تكتب مراسيلها في محطة إنتظار لا تعلم نهايتها .. لقد عشت منتظرة حدوث الجيد دائمًا و كم كان الصبر رفيقي في كل محطات انتظاري ، الحزينة الكئيبة التي تمنيت تلاشيها ، و تلك التي أهدرت من شغفي و حماسي و من تلك الفتاة الحالمة الخيالية الكثير ..
وفتاة الماضي التي كانت تدعي أنها جبلاً بعثرتها الأيام كثيرًا لتبات فُتاتً ينتظر إعادة هيكلته من جديد ،لم أكن أعي أن كلماتي ستصبح ملجأً ذات يوم و معبر للعابرين ، و للذين تستبيح افئدتهم الأشواق و تخنقهم العَبرات بين غربة و ألم و فقد و فشل و انكسار و ربما لا أكتب لمجرد أني أهوى الكتابة ، بل لأني أصبح بركانًا لا تُخمد ألهبته عند البوح و هشة ضعيفة لا تحتمل شيئًا .. لربما أكتب هذا لاخبارك بأني و لأول مرة أشعر بأنني سأصير ذات يوم شيئًا أحبه بعد ضياع أحلامي و معافرتي و محاولاتي البائسة في مكان أحاول الإنتماء إليه لكنه يرفض وجودي فيه .. فأحلق هنا بين رسائلي و كتاباتي لعالم لعل لي فرصة فيه بترك الأثر ، الأثر الذي أحاول و أسعى بأن يكون خيرًا كالنور يضيء في هذا العالم فكم يا رفيق الظلال أتمنى أن تعي هذا المعنى ، و كم أنك ستشعر عند ترك أثر لك أنه و أخيرًا هناك ما سيجعلك سعيدًا و لو للحظة ستزول بعد ثوانٍ لكنها أسعدت داخلك .. و أن هناك ما دائما نستذكره فيعيد الحياة لروحنا هذا مؤكد أنا متيقنة من هذا الشيء ، و أن هناك أمل رغم كل صعب .. دائما ما أردد ” في أمل ” لعلها تدعمني بالقوة كي أستمر لكنها تفعل العكس أحيانا أظنه أمر طبيعي أليس كذلك ؟ لربما ذلك .. و تطول الكلمات و لا تنتهي ..
و في تساؤل ختامي ، أيا ترى ما الذي يجعلك سعيدا و يعيد الحياة لروحك أيها المجهول؟
الرسالة الثانية، ٢٧/٧/٢٠٢٤ ، الثانية و النصف صباحًا..