كتبت : نسمه تشطة
الولايات المتحدة الأمريكية تتوعد دول أوبك+، وتتعامل معها بمنطق من ليس معي فهو ضدي، ومن لن يخضع لسياستي فهو عدواً لي، وهذة براعة الممثلون، لأن البارعون الحقيقيون ليسوا الذين تشاهدونهم في أفلام السينما، والمسلسلات الدرامية على شاشات التلفزيون، بل الذين يخدعون ويضحكون على الشعوب بشعارات كاذبة، ويمثلون عليهم أدوار البطولة، والدفاع عن الديمقراطية، وحقوق الإنسان، وحقوق سيادة الدول الآخرىّ الزائفة، لسنوات طويلة، وبنجاح كبير دون أن تكتشف خداعهم، وتمثيلهم إلا بعد فوات الأوان، وقد أظهر الرئيس الأمريكي جوبايدن
«عَكْسَ مَا يُبْطِنُهُ»، في تهديدة الصريح للسعودية.
وقال”نبيل أبوالياسين” الحقوقي والباحث في القضايا العربية والدولية، ورئيس منظمة الحق الدولية لحقوق الإنسان، في بيان صحفي صادر عنه اليوم «الأربعاء»للصحف والمواقع الإخبارية، إن دول تحالف أوبك+ تصرفت بمسؤولية حسب ما تراه، وفيهِ توافق للمصلحة العامة، وإتخذت القرار المناسب، ونرىّ أن هذا القرار”خفض الإنتاج” بواقع مليوني برميل يومياً، إقتصادي بحت، وإتُخذ القرار بإجماع الدول الأعضاء، وأن التحالف يسعىّ لإستقرار السوق، وتحقيق مصالح المنتجين والمستهلكين، وهذا طبيعي، مستنكراً الغضب الأمريكي المزعوم من هذا؟.
وأضاف”أبوالياسين” أن ما تقوم المملكة العربية السعودية، مرتبط مباشرةً بأسواق الطاقة، وأن قرار منظمة أوبك+ الأخير الذي آثار الذُّعْرُ في صفوف الكونغرس الأمريكي، ودفع بعضهم بالتهكم على السعودية، «الطعن المدارك»، وبصوت مسموع،
لم يُتخذ إلاّ لتحقيق التوازن، والإستقرار في أسواق البترول العالمية، ولانرىّ مبرر لتهديدات الرئيس الأمريكي”جوبايدن” غير أنها إستقواء على الدول الأخرىّ، ومحاولة فرض الوصايا، أو السيطرة لإخضاع الآخر لسياستها دون مراعاة وإحترام سيادة الدول.
وتناولت الصحف الغربية مساء أمس الثلاثاء، على صفحاتها
«إن السعودية تحدت تحذيرات أمريكية قبل الموافقة على قرار أوبك+ بخفض الإنتاج»
فيما بدا أخرين أنه قرار ستكون له تبعات على العلاقات الثنائية بين الرياض وواشنطن، والأخيرة تتعهد بالعواقب بعد قرار أوبك المفاجئ حسب تعبيرها، وكتبت صحيفة الغارديان البريطانية،
الرئيس الأميركي جو بايدن يتوعد السعودية بعقوبات على خلفية قرارها خفض إنتاج النفط، مؤكدا نيتهُ إجراء «إعادة تقييم» للعلاقة بين واشنطن والرياض.
ولفت”أبوالياسين” إلى كم التصريحات، والتهديدات التي توالت بعد قرار “أوبك+” وكان آخرها تصريح رسمي أمريكي قال: متحدث الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، إن الرئيس الأمريكي جو بايدن على إستعداد للعمل مع الكونغرس من أجل إعادة النظر في علاقات الولايات المتحدة مع السعودية، وأضاف؛ أن الوقت قد حان، وأن “بايدن”كان واضحاً جداً بشأن ضرورة إعادة تقييم هذه العلاقة بعد إعلان مجموعة أوبك+ خفض إنتاج النفط، وأن قرار المنظمة التي تتزعمها السعودية أصاب بايدن بخيبة أمل، ولذلك أعتقد أنه سيكون الرئيس على إستعداد فوراً لبدء هذه المحادثات مع الكونغرس، وأن هذا شيء لا يمكن تأجيله لفترة أطول لأنها قضية تتعلق بالأمن القومي للولايات المتحدة وفق ما قال.
لافتاً: إلى تصريحات رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي، السيناتور”بوب مينينديز” في وقت سابق، والذي أزاح الستار وكشف عن الوجه القبيح، حيثُ دعا فيها إلى، تجميد فوري للتعاون مع السعودية كرد فعل على قرار أوبك+، متهماً الرياض بأنها أتخذت القرار السيء، الناجم عن المصلحة الإقتصادية الذاتية، وتوعد مينينديز بأنه لن يعطي الضوء الأخضر لأي تعاون مع الرياض حتى تعيد المملكة تقييم موقفها فيما يتعلق بالحرب في أوكرانيا، فضلاعن؛ مطالبة العديد من الديمقراطيون
بسحب جميع القوات الأمريكية من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة بشكل فوري وسريع.
وأستنكر”أبوالياسين” التصريحات المبهمه والغير مسؤولة من الرئيس الأمريكي”جوبايدن” والتي وصفها بالنابعة عن غضب غير مبرر، حيث قال”بايدين” إنه ستكون هناك بعض العواقب لما فعلوه مع روسيا؟ لن أخوض في ما أفكر فيه، وما يدور في بالي، ولكن سيكون هناك عواقب، وعندما سئل في لقاء مع “CNN”حول ما إذا كان يعتقد بأن السعودية إصطفت مع روسيا، فكان جوابة بـ “نعم”
وقال؛ إنه ستكون هناك عواقب لما فعلوه مع روسيا لن أفصح عنها الان، ولكن سيناقشها مع الشيوخ، والنواب في الكونغرس بعد عودتهم إلى العمل، حسب ماحاء في مقابلة له مع شبكة CNN الأمريكية.
مستنكراً: التشريعات التي كشف عنها “بلومنتال، وخانا”، بمنع أي مبيعات أسلحة مستقبلية للسعوديين، لانه لا يمكنهم الإستمرار بعد الآن في بيع تكنولوجيا أسلحة شديدة الحساسية لدولة متحالفة مع خصم إرهابي، في إشارةً إلى دولة روسيا، وأن قرار أوبك بيَّن، ويأكد؛ أن السعودية تتحالف مع روسيا، وأن هذا ليس الوقت المناسب للتحالف معها، ونراجع حالياً العلاقات مع السعودية، وسنتابع ما يحدث خلال الأسابيع المقبلة، وسنتشاور مع الكونغرس،
ونأخذ قرار أوبك على محمل الجد، وستسمعون قرارت فور إتخاذها.
وأكد”أبوالياسين” على أنه يجب على جميع الدول العربية من الأن عدم الإعتماد في المستقبل على أي دولة خارج الإطار العربي في إقتصادها وآمنها، وآن الآوان الآن لوحدة الصف العربي، ورفض التهديدات الأمريكية للمملكة العربية السعودية رفض عربي مشترك لا يُستثنىّ فيه أي دولة عربية،
وأن أي إجراءات تتخذها واشنطن، ضد الرياض تُعد إجراءات إنتقامية مرفوضه،
وأن الغضب الأعمى، والغير مبرر من الأولىّ، والذي يدفعها لإخارج سكاكينها وفق ما كتبت على صفحاتها صحيفة “الغارديان” البريطانية بسبب القرار السعودي الذي يعُد إقتصادي بحت سيتصدىّ لها جميع شعوب الدول العربية ولتعلم أمريكا أن آمن السعودية يعُد آمن قومي عربي لايقبل المساس به.