بقلم/ د. محمود محمد علي
أشكر كل من أفلتوا يدي حين تمسكت بهم ذات مرة … أشكر كل من سخروا من أحلامي حين حدثتهم عنها … أشكر كل من أرقتني كلماتهم وأفعالهم فنمت ودموع القهر على خدي … أشكر كل من ظنوا لوهلة أن حياتي بدونهم لاتساوي شيئا فتكبروا وتجبروا على روحي وتراقصوا على أنغام جروحي … أشكر كل من أدار ظهره لي في عز احتياجي حين كنت على بعد خطوات من حافة الهاوية… أشكر كل من سدوا آذانهم كي لا يسمعوا آهاتي … أشكر كل من سرقوا مني ابتسامة ليرسموا مكانها ألف دمعة … أشكر كل من حاولوا تحطيمي قولا أو فعلا … أشكرهم جميعا لأنهم دفعوني إلى الاقتدء بمقولة الإمام على بن أبي طالب كرم الله وجهه جزى الله الشدائد عني كل خير ، عرفتني صديقي من عدوي.. أشكر كل من حاولوا أن يحرقوني … أشكر كل من رقصوا على رفاتي كالشياطين فوق رفاتي … أشكر كل من تركوني للذريات تذرني كحلا لعين الشمس في الفلواتي … أشكر كل من
أكنتم تظنون أنكم بفعلكم هذا قد احرقتموني .. أكنتم تظنون أنكم رقصتم كالشيطان فوق رفاتي.. أكنتم تظنون أنكم تركتموني للذاريات تذرني كحلا لعين الشمس في الفلوات.. أكنتم تظنون أنكم قد طمستم هويتي ومحوتم تاريخي ومعتقداتي..عبثا حاولتم وذلك لأنه لا فناء لثائرا .. أنا كالقيامة ذات يوم آتي ، ولابد من ذلك ، فأنا لا يقهروني الذباب .. أنا من زمن قرص الطعمية بقرش… أنا من اللي غمسوا رغيف العيش بالمش .. أنا اللي أكلت السمن البلدي قبل ما يتغش.. وياما شفت الزبادي لما كان ليه وش… أنا شفت الأبيض والأسود قبل ما يخترعوا الدش ، وبعد الساعة 12 بالليل تلاقي التليفزيون بيوش… أنا إلا نمت على المراتب اللي محشية قطن.. أنا اللي عاصرت لمبة الجاز لما النور يقطع وتحت السرير بنخش ، وهباب الوابور اللي حش صحة أمهاتنا حش، والأم ماسكة الفوطة وعلى الوشوش بتنش … أنا من زمن الأخلاق وإحترام الكبير من الخدش.. أنا إلا روحت مدارستي كل يوم علي الاقدام مشي… أنا اللي اتربيت علي الحب مش كل يوم بوش.. أنا اللي اتعلمت أحترم كبيرنا وأقوم له لما علينا يخش… أنا اللي احترمت استاذي ومعرفتش يعني ايه غش زي ما قال مصطفي رجب.
لكن أشكركم جميعا لأنكم جعلتموني أنا أبو مصطفي أستغيث برسول الله فأقول له : اللهم صلي علي سيدنا محمد.. صلاة تأتينا من الله برزق وفرج.. وحصنا من كل بلاء نزل من السماء أو من الأرض خرج .. وتدفع عنا بها البلاء والسوء والقحط والحرج.. وتخرجنا من الضيق الذي عن طوره خرج .. بجاه من صلي عليه الأنبياء ثم عرج.. وبجاه آله وأصحابه سيم الصديق ومن في حماه ولج.. صلاة ما صلاها مهموما إلا الفرج .. ولا محبوسا إلا خرج .. وصلي الله على سيدنا محمد وعلى آلهة صحبه وسلم.
وقد صدق ابن القيم رحمه الله… لا تعطي الأحداث فوق ما تستحق … ولا تبحث عن قيمتك في أعين الناس.. أبحث عنها في ضميرك.. فإن أرتاح الضمير أرتفع المقام.. وإذا عرفت نفسك فلا يضرك ما قيل فيك… لا تحمل هم الدنيا فإنها لله ولا تحمل هم الرزق فإنه من الله.
امطري لؤلؤا جبال سرنديب.. وفيضي آبار تكرورا تبرا .. أنا إن عشت لست أعدم قوتا.. وإذا ما لست أعدم قبرا.. ويكتب الله خيرا أنت تجهله.. وظاهر الأمر حرمانا من النعم.. ولو علمت مراد الله من عوضا.. لقلت حمد الإله واسع الكرم… ولرب نازلة يضيق بها الفتى ذرعا وعند الله منها المخرجا ..ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت وكنت أظن أن لن تفرجا.. ولعلها أصدق حكمة قراءتها ذات يوم تقول… جاور من يشبهك .. وحاور من يحترمك.. وشاور من بحبك.. وإياك وصحبة اللئيم.. فإن الفضل معه عقيم.. واتخذ من الطيبين خلان… يجاورونك الإحسان بالإحسان.