راميدا تطرح أول عقار محلي لعلاج مرضى عدم تحمل هضم اللاكتوز “سكر الألبان”

كتب : ماهر بدر

في اليوم العلمي المصري الاول لعدم تحمل هضم اللاكتوز (سكر الألبان ) تطرح شركة راميدا أول عقار محلي الصنع؛ يستخدم في علاج حالات مرض عدم تحمل هضم اللاكتوز، الذي يعاني منه الكبار من سن ١٢ سنه، من خلال توفير الإنزيم اللازم لهضم وتكسير اللاكتوز في الأمعاء الدقيقة، ما يسمح للمرضى التمتع بتناول الألبان ومنتجاتها دون الحرمان منها، أو الشعور بانتفاخات وإسهال.

في مؤتمر صحفي، أوضح الدكتور إبراهيم مصطفى، استشاري الجهاز الهضمي والكبد والمناظير أن مرض عدم تحمل هضم اللاكتوز، هو عبارة عن نقص في إنزيم اللاكتيز في الأمعاء الدقيقة، والمسئول عن تكسير اللاكتوز الموجود في الألبان ومشتقاتها إلى جلوكوز وجلاكتوز، ما يسمح للجسم بامتصاصهم.

وأضاف الدكتور إبراهيم مصطفى، أنه في حال نقص إفراز هذا الإنزيم لا تهضم الأمعاء الدقيقة اللاكتوز وبالتالي يذهب إلى الأمعاء الغليظة والقولون وينتج عنها انتفاخات وإسهال للمريض وغيرها من الأعراض اضطرابات الجهاز الهضمي.

أشار استشاري الجهاز الهضمي أن الإصابة بمرض عدم تحمل هضم اللاكتوز قد تكون ناتجة عن عوامل وراثية أو نتيجة الإصابة ببعض الأمراض التي تصيب الجهاز الهضمي، مثل الالتهابات المزمنة أو مرض الكرون، والتعرض للإشعاع أو الإصابة بنزلة معوية قد يؤديان إلى نقص في الإنزيم المسؤول عن هضم اللاكتوز، المعروف بإنزيم اللاكتيز.
من جانبه أوضح الدكتور جمال عصمت، أستاذ الجهاز الهضمي والكبد، أن الأطباء تعتمد في تشخيص مرض عدم تحمل هضم اللاكتوز، على شكوى المرضى من اضطرابات في الجهاز الهضمي بعد تناول كميات كبيرة من الألبان أو منتجاتها، مضيفا أن الامتناع الكامل عن هذه المنتجات قد يحرم الجسم من العناصر الغذائية المهمة مثل الكالسيوم والبروتينات، مما يؤثر سلبًا على الصحة العامة.

أضاف الدكتور جمال عصمت أن أعراض مرض عدم تحمل هضم اللاكتوز تشبه إلى حد كبير أعراض القولون العصبي، مثل الانتفاخ وزيادة الغازات وتكرار دخول الحمام، بالإضافة إلى حدوث إسهال أو إمساك بعد تناول منتجات الألبان، مشيرا إلى أن غالبًا ما يتم تشخيصها بشكل غير دقيق باعتبارها قولون عصبي.

وأكد على أن العلاج الجديد مهمًا لمرضى عدم تحمل هضم اللاكتوز حيث يتيح لهم الحياة بشكل طبيعي والاستفادة من العناصر الغذائية الضرورية في منتجات الألبان، بدلاً من الامتناع عن تناولها تمامًا.

فيما، صرّح الدكتور يسري طاهر، استشاري أمراض الكبد والجهاز الهضمي، أنه في السابق كنا نوصي المرض بتناول الألبان الخالية من اللاكتوز، إلا أن تكلفتها العالية كانت تشكل عبئاً على المرضى، ولكن مع ظهور الدواء الجديد، يُمكن للمرضى تناول قرص في نفس وقت تناول اللبن أو منتجاته.

وأشار إلى أن 50% من مرضى القولون العصبي يُعانون من مرض عدم تحمل هضم اللاكتوز أو منتجات الألبان، وبعض مرضى التهابات القولون التقرحي يصاحبها مرض عدم تحمل هضم اللاكتوز أيضًا، مؤكدا أن درجات الإصابة تختلف من مريض لآخر، حيث قد تكون الأعراض شديدة في بعض الحالات، خاصة الإسهال، وقد تستدعي دخول المستشفى في حال نقص الإنزيم بشكل حاد.

أوضح أن بعض الإحصائيات تشير إلى أن حوالي 70% من الأشخاص يعانون من مرض عدم تحمل هضم اللاكتوز، مما يجعل الدواء الجديد حلاً لمشكلة كبيرة جدًا لمرضى عدم تحمل هضم اللاكتوز، بالإضافة إلى دوره في علاج الأعراض المزمنة المرتبطة بها.

فيما، أعرب الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية للصحة، عن سعادة من توفير دواء جديد منتج محليا، موضحا أن الدواء منتج استراتيجي ومن توجيهات الرئيس هي تطوين صناعة الدواء في مصر وتوفير كافة الأدوية الرئيسية على مدار العام واحتياطي استراتيجي لاحتياج السوق المصري في ظل وجود مصانع دواء مصرية تطبق كافة المواصفات الفنية لصناعة الدواء.

ودعى الدكتور عوض تاج الدين الشركات المصرية لتوفير الدواء بكميات وفيرة وبأسعار مقبولة تحقق العائد الاقتصادي لها، وقدرة المريض المصري على شراء الدواء.

في الوقت نفسه، أكد الدكتور عمرو مرسي، الرئيس التنفيذي لشركة راميدا، أن 68% من الأفراد في مصر والعالم يعانون من مرض عدم تحمل هضم اللاكتوز بعد تناول الألبان أو مشتقاتها، مما جعل تصنيع راميلاكت أمرًا ضروريًا.

وأشار الدكتور عمرو مرسي إلى أن هذا الدواء كان يُستورد سابقًا من الخارج، لكن الآن أصبح متوفرا محليا، بـ 360 جنيهًا للعبوة التي تحتوي على 30 قرصًا، معتبرا أنه منافسًا للغاية مقارنة بالمستورد في السعر والفاعلية والأمان، مما يسهم في تخفيف العبء على المرضى المصريين.

وأضاف أن خليط هذا الدواء يأتي من سويسرا، بالتعاون مع إحدى أكبر شركات المكملات الغذائية في العالم و هي شركة DSM السويسرية، لضمان الجودة العالية لهذا العلاج الحيوي، مشيرا إلى أنه يمكن للشخص تناول من 1 الى 3 أقراص منه لكل وجبة حسب شدة عدم تحمل هضم المريض لمنتجات الألبان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.