بقلم / عاشور كرم
لقد قرأت عبارة كتبها البعض أننا نعيش علي الأرض وباقي الكواكب ليس لها فائدة ولكنه غفل عن أشياء كثيرة في خلقها
فالله سبحانه وتعالي في كتابه الكريم قال :(( وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُواْ بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ )) وأيضا وقال تعالى: ((وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِّلشَّيَاطِينِ)) فالقرآن كتاب كامل في موضوعه وموضوعه أضخم من تلك العلوم كلها لأن موضوعه هداية الإنسان ذاته الذي يكتشف هذه المعلومات وينتفع بها ولكن مع المقصد الأساسي لنزول القرآن فالقرآن الكريم تعرض إلى الكون بما فيه من السماوات والأرض في أكثر من ألف آية بهدف الاستشهاد بقدرة الخالق عز وجل غير المحدودة وعلمه وحكمته تعالى في خلق هذا الكون والقادر أن يعيده كما بدأه تارة أخرى
فلقد بين الله عز وجل بعض الحكم التي من أجلها خلق النجوم والواكب فمن هذه الحكم تزيين السماء ورجم الشياطين وهداية الناس لطرقهم في البر والبحر
وتعرض أيضآ للطب، والفلك والجيولوجيا وغير ذلك فقال تعالى: قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ولقد سأل الصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الدورة الفلكية للقمر وسبب كونها على هذا النحو في ظهورها ونموها وتناقصها كما قال تعالى: يَسْأَلونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ فكانت الإجابة: قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجّ فلم يحدثهم عن وظيفة القمر في المجموعة الشمسية، أو في توازن حركة الأجرام السماوية مع أن ذلك كله داخل في مضمون هذا السؤال: لماذا خلق الله الأهلة فما هو الإيحاء الذي ينشئه هذا الاتجاه في الإجابة؟ لقد عدل عن الإجابة (العلمية) التي لم يأتِ القرآن من أجلها وليس مجالها القرآن إذ القرآن قد جاء لما هو أكبر من تلك المعلومات الجزئية ولم يجئ ليكون كتاب علم فلكي أو كيماوي أو طبي كما يحاول بعض التماس فيه هذه العلوم. ولكن لابد أن ننتبه إلى أنه من الخطأ البالغ أن نعلّق تفسير الحقائق والإشارات العلمية التي يذكرها القرآن بما يفترضه العقل البشري من نظريات علمية قد تصح وقد لا تصح فحقائق القرآن حقائق نهائية قاطعة ومطلقة
وأخيرا اختتم حديثي بأن هذه الآيات قد حوت عدة حقائق علمية غير قابلة للجدل عن الكون بما يبرهن للأجيال القادمة التي كشف لها من العلوم ما لم يكشف لمن قبلها أن القرآن هو كلام الله الموحى من الخالق عز وجل كما قال تعالى: (( سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ))