خطبة عن مسوغات دخول الجنة

بقلم الشيخ/ عماد البية

الحمد لله رب العالمين يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له لما خلق جنات عدن وشق فيها أنهارها وغرس فيها أشجارها وزينها للناظرين قال لها الله تكلمي بإذني فقالت الجنة قد أفلح المؤمنون فقال وعزتي وجلالي لا يجاورني فيك بخيل أبدا…… فلا تنظر إلى الدنيا وإلى القصور الفاخرة واذكر عظامك حين تمسي ناخرا وإذا رأيت زخارف الدنيا فقل إن العيش هو عيش الآخرة وأشهد أن سيدنا محمد رسول الله جاءه رجل وقال له أوصيني يا رسول الله قال له النبي لا تغضب فقال الرجل زدني يا رسول الله فقال له النبي صلوات الله وسلامه عليه لا تغضب فقال له الرجل زدني يا رسول الله فقال له الحبيب محمد لا تغضب ولك الجنه فصلاة وسلاما عليك سيدي يا رسول الله ورضى اللهم عن أبي بكر وعمر وعثمان وعلي أما بعد… إخوة الإيمان والإسلام إن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلوات الله وسلامه عليه وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعه ضلالة وكل ضلالة في النار فاستمع معي إلى الواحد القهار وهو يقول سبحانه والذين صبروا إبتغاء وجه ربهم وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية ويدرؤن بالحسنة السيئة أولئك لهم عقب الدار سورة الرعد وها هو الحبيب محمد القائل في حديثه ألا أدلكم على غرف الجنة فقالت الصحابة بلى يا رسول الله فقال النبي صلوات الله وسلامه عليه إن الله خلق غرف الجنة من معدن الجواهر كلها يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها فقال جابر بن عبد الله الأنصاري لمن هذه الغرف يا رسول الله فقال النبي صلوات الله وسلامه عليه لمن أفشى السلام وأطعم الطعام وأدام الصيام وصلى بالليل والناس نيام فقال جابر ومن يطيق ذلك يا رسول الله فقال النبي صلوات الله وسلامه عليه أمتي تطيق ذلك يا جابر و سأشرح لك ذلك المؤمن إذا لقي أخاه المؤمن فسلم عليه فقد أفشى السلام وإذا أطعم نفسه من طعام حلال وأطعم أولاده حتى يشبعهم وتعطف على جيرانه من هذا الطعام فقد أطعم الطعام وإذا صام شهر رمضان كاملا وثلاثة أيام من كل شهر فقد أدام الصيام وإذا صلى العشاء والفجر في جماعه فقد صلى بالليل والناس نيام أحباب رسول الله راوي الحديث هو سيدنا جابر بن عبد الله الأنصاري وهو الذي أستشهد والده عبد الله في غزوة أحد وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه بأن يدفنوه هو وعمرو بن الجموح وكان عديله في قبر واحد أو في لحد واحد لأنهما كان يحبان بعضهما بعض وفي ذات يوم يقول الحبيب محمد صلوات الله وسلامه عليه لجابر يا جابر إن الله سبحانه وتعالى لم يكلم أحدا من خلقه إلا من وراء حجاب ولكنه كلم أباك بدون حجاب فكيف يحدث ذلك لما استشهد والد جابر في غزوة أحد كشف الله سبحانه وتعالى الحجاب بينه وبينه وقال له الله يا عبد الله تمن علي أعطيك ما تشاء فأنا مالك الملك ومالك الملكوت الله سبحانه وتعالى يخاطب الشهيد ويقول له يا عبد الله تمنى علي أعطيك فقال والد جابر يا رب أتمنى أن أعود إلى الدنيا لأخبر أصحابي بما أنا فيه من النعيم المقيم وأقتل فيك مرة أخرى فقال له الله يا عبد الله لقد سبق القول مني أنهم إليها لا يرجعون من جاء إلى هنا لا يعود إلى هناك وفي البصرة جاء رجل إلى الزاهد إبراهيم بن أدهم فقال له يا إمام أين يوجد العمار فقال له الإمام سر أمامك قليلا فسار الرجل أمامه قليلا ثم توقف فقال الرجل أين يوجد العمار يا إمام فقال له الإمام سر أمامك قليلا ستجد العمار فسار الرجل أمامه قليلا ثم توقف فقال يا إمام أين يوجد العمار قال له الزاهد إبراهيم بن أدهم أنت الأن واقف في العمار فقال الرجل وكيف ذلك قال لأن الذين يعيشون هناك جميعا سيؤتون إلى هنا وليس واحد من هنا يعود إلى هناك الكل ينام هنا والكل يرقد هنا والكل يصير ترابا هنا هنا الدار الأخرة هنا دار القرار هنا دار الاستقرار هنا إما روضة من رياض الجنة وإما حفرة من حفر النيران ولذلك لما سئل الزاهد إبراهيم بن أدهم عن سبب زهده في الدنيا قال علمت أن السفر إلى الله طويل وليس معي زاد وعلمت أن القبر موحشا وليس معي مؤنس وعلمت أن الله هو قيوم السموات والأرض فاستحييت منه أن يراني على معصيه حينما يموت بن آدم يكون له ثلاثة من الأصدقاء الصديق الأول لا يغادر عتبة البيت والصديق الثاني يذهب معك إلى القبر ثم يرجع والصديق الثالث يدخل معك القبر فالصديق الأول الذي لا يغادر عتبه البيت هو المال وهذا المال هو الذي طفت الدنيا شرقا وغربا لكي تجمعه بيديك وبعد موتك ستمد الورثة أيديهم فتأخذه بسهوله وأنت لا تستطيع أن تقاوم ولا تستطيع أن تعارض لماذا لأن نور عينيك قد انطفى وأذناك قد صمت ويداك قد شلت قلبك قد توقف وجسمك قد صار جثة حامدة لا حراك فيها وتستعدوا لخلع الثياب لتنام على خشبة الغسل عاريا وأنت الذي قلت لا تسمح لأحد بأن يكشف عورتك ويجردك المغسل من ثيابك ويقلبك المغسل بين يديه كما كنت تقلب الدرهم بين يديك في الدنيا رأيت الناس قد ذهبوا إلى من عنده ذهب ومن لا عنده ذهب فعله الناس قد ذهبوا رأيت الناس قد مالوا إلى من عنده مال ومن لا عنده مال فعنه الناس قد مالوا رأيت الناس منفضة إلى من عنده فضة ومن لا عنده فضة فعنه الناس من منفضة أموالنا لذوي الميراث نجمعها وديارنا لخراب الدهر نبنيها أين الملوك التي كانت مسلطنه سقاها بكاس الموت ساقيها وأما الصديق الثاني وهو الذي يذهب معك إلى القبر ثم يرجع فهو الأهل والأصدقاء والأحباب والأبناء والأصحاب يذهبون معك إلى القبر ثم يقفون أمام القبر وما أدراك ما القبر كان سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه كان إذا ذكر أمامه القبر كان يبكي حتى تبتل لحيته فقالوا له يا أبا عبد الرحمن نذكر أمامك الجنة والنار فلا تبكي ونذكر أمامك القبر فتبكي فقال لانني قد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن القبر أول منزلة من منازل الآخرة فإن كان يسيرا كان ما بعده أيسر وإن كان عسيرا كان ما بعده أعسر ستجد مكتوبا على بابه لقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة والله لو عاش الفتى في دهره ألفا من الأعوام مالك أمره متلزا فيها بكل نفيسه لا يعتريه السقم فيها مرة كلا ولا ترد الهموم بباله لا يكفي كل ذلك في أن يفي بمبيت أول ليلة في قبرة يقفون أمام القبر وعندما يسمعون الرجل الذي يقوم بعملية الدفن قائلا احضروا الأمانة أصبحت بعد العز والجاه والسلطان تسمى الأمانة وكلمة الأمانة كلمة تنخلع لها القلوب ثم توضع الأمانة في القبر ثم يرجع الأهل والأصدقاء والأحباب والأبناء والأصحاب إلى ديارهم ثم بعد ذلك ينادي الله على الأمانة فيقول عبدي جاءوا بك إلى التراب ودفنوق ولو ظلوا معك.ما نفعوك ولم يبقى لك إلا أنا وأنا الحي الذي لا يموت وأما الصديق الثالث وهو الذي يدخل معك القبر فهو العمل يا من بدنياه اشتغل وغره طول الأمل الموت يأتي بغتة والقبر صندوق العمل فهذا العمل إن كان صالحا ألبسك الله سبحانه وتعالى من لباس الجنة وفتح لك بابا إلى الجنة وفرش لك قبرك من الجنة وأدخل عليك الريح والريحان وأكرمك الله بشفاعة العدنان وإن كان لئيما أخدلك الله وزادك ظلمة على ظلمة وعذابا على عذابا فيا إخوة الإيمان والإسلام أوصيكم ونفسي بتقوى الله فاتق الله واجعل عملك كله صالحا حتى تفوز بجنه عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين ثم بعد ذلك أخوة الإيمان والإسلام نعود بكم إلى مسوغات دخول الجنة الأربعة التي أوردها لنا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم المسوغ الأول هو إفشاء السلام ومعنى ذلك أن تلقي السلام. على أخيك المسلم فتقول له السلام عليكم ورحمه الله وبركاته فهذه هي تحية الإسلام وهي تحية أهل الجنة والسلام هو الله سبحانه وتعالى والحبيب محمد يأمرنا ويقول ألقي السلام على من تعرف ومن لا تعرف إذا فمجموع تحية الإسلام هو ثلاثون حسنة وقد خاب والله وخسر من لم يلقي السلام على عشرة من الناس في اليوم حتى يكون رصيده من الحسنات في اليوم الواحد ثلاثمائة حسنة المسوغ الثاني من مسوغات دخول الجنة من حديث رسول الله فهو إطعام الطعام ويشترط في هذا الطعام أن يكون طعاما حلالا تطعم به نفسك وأولادك حتى تكون مستجاب الدعوة فحينما جاء سيدنا سعد بن أبي وقاص إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال له يا رسول الله ادعوا لي الله أن أكون مستجاب الدعوة محمد يا سعد أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوه ثم تتعطف من هذا الطعام الحلال على جيرانك فأنت في هذه الحاله تعد ممن قال فيهم رسول الله وأطعم الطعام فاللقم تمنع النقم والمصوغ الثالث من دخول الجنه فهو وأدم الصيام ومعنى إدامة الصيام أن تصوم شهر رمضان كاملا الذي فرضه الله سبحانه وتعالى علينا وأن تقتدي بالحبيب محمد صلوات الله وسلامه عليه وأنت تصوم الأيام القمرية الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من كل شهر عربي فمن صام رمضان وصام ثلاثه أيام من كل شهر عربي فكأنما صام العام كله فإذا فعلت ذلك كنت في هذه الحاله تعد ممن قال فيهم رسول الله وأدام الصيام والمسوق الرابع من حديث رسول الله فهو وصلى في الليل والناس لابد وأن يكون لنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسوة الحسنة والقدوة الطيبة وهو الذي كان يقوم من الليل حتى تتورم قدماه وتتفطر من طول الوقوف بين يدي الله سبحانه وتعالى حتى اشفقت عليه أم المؤمنين عائشة وقالت له يا رسول الله أما غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر فكان يقول لها يا عائشة أفلا أكون عبدا شكورا ومعنى ذلك يقول الحبيب محمد صلوات الله وسلامه عليه من صلى العشاء في جماعه فكأنما قام نصف الليل ومن صلى الفجر في جماعه فكانما قام الليل كله وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم القائل بشر المشائين في الظلم يوم القيامة بالنور التام ويوم القيامة ليس فيه شمس ولا قمر فإذا جمع الشمس والقمر يقول الإنسان يومئذ أين المفر فالنور يوم القيامة يكون نور الإيمان ولذلك كان من دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم اجعل لي في قلبي نورا وفي بصري نورا وفي سمعي نورا وعن يمين نورا وعن يساري نورا ومن أمامي نورا ومن خلفي نورا ومن فوقي نورا ومن تحتب نوراً واجعل لي نورا يوم القيامة يا أرحم الراحمين والجنة هي سلعة الله وسلعة الله غالية ولذلك قال الحبيب محمد من خاف أدلج ومن أدلج بلغ المنزل إلا أن سلعة الله غالية وسلعة الله الجنة ولذلك قال الحق سبحانه وتعالى في الحديث القدسي الجليل ما أقل حياء ممن يطمع في جنتي بغير عمل فكيف أجود برحمتي على من بخل علي بطاعتي ندعو الله سبحانه وتعالى أن يرزقنا الفردوس الأعلى وأن يجمعنا مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا إخوة الايمان والإسلام البر لا يبلى والذنب لا ينسى والديان ولا يموت أعمل ما شئت فكما تدين تدان أو كما قال التائب من الذنب حبيب الرحمن ادعوا الله وأنتم موقنون.بالإجابة….
الخطبة الثانية الحمد لله الذي له ما في السموات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السر وأخفى الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى وأشهد أن لا إله إلا الله له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير تزود من التقوى وقم لله واجمع خير زاد واعلم بأن المال يجمع للنفاد أترضى أن تكون رفيق قوم لهم زاد وأنت بغير زاد وأشهد أن سيدنا وحبيبنا وشفيعنا يوم القيامة سيدنا محمد صلوات الله وسلامه عليه نشهد يا سيدي يا رسول الله بأنك قد بلغت الرسالة وأديت الأمانة.وجاهدت فى الله حق جهاده حتى أتاك اليقين ورضى اللهم عن أبي بكر وعمر وعثمان وعلي ما بعده يا إخوة الإيمان والإسلام أوصيكم ونفسي بتقوى الله سبحانه وتعالى يقول الحبيب محمد صلوات الله وسلامه عليه أربعة يدخلون الجنة أول الداخلين وأربعة يدخلون النار أول الداخلين إلا أن يتوبوا أما الأربعه الذين يدخلون الجنة أول الداخلين بغير حساب فهم الإمام العادل والعالم العامل والشاب التائب والمرأة المطيعة لزوجها وأما الأربعة الذين يدخلون النار أول الداخلين إلا أن يتوبوا فهم الزاني ولو مرة وشاهد الزور ولو بكلمه وشارب الخمر ولو بقطرة والعاق لوالديه ولو بلفظة اللهم أرنا الحق حقا وأرزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وأرزقنا اجتنابه ولا تجعل فينا شقيا ولا محروما وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة وصلي اللهم على الهادي البشير محمد وعلى آله وصحبه وسلم أمين وأقم الصلاة إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.