خطبة عن فضل المساجد

بقلم الشيخ/ عماد البية


الحمد لله مسبب الأسباب ومنزل الكتاب العزيز الوهاب غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب أشرقت الأرض بنور ربها ووضع الكتاب أرايت بُني أدم حينما قتل الأخ أخاه فعجز عن دفنه فبعث الله له الغراب أرأيت زكريا حينما دخل على مريم المحراب أرأيته حينما سألها عن رزقها فأجابته هومن عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب أرأيت داوود حينما استغفر ربه وخر راكع وأناب رأيته حينما شد الإله ازره وأتاه الحكمه وفصل الخطاب أرأيته حينما تصور عليه الخصم المحراب إذا رأيت كل ذلك فتذكر الحبيب محمد أنه خير الصحاب وسيد الأحباب وأشهد أن سيدنا محمد رسول الله جاءه سائل ذاك يوم وقال له يا رسول الله ما خير البقاع في الأرض فقال الحبيب محمد لا أدري حتى أسأل أخي جبريل فلما فلما سأل جبريل قال لا أدري حتى أسأل رب العزة ثم هبط جبريل وقال للحبيب محمد إن السلام يقرؤك السلام ويقول لك خير البقاء في الأرض المساجد وخير أهلها أولهم دخولا وأخرهم خروجا فصلاة وسلاما عليك سيدي يا رسول الله يا من سعُدت بطلعتك السماوات العلى والأرض صارت جنةُ خضراءُ أنت الذي قاد الجيوش محطما عهد الضلال وأدبَ السفهاء. فصلاة وسلاما عليك سيدي يا رسول الله وارضى اللهم عن أبي بكر وعمر وعثمان وعلي أما بعد فيا أخوة الإيمان إن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلوات الله وسلامه عليه وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعه وكل بدعة ضلاله وكل ضلالة في النار فاستمع معي إلى الواحد القهار استمع معي إلى رافع السماء بلا عمد استمع معي إلى باسط الأرض على ماء جمد استمع معي إلى من لا تراه العيون استمع معي إلى من أمره بين الكاف والنون استمع معي إلى من لو أراد شيئا أن يقول له كن فيكون وهو يقول سبحانه (إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاه وآتي الزكاة ولم يخشى إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين) فعمارة بيوت الله علامةُ على الإيمان. فشتان بين من يَعمُر مساجد الله وبين من يسعى في خرابها فعمارة المساجد تنقسم إلى قسمين عمارة بالبناء والنظافة وتطهيرها فالبناء ، قال فيه المعصوم محمد صلوات الله وسلامه عليه في الحديث المتوارث من بنى لله مسجدا يبتغي به وجه الله بنى الله له مثلهُ في الجنة.. وليس بنائها فحسب هو الذي يؤجر عليه الإنسان بل تنظيفها ولذلك أمر الله سبحانه وتعالى خليلهُ إبراهيم عليه السلام هو وصادق الوعد إسماعيل عليهما السلام فقال (وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهر بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود) فكل من يقوم على تنظيف المسجد فهو متبع لإبراهيم عليه السلام. فيقول الحبيب محمد في الحديث الذي رواه أبو داؤد. في الإنسان ثلاث وستون مفصلا فعليه أن يتصدق عن كل مفصل منه بصدقه قالوا ومن يُطيق ذلك يا نبي الله؟قال النخاع في المسجد تدفنها والشيء تنحيه عن الطريق فإن لم تجد فركعتا الضحى تُجزئك.. ولقد سال النبي صلى الله عليه وسلم عن رجل أسود أو إمرأة وهذا شك من الراوي أنها كانت تقوم على خدمة المسجد فافتقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأل عنها فقالوا إنها قد ماتت وكأنما استصغروا أمرها فقال لهم الحبيب محمد أفلا اذنتموني دلوني على قبرها فصلى عليها الحبيب محمد وقال لأصحابه إن هذه القبور مملوءه على أصحابها ظلمة وإن الله ينورها بصلاتي عليهم. وفي روايه إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خاطبها من تحت طبقات الثرى فقال لها ماذا وجدتي يا أم محجن قالت ما رأيت أفضل من تنظيف المساجد.. ولذلك لما قدم المدينه أول شيء فعله الحبيب محمد قام ببناء المسجد لأنه هو بمثابة الجامع والجامعة الذي تربى فيه أصحاب رسول الله؛؛وهناك عمارة المتمثله في المُكث فيها. وذكر الله فيها وأقامة الصلوات وتلاوة القرآن. ولذلك جعل الله سبحانه وتعالى من الذين يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله وهم السبعه الذين ذكرهم الحبيب محمد (رجل قلبه معلق بالمساجد) والمحافظه على المساجد والحفاظ عليها من مقاصد الجهاد. فقال سبحانه (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامعُ وبيعُ وصلواتُ ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا). فالمساجد هي أحب البقاع إلى الله ففي الحديث الذي رواه مسلم من حديث أبي هريره قال أحب البلاد إلى الله مساجدها؛؛وأبغض البلاد إلى الله أسواقها؛؛فالبشارات بالخير كثيرة ما تأتي في الأماكن الطيبه.. فقد بَشرَ الله زكريا بيحيى (فنادتهُ الملائكهُ وهو قائمُ يصلي في المحراب ان أن يبشرك بيحيى) والأرزاق دائما تنزل في المساجد (كل ما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقه قال يا مريم وأنا لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب) في المساجد لها حرمتها لا يرفع فيها الأصوات فرفعوا الأصوات فيها علامة من علامات قيام الساعة. فلا يرفع فيها صوت إلا بذكر الله.. فلا يُنشد فيها ضالة. ولا يُباع فيها ولا يُشتري فعن بريده.. أن رجلا نشدَ في المسجد فقال من دعا إلى الجمل الأحمر فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا وجدت إنما بنيت المساجد لما بنيت له وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريره قال صلوات الله وسلامه عليه من سمع رجلا ينشد ضالته في المسجد فليقل لا ردها الله عليك فإن المساجد لم تبنى لهذا.. فإن المساجد يقبل فيها الدعاء.. فقد قاد المعصوم محمد صلوات الله وسلامه عليه أن الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة.. في المساجد لا تسمع فيها إلا طيبا.. وقال سبحانه (إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤلا) إن الشخص إذا دخل المسجد فهو في صلاه ما دام ينتظر الصلاه.. عن أبي هريره رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات قالوا بلى يا رسول الله قال اسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطى إلى المساجد وانتظار الصلاه بعد الصلاه فذلكم الرباط فذلكم الرباط. رواه مسلم. فعمار المساجد.. المتعلقه قلوبهم بالمساجد فالله سبحانه وتعالى يحفظهم في أنفسهم وأموالهم وأهليهم كما جاء في الخبر عن الحبيب محمد من أحب الله فليحبني ومن أحبني فليحب أصحابي ومن أحب أصحابي فليحب القرآن ومن أحب القرآن فليحب المساجد فإنها أفنية الله أبنية الله أذِنَ الله أن ترفع ميمونهُ. ميمونُ أهلها محفوظةُ. محفوظ أهلها. ما دام هم في صلاتهم والله عز وجل في حوائجهم وهم في مساجدهم والله من ورائهم..( في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها أسمه يسبح له فيها بالغدو والأصال) فالمساجد إنما هي لذكر الله والصلاه وقراءة القرآن.. وقد سمع عمر رجل يرفع صوته في المسجد فانكر عليه ذلك وقال له ما هذا الصوت أتدري أين أنت؟أي أنه في المسجد يلتزم الوقار اللازم للمسجد.. ولذلك قال الحبيب محمد جنبوا مساجدكم صبيانكم ومجانينكم؛وشراءكم وبيعكم؛وخصوماتكم؛ورفع أصواتكم وإقامة حدودكم؛وسل سيوفكم؛واتخذوا على أبوابها المطاهر؛وجمروها في الجمع؛؛أو كما قال التائب من الذنب حبيب الرحمن ادعو الله وأنتم موقنون بالإجابة. الخطبه الثانيه.. الحمد لله غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذو الطول لا إله إلآ الله إليه المصير وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد عبده ورسوله اللهم صل عليه وعلى أصحابه صلاة دائمة ما دامت السماوات والأرض أما بعد. فمن الآداب التي ينبغي أن تراعى عند دخول المسجد أن تدخل المسجد مبتدئا بالرجل اليمنى والصلاة على الحبيب محمد وسؤال الرحمه من الله. وعند الخروج بسم الله اللهم صل على محمد وعلى ال محمد ربي أغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب فضلك.. ومن السنه أن يبدأ المسلم ركعتين تحيه للمسجد يحيي بهما صاحب البيت؛؛وأن لا يتخطى رقاب الناس.. ولا ينازع أحدا في المكان.. وأن يتحاشى المرور بين يدي المصلى والنهي عن فرقعة الأصابع وعن التحدث في أمور الدنيا ورفع الأصوات.. وقد جاء في الحديث: إن المساجد بيوت المتقين ومن كانت المساجد بيته ضمن الله تعالى له الروحَ والراحة والجواز على الصراط.. وقال علي رضي الله عنه.. إذا مات العبدُ يبكي عليه مصلاه من الأرض ومصعد عمله من السماء ثم قرأ(فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا مُنظَرين) الدخان.. وفي التحذير من أحاديث الدنيا والأشتغال بغير العباده قال أبو هريرة قال رسول الله سيكون في آخر الزمان قوم يكون حديثهم في مساجدهم ليس لله فيهم حاجه كما لا يجوز البيع والشراء في المساجد وفي هذا يقول أبو هريره رضي الله عنه إذا رايتم من يبيع أو يبتع في المسجد فقالوا لا أربح الله تجارتك وإذا رأيتم من ينشد ضلته فقولوا لردها الله عليك. ولذلك فإن الصلاه هي عماد الدين وأول ما يسال عنها المرء يوم القيامة ففي الحديث القدسي الجليل يقول رب العزه إذا وضع ابن آدم في قبره وانفض الناس من حوله وجاءه الملكان السائلان جلست الصلاةُ عند رأسه ِ والزكاة عن يمينه والصوم عن شماله وفعل الخيرات عند قدمي والقران يطوف حوله كما تطوف الكواكب الذريةُ في السماء فإذا أراد الملكان أن يقلقاهُ من عند رأسه هبت الصلاه قائله لا تقلقاه من جهه فكثيرا ما وضع جبينه ساجدا لله فإذا ما جاءهُ عن يمينه قالت الزكاة استحلفكما بالله لا تقلقاه من جهتي فكثيرا ما تصدق ابتغاء مرضات الله فإذا ما أراد أن يقلقاه عن شماله يكون الصيام شفيعا له وكذلك فعل الخيرات والقرآن يطوف حول البدن فينادي الملكان نداء رقيقا يا عبد الله كل السؤال فينظر العبد فيرى كأن الشمس عند غروبها فيقول لهما دعاني حتى أصلي العصر يظن نفسه في دار الدنيا فإنها الصلاة الوسطى فيقول له الملكان عشت حريصا على الصلاه ومت حريصا على الصلاه أبشر بجنة عرضها السماوات والأرض فيفرش له القبر من الحرير ندعو الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا من الذين قلوبهم معلقة بالمساجد ومن المشائين إلى المساجد ومن المقيمين الصلاه ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمه إنك أنت الوهاب ربنا إنك جامع الناس ليوم لا ريب فيه إن الله لا يخلف الميعاد اللهم اجعلنا من ورثة جنة النعيم والطف بنا فيما جرت به المقادير ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار واجعل آخر كلامنا من الدنيا لا إله إلآ الله محمد رسول الله وأقم الصلاه إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.