خطبة عن عيد الفطر

بقلم الشيخ/ عماد البية


الحمد لله.. الله اكبر الله اكبر الله اكبر الله اكبر الله اكبر الله اكبر الله اكبر الله اكبر الله اكبر الله اكبر.. الله اكبر ما دامت السماوات والأرض الله أكبر ما أدى المسلمون في شهر رمضان من السنة والفرض الله أكبر ما صام صائم وفي هذا اليوم الكريم أفطر الله أكبر ما قام قائم ليله رمضان وتاب واستغفر الله أكبر ما رضي المسلمون بالقضاء الله أكبر ما حمدوا ربهم في السراء والضراء.. الله أكبر الله أكبر ولله الحمد… سبحان الحي الذي لا يفنى سبحان الذي أمات وأحيا سبحان الذي خلق فسوى سبحان الذي قدر فهدى سبحان الذي أخرج المرعى فجعله غثاء أحوى أحمده تعالى واستعينه واستهديه واستغفره وأتوب إليه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له مطلع على أعمال العباد وأشهد أن سيدنا وحبيبنا وشفيعنا يوم القيامة سيدنا محمد صلوات الله وسلامه عليه الداعي إلى سبيل الرشاد اللهم صل عليه وعلى أصحابه وارض اللهم عن أبي بكر وعمر وعثمان وعلي أما بعد.. أيها المسلمون لقد انقضى شهر رمضان وكأنه طيف خيال أو أضغاث أحلام رحل عنا هذا الشهر الكريم كما رحلت قبله أعوام وسنون ورحل رحل شهر رمضان بأعمال العباد فمنهم المقبول ومنهم من حقت عليه كلمة العذاب واليوم نبدأ شهر شوال ذلك الشهر الذي جعل الله سبحانه وتعالى أول يوم فيه هو يوم عيد المسلمين فسماه في الأرض بيوم عيد الفطر وسماه في السماء بيوم الجائزه فقد روي أن الله سبحانه وتعالى يقول لملائكته في هذا اليوم يا ملائكتي ما جزاء الأجير إذا عمل عمله فيقولون إلى هنا وسيدنا يوفى أجره فيقول لهم سبحانه وتعالى أشهدكم أني قد ثوابهم لصيامهم ولقيامهم رضائي ومغفرة وقد نظر إلى جميع من صلى العيد نظرة رحمة وحنان… سإلوني يا عبادي وعزتي وجلالي لا تسالوني اليوم في جمعكم هذا لأخرتكم إلا أعطيتكم ولا لدنياكم إلا نظرت لكم قد أرضيتموني فرضيت عنكم انصرفوا مغفور لكم… وها هو المعصوم محمد صلوات الله وسلامه عليه يقول إذا كان يوم عيد الفطر وقفت الملائكةعلى أبواب الطرق ونادوا أغدوا يا معشر المسلمين إلى رب كريم يمن بالخير ثم يسيب عليه بالعطاء الجزيل قد أمرتكم بقيام الليل فكنتم وصيام النهار فصمتم وأطعتم ربكم فاقبضوا جوائزكم فإذا صلوا نادى مناد ألا إن ربكم قد غفر لكم فارجعوا راشدين إلى رحالكم… وإذا كنا قد اجتمعنا لصلاة العيد وخطبة العيد فإنه من الواجب علينا إخوة الإيمان والإسلام أن نكون قد اخرجنا زكاه الفطر قبل حضور هذا الجمع وذلك حتى يرفع صيامك لأن زكاة الفطر مطهرة للصائم من اللغو والرفش ومطعمة للمساكين في يوم العيد فمن أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبوله ومن أخرها لبعض الصلاة فهي صدقة من الصدقات واعلم أن صوم رمضان لعلكم بين السماء والأرض لا يقبل إلا بزكاة الفطر… وقد روي أن سيدنا عثمان بن عفان ذو النورين رضي الله عنه وأرضاه نسىَ زكاة الفطر قبل صلاة العيد فجعل كفارته عتق رقبة ثم جاء إلى النبي عليه الصلاة والسلام فقال له يا عثمان لو أعتقت 100 رقبة لم تبلغ زكاة الفطر قبل العيد.. الله أكبر الله أكبر ولله الحمد… ولنعلم أن العيد ليس لمن لبس الجديد وإنما العيد لمن خاف يوم الوعيد فلنتقرب فيه إلى الله ببذل المعروف وإخراج الصدقات فإن أمير المؤمنين علي كرم الله وجهه دخل عليه رجل يوم عيد الفطر فوجده يأكل الطعام خبزا فيه خشونه فقال له يوم العيد وخبز خشن فقال له الإمام علي اليوم عيد من قبل بالأمس صيامه وقيامه عيده من غفر ذنبه وشكرا سعيه وقبل عمله اليوم لنا عيد وكل يوم لا نعصي الله فيه فهو لنا عيد… ولذلك قال سيدنا أنس بن مالك رضي الله عنه إن للمؤمن خمسة أعياد الأول كل يوم يمر على المؤمن ولا يكتب عليه ذنب فهو يوم عيدو ثاني اليوم الذي نخرج فيه من الدنيا على الإيمان وشهادة أن لا إله إلا الله والعصمة من كيد الشيطان فهو يوم فهو يوم العيد.. والثالث اليوم الذي يجاوز فيه الصراط ويأمن من هول يوم القيامة ويخلص من يد الخصوم فهو له عيد.. والرابع اليوم الذي يدخل فيه الجنة ويأمن من الجحيم فهو له عيد.. والخامس اليوم الذي ينظر فيه إلى ربه فهو يوم عيد…. فإن للإنسان ثلاث أنهار يتطهر فيها النهر الأول نهر الحسنات لقوله إن الحسنات يذهبن السيئات والنهر الثاني نهر التوبة يقول الحبيب محمد التائب من الذنب كمن لا ذنب له والنهر الثالث نهر الإبتلأت يقول الحبيب محمد لا يزال البلاء بالعبد حتى لا يكون عليه خطيئته.. يقول الحبيب محمد من صام رمضان واتبعه بست من شوال فكأنما صام الدهر كله الله أكبر الله أكبر ولله الحمد..
(الخطبة الثانية) الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر… فيوم العيد لابد وأن نتذكر الفقراء والمساكين واليتامى وبن السبيل أنظر وتعلم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لابد وأن يكون لنا في أصحاب رسول الله القدوة الحسنة فهو القائل أصحابي كالنجوم بأيهم أقتديتم وكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون ويقابلون الفقير ببشاشة وسرور وهم يقولون له مرحبا بمن جاء إلينا يحمل زاد الأخرة.. فقد حكي عن سيدنا أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه خرج لصلاة العيد والصبيان يلعبون وفيهم صبي جالس وعليه صيام بدله فقال له النبي صلوات الله وسلامه عليه أيها الصبي مالك تبكي فلا تلعب ولم يعرفه الصبي بأن هذا هو الحبيب محمد صلوات الله وسلامه عليه فقال له أيها الرجل لقد مات أبي بين يدي رسول الله في غزوة كذا وتزوجت أمي وأكلت أموالي وأخرجني زوجها من البيت فلما نظرت للصبيان وهم يلعبون أخذتني مصيبة أبي لذلك أبكي فأخذه الحبيب محمد صلوات الله وسلامه عليه فقال النبي يا صبي أترضانى. أن أكون لك أبا وعائشة لك أما وعليا لك عما والحسن والحسين أخوين وفاطمة أختا فعرف الصبي أن هذا هو الحبيب محمد صلوات الله وسلامه عليه فقال الصبي يا رسول الله ولم لا أرضى فحمله رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيته وألبسه وأطعمه فخرج من بيت رسول الله ضاحكاً مستبشراً فقالوا له الصبية كنت تبكي لماذا سرت. مسرورا فقال كنت جائعا فشبعت وكنت عاريا فلبست وكنت يتيما فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي وعائشة أمي والحسن والحسين أخوىٓ وعلي عمي وفاطمة أختي أفلا أفرح؟فقال الصبيان يا ليت أباءنا قتلوا في سبيل الله فنكون كذلك فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم فضمه أبو بكر الصديق إلى نفسه… وقد جاء رجل ألى أمير المؤمنين سيدنا علي كرم الله وجه فقال سأسألك عن أربع مسائل فأجبني ما هو الواجب؟ وما هو الأوجب؟وما هو القريب؟وما هو الأقرب؟وما هو العجيب؟وما هو الأعجب؟وما هو الصعب؟وما هو الأصعب؟فقال له أمير المؤمنين الواجب طاعه الله والأوجب ترك الذنوب وأما القريب فهو يوم القيامة والأقرب وهو الموت أما العجيب فهي الدنيا والأعجب حب الدنيا وأما الصعب فهو القبر والأصعب منه الذهاب إليه بلا زاد.. واعلم أخى الإيمان والإسلام أن ليوم العيد سنن مستحبه أولها الغسل وثانيها التطيب والأستياك. ولبس أحسن الثياب وأجملها والأكل قبل الخروج إلى المصلى وترا كما كان يفعل الحبيب محمد صلوات الله وسلامه عليه وهذا في عيد الفطر دون الأضحى وأداء زكاه الفطر وتركي الخصومات والمشاحنات لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تخاصموا ولا تدابروا عباد الله إخوانا فقد أخرج مسلم عن أبي هريره رضي الله عنه من صام رمضان واتبعه بست من شوال كان كمن صام الدهر وفي روايه أخرى أعطاه الله سبحانه وتعالى ثواب ستة أنبياء أولهم آدم عليه السلام ويوسف عليه السلام ويعقوب عليه السلام وموسى عليه السلام وعيسى عليه السلام ومحمد صلى الله عليه وسلم وندعو الله سبحانه وتعالى قائلين ربنا يتقبل منا أنك أنت السميع العليم وتب علينا يا مولانا إنك أنت التواب الرحيم واجعلنا من الذين تجري من تحتهم الأنهار في جنات النعيم دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيه فيها السلام وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين اللهم تقبل منا صيامنا وصلاتنا وقيامنا وزكاتنا ودعائنا واجعل شهر رمضان شاهدا لنا لاعلينا اللهم أعيده علينا مرات عديده وسنوات مديده ولا تقطعنا بالعهد به يا أرحم الراحمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم آمين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.