بقلم الشيخ / عماد البية
الحمد لله رب العالمين يا رب لا تجعل لنا في يومنا هذا ذنبا إلا غفرته ولا دينا إلا قضيته ولا مريضاً إلا شفيته ولا ميتاً إلا رحمته ولا غائبا إلا وإلى أهله سالماً غانماً رددته اللهم أرزقنا الحلال وبارك لنا فيه ولو كان قليلاً وبعد بيننا وبين الحرام كما بعدت بين المشرق والمغرب ولو كان كثيراً اللهم احشرنا في زمرة نبينا وتحت لواء حبيبنا ولا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده واسقنها بيده الشريفة شربة هنيئة لانظمأ بعدها أبداً وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له من قالها دخل الجنة ينادي الله يوم القيامة على رجل من أمة سيدنا محمد صلوات الله وسلامه عليه والناس سكارى ويقول له عبدي تعالى لتحضر وزن أعمالك وينصب الميزان والوزن يومئذ الحق فينشر له 99 سجلا كل سجل منها مد البصر وكلها خطايا كلها سيئات فيسأله مولانا ويقول له عبدي هل ظلمتك فيقول العبد لا يا رب فيقول له الله هل ظلمتك كتابتى فيقول العبد لا يا رب فيقول له الله عليك حسنة يعود عليك خيرها اليوم فيقول لا يا رب إذا العبد ينتظر الزبانية لتسلسله إلى جهنم وعندها لا مال ولا أهل ولا دفاع ولا استئناف ولا نقد ما يبدل القول لديه وما أنا بظلام للعبيد العبد ينظر والأوامر من الواحد الديان لتحمله الزبانية إلى جهنم وما أدراك ما جهنم فيقول له الرب جل جلاله فإن لك عندنا شيئا ونحن لا نضيع الأمانات عندنا فيخرج الله له بطاقة مكتوب فيها لا إله إلا الله وعندما توضع هذه البطاقه في كفة الحسنات تطيش السجلات فيقول العبد يا ربي ما هذه البطاقة فيقول له العبد إنها لا إله إلا الله قلتها في دنياك فاحتفظنا فاحفظنا لك بها عندنا وإن اسم الله لا يثقل معه شيء أبدا… الله ربي لا أريد سواه هل في الوجود حقيقه لله وأشهد أن سيدنا محمد عبده ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه بلغ الرساله وأدى الأمانة ونصح الأمة وكشف الغمة وتركنا على المحاجة البيضاء ليلها كنهارها فصلاة وسلاما عليك سيدي يا رسول الله أما بعد بعده فيا إخوة الإيمان والإسلام يقول الحق سبحانه وتعالى ( ومن يطع الله ورسوله فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليما) الآية 68 النساء اليوم ألتقي برجل كان يقوم على خدمة السيد الجليل محمد صلوات الله وسلامه عليه كان ملازما لرسول الله ملازمة النور للقمر والضوء للشمس ( إنه ثوبان) خادم الحبيب محمد صلوات الله وسلامه عليه يدخل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فيجده يبكي ويجد الدموع تسيل من عينية فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يبكيك يا ثوبان أتدرون مما يبكي لا يبكي لأنه به وجعاً ولا يبكي لأنه يريد منصبا إذاً فما يبكيك يا ثوبان فيقول ثوبان يا رسول الله إبكي لأنك إذا غبت عني اشتقت إليك فإذا تذكرت الآخرة وإنك ستكون في أعلى درجات الجنة ولن أراك فيها إزداد بكائي شوقاً إليك يا رسول الله فما إجابة الحبيب على ثوبان وقبل أن يجيب الحبيب فإذا بأمين الوحي جبريل ينزل على الحبيب المصطفى ليقول له ومن يطع الله ورسوله فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا تعالوا بنا نستمع إلى ما رواه الإمام البخاري إنه حديث قدسي عن رب العزة جل في علاه والذي يقول فيه من عادى لي وليا فقد أذنته بالحرب وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما أفطرته عليه ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ولسانه الذي يتكلم به وقلبه الذي يعى به ولإن سألني لا أعطينه ولأعزنه ويكون جاري في الجنة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ولذلك قال الحق(ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك الفوز العظيم) الآية 61 يونس من عاد لي وليا فقد أذنته بالحرب… أي من حارب واحدا من عباد الله الصالحين فإن الله سبحانه وتعالى سوف ينتقم منه لأن الله يمهل ولا يهمل… لا تظلمن إذا ما كنت مقتدرا فالظلم ترجع عقباه إلى الندم تنام عيناك والمظلوم منتبه يدعو عليك وعين الله لم تنم…. اتقي دعوة المظلوم فليس بينها وبين الله حجاب إن عبدا من عباد الله الصالحين كان يعمل تاجراً في الطريق بين بغداد ومكة وبينما هو عائد إلى مكة والليل دامس إذا بقاطع طريق يتصدى له في مسيرة فيستوقفه فيقف العبد الصالح فيقول له قاطع الطريق لاقتلنك فيقول العبد الصالح خذ مالي ودعني فإن ورائي أطفالا ينتظرون عودتي خذ فرسى وخذ مالي وخذ كل ما أملك ولكن لا تقتلني ولكن قاطع الطريق ومعه سيفه لا تحاول فأنت مقتول ولكن اختار لك قتله؟أأضربك بالسيف أم أطعنك بالرمح فقال العبد الصالح أما وقد عزمت على قتلي فافعل ما تشاء ولكن لي عندك طلب واحد قال له قاطع الطريق سله؟قال دعني حتى أصلي لله ركعتين قبل أن أموت شهيداً قال له قاطع الطريق لك ذلك ونزل العبد الصالح عن فرسه ودخل في الصلاة والمؤمنون إذا دخلوا في صلاتهم زالت بينهم وبين الله الحجم لأن الحبيب محمد يقول في الحديث (إذا دخل العبد في صلاته نصب الله وجهه إليه فإذا التفت العبد في صلاته قال له الله يا عبدي هناك من هو أفضل مني حتى تنظر إليه وتدعني) ولذلك قال الحسن البصري من أراد أن يكلم الله فليقرأ القرآن ومن أراد أن يكلمه الله فليدخل في الصلاة الصلاة كهف المؤمن أي مقر أمنه وأمانه وسجد العبد الصالح لله وبينما هو ساجد قال في سجوده أرسل برقيه إلى الجبار جل في علاه فقال وهو ساجد يا ودود يا ودود يا ذا العرش المجيد يا ذا البطش الشديد يا فعال لما يريد يا من يملأ نوره أركان عرشه يا مغيث أغثني يا مغيث أغثني وسلم وبعد أن سلم وجد فارسا لم يرى أشد منه من قبل يلبس ثوبا أبيض وبيده سيف يلمع وقال له السلام عليك يا عبد الله قال له العبد من أنت قال أتدري من أنا أنا أحد ملائكة السماء الرابعة لما قلت في صلاتك ضجت السموات بمن فيها لله رب العالمين وكل ملك من ملائكة السماء يسأل الله أن ينزل لحمايتك فإذن الله لي… إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله.. فماذا حدث قال له اجلس مطمئن القلب وانظر وأنا أصارع هذا الظالم فسرعه الملك وقتله وقال الملك للعبد الصالح ارجع إلى أهلك (من عادى لي وليا فقد أذنته بالحرب) انظر إلى سيدنا إبراهيم عندما حكمت علي محكمة أمن الدولة العليا في بلاد العراق تمثل أمامها سيدنا إبراهيم نبي الله متهما وما تهمته أأنت فعلت هذا بالهتنا يا إبراهيم قال إبراهيم بل فعلها كبيرهم هذا فاسألوهم إن كانوا ينطقون وبعدها أصدرت المحكمة حكمها على سيدنا إبراهيم بالإعدام حرقاً فجمعوا له الحطب والوقود شهر كاملاً واندلعت السماء باللهب حتى كانت الطير لا تستطيع أن تحلق فوق هذه المنطقة خوفاً أن تحترق أن تحرقها النار بحرها كل هذا لمن لإبراهيم وما هي جنايته ( لا إله إلا الله) وإبراهيم مقيداً ليلقى في النار وقبل أن يلقى ضجت ملائكة السماء بالشكوى إلى الله رب العالمين يا رب إبراهيم الذي يعبدك في الأرض سيلقى في النار عم قليل فقال لهم رافع السماء بلا عمد لو استغاث بكم فاغيثوا فقد أذنت لكم وإن استغاث بي أنا فسيجدوني قريبا مجيبا.. اجعل الله صاحباً واطرح الناس جانباً وأخذت ملائكة السماء تعرض نفسها على الخليل هذا ميكائيل بالمطر يستأذن إبراهيم أن يأمر السماء أن تمطر فتمطر بإذن الله فيطفئ نارهم فيقول له إبراهيم أنا لست في حاجة إليك فيعرض ملك الرياح نفسه على إبراهيم إن شئت يا خليل الرحمن أمرت الرياح أن تبعثر نارهم عليهم فتحرقهم فيقول سيدنا إبراهيم يا ملك الرياح أنا لست بحاجة إليك وينزل الكبير ملائكة السماء سيدنا جبريل ويقول له يا خليل الرحمن إن الله سبحانه وتعالى أرسلني إليك إليك حاجة إلي فيقول له الخليل وكيف أحتاج إليك وأنسى الذي أرسلك لي الآن فقال له جبريل يا إبراهيم ادعوا الله أن ينجيك فقال له سيدنا إبراهيم علمه بحالي يغني عن سؤالي وفي روايه حسبه بسؤالي علمه بحالي حكمت محكمة الأرض بالإعدام وحكمت محكمة السماء بالإفراج فورا ونادى الله بذاته ما أمر ملكاً أن يأمر النار ولكن أمرها بذاته وقال لها يا نار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم البر لا يبلى والذنب لا ينسى والديان لا يموت اعمل ما شئت فكما تدين تدان فاستغفره إنه كان غفورا رحيما…
الخطبة الثانية الحمد لله غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب في الطول لا إله إلا هو وإليه المصير وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم صل عليه وعلى أصحابه صلاة دائمة ما دامت السموات والأرض يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم قال المفسرون إن جميع نيران الأرض لم تنضج طعاماً في هذا اليوم ظنا منها أن خطاب الله موجه إليها فجمع الله سبحانه وتعالى بين البرودة والسلام وظل إبراهيم في النار سبعة أيام والله الذي لا إله غيره لم تحرق لحماً ولا عظماً ولما سئل بعد سلامته أي أيام عمرك كانت أفضل قال الأيام التي كنت فيها داخل النار وتدرون ماذا حرقت لن تحرق لحوم الأنبياء لأنها محرمة على النار وكل ما فعلته النار أنها حرقت الحبال التي قيد بها خليل الرحمن إبراهيم ونظر النمرود بن كنعان من شرفة قصره فرأى النار خمدت وإبراهيم يجلس على ربوة خضراء تظله شجرة يقول الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم يحشر الناس حثاةعراة غرلا وأول من ينزل له ثياب يوم القيامة من السماء فيكسى سيدنا إبراهيم لأنه لما وضع في النار حرقت ثيابه فجزاه الله يوم القيامة أول من يكسى الخليل إبراهيم يوم القيامة ندعو الله سبحانه وتعالى أن يسترنا في الدنيا وفي الآخرة بستره الجميل الذي لا يراه أحد اللهم اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وأنصرنا على القوم الكافرين وبعد بيننا وبين خطايانا كما باعدت بينالمشرق والمغرب اللهم اجعل في شبابنا عفة يوسف وفي بناتنا طهارة مريم واجعل آخر كلامنا من الدنيا لا إله إلا الله محمد رسول الله وأقم الصلاة إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً