بقلم الشيخ/ عماد البية
الحمد لله الذي له ما في السموات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السر وأخفى الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له القائل في محكم التنزيل إنما المؤمنون أخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون. الحجرات لا تشتكي الأيام فليس لها بديل ولا تحزن على الدنيا ما دام آخرها رحيل واجعل ثقتك بالله ليس لها مثيل وعش في شكره تجد كل ما فيها جميل وأشهد أن سيدنا وحبيبنا وشفيعنا يوم القيامة سيدنا محمد صلوات الله وسلامه عليه القائل في حديثه أوس بن أوس في السنن وليس في السنة حديث أكثر أجرا من هذا الحديث قال الحبيب محمد صلوات الله وسلامه عليه من غسًل واغتسل وبكرى وابتكر وماشية ولم يركب ودنا من الإمام واستمع ولم يلهوا الثواب له
بكل خطوة أجر ثواب سنة أجر صيامها وقيامها فصلاة وسلاما عليك سيدي يا رسول الله عليك وعلى آلك وأصحابك الأخيار من المهاجرين والأنصار وارضى اللهم عن أبي بكر وعمر وعثمان وعلي أما بعد إخوة الإيمان والإسلام إن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلوات الله وسلامه عليه وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار فاستمع معي إلى الواحد القهار وهو يقول سبحانه إنما المؤمنون إخوة…. والحبيب محمد صلوات الله وسلامه عليه قال لأصحابه بعدما أن دخل المدينه وبنى مسجده قال لهم تأخوا في الله رجلين رجلين…… الأخوة نوعان أخوةالنسب أو أخوة الدم وأخوة العقيدة فأخوك من النسب أو الدم بن أمك وأبيك أو أخوك لأمك أو أخوك لأبيك هذه هي أخوة النسب والدم أما أخوة العقيدة فهي أخوة الدين هي الأخوة في الله ولا شك أن إخوة العقيدة أقوى وأمتن من إخوة الدم والنسب فالمؤمنون جميعا أخوة كأنهم روح واحدة في أجساد متفرقة متعددة فلا إخوة بدون إيمان ولا إيمان بدون إخوة صادقة فإن وجد إيمان بلا أخوة فاعلم بأنه إيمان ناقص وإن وجدت أخوة بلا إيمان فاعلم أنها ليست أخوة وإنما هو ألتقاء مصالح وتبادل منافع قال ربنا جل وعلا إنما المؤمنون أخوة لقد ظل المصطفى صلوات الله وسلامه عليه يربي أصحابه على العقيدة وأصل العقيدة ابتداء في مكة على مدار 13 عاما استمر 13 عاما كاملة يربي أصحابه على العقيدة فهل يا ترى لما انتقل الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة أعرض عن هذه العقيدة ورب أصحابه على أسس وأصول أخرى كلا لكن آخا النبي صلوات الله وسلامه عليه بين أبناء العقيدة الواحدة آخا بين المسلمين في مكة وبين المسلمين من الأوس والخزرج في المدينة ثم آخا بين المهاجرين والمسلمين من الأنصار فقد امتزجت القلوب قبل أن تمتزج الأرواح وتصافحت الأنفس قبل أن تتصافح الأيدي وحل المهاجرون في قلوب الأنصار قبل أن يحلوا في بيوتهم فاستحق الأنصار هذه المكانة العظيمة التي زكاهم فيها ربهم فقال سبحانه والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون.. تلك النعمه التي أمتن الله بها على النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فقال سبحانه واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا ولقد آخا الحبيب محمد صلوات الله وسلامه عليه بين المهاجرين والأنصار ففي الصحيحين من حديث عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه قال آخا رسول الله صلى الله عليه وسلم بيني وبين سعد بن الربيع الأنصاري كان النبي صلى الله عليه وسلم آخا بين كل مهاجر وأنصاري أي بين رجل من المهاجرين وبين رجل من الأنصار فآخا النبي صلى الله عليه وسلم بين سعد بن الربيع الأنصاري وبين عبد الرحمن بن عوف من المهاجرين تدبر معي هذه الأخوة والحب في الله ماذا قال الأنصاري قال سعد بن الربيع لأخيه المهاجر إني أكثر الأنصار مالا فتعالى أقسم مالي بيني وبينك نصفين ولي أمراتان فانظر أعجبهما إليك فسمها لي أطلقها فإذا أنقضت عدتها فتزوجها فقال له الأخ العفيف بارك الله لك في أهلك ومالك أين سوقكم؟فدلوه على سوق بني قينقاع فانطلق عبد الرحمن بن عوف فباع واشترى وعاد إلى النبي صلى الله عليه وسلم وعليه وبر صفرة أي أثر طيب فقال له المصطفى مهيم أي ماذا فعلت يا عبد الرحمن قال تزوجت إمرأةٔ من الأنصار فقال له الحبيب محمد ما سقت إليها قال وزن نواتن من ذهب فقال له الحبيب محمد أولم ولو بشاةٍ الشاهد في هذا الحديث انظر إلى الإخوة في الله بين سعد وعبد الرحمن لكن أين الأخوة الآن لقد ذبحت الأمة وأصبحت قصعة مستباحة يوم أن تحولت الإخوة إلى كلمات فذلت الأمة وضاعت فتعالوا نتعلم حق الأخ على أخيه أولا من حق الأخ على أخيه أن يحبه في الله ثانيا إلا يحمل الأخ لأخيه في قلبه حقدا ولا غلا ولا حسدا ثالثا من حق الأخ على أخيه أن يتورع عنه بلسانه رابعا من حق الأخ على أخيه أن يحسن الظن به خامسا من حق الأخ على أخيه أن ينصحه إذا رأى منه حاجة إلى النصيحة سادسا من حق الأخ على أخيه أن ينصره ظالما كان أو مظلوما سابعا من حق الأخ على أخيه أن يستره وأن يغفر له وأن يعترف بخطيئته ثامنا من حق الأخ على أخيه أن إذا أخطا في حق أخيه وجاء إليه معتزرا يقبل عذره تاسعا من حق الأخ على أخيه أن يقضي له حوائجه على قدر استطاعته…الاحق1 من حق الأخ على أخيه أن يحبه في الله هذا أول حق أخوك في الله ليس عاصيا لله بل طائعا لله متبع لهدي الحبيب محمد يقول قال الله وقال الرسول يتحرى الحلال والحرام على قدر طاقته؟لماذا لا تحب هذا الأخ المسلم المتبع لهدي الحبيب محمد قال سفيان الثوري إذا بلغك عن رجل بالمشرق أو بالمغرب إنه صاحب سنة تبعث له بالسلام وادعوا الله له فإن أهل السنة في الأمة قليل من حق أخيك عليك أن تحبه في الله وهذا الحب الذي يكون لله من أوثق عرى الإيمان ولذلك روى أبو داود من حديث أبو أمامة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من أحب لله ليس من أجل الجماعه أو الشيخ من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان وإذا برجل يأتي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول له يا رسول الله متي الساعه فيقول له الحبيب محمد وماذا أعددت لها فيقولوا ما أعددت لها كثير عمل غير أني أحب الله ورسوله فيقول له الحبيب محمد أبشر فأنت مع من أحببت يوم القيامة يوم القيامة يوم الحسرة والندامة تقف البشرية كلها على بساط العدل بين يدي الملك والشمس فوق الرؤوس وجهنم غاضبا منهم لغضب ربها فإن الله قد غضب في هذا اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله ينادي رب الناس جل وعلا فيقول أين المتحابون بجلال ؟اليوم أظلهم في ظلى يوم لا ظل إلا ظلي والحديث رواه مسلم من رواية أبي هريرة وفي الصحيحين من حديث أنس رضي الله عنه ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وان يحب المرء لا يحبه إلا لله وان يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن رجلا زار له أخا في قرية أخرى ترك قريته وأتى إلى أخ من إخوته ليزوره في الله فاسمع ماذا قال المصطفى صلوات الله وسلامه عليه قال فأرصد الله له على مدرجته ملكا أي أرسل الله بهذا الزائر الكريم ملكا من الملائكة فلما أتى عليه قال أين تريد إلى أين أنت ذاهب قال أريد أخا في هذه القرية قال هل لك عليه نعمة تربٰها أي إليك مصلحة من مصالح الدنيا ؟قال لا غير أني أحببته في الله عز وجل ما أتيت إلا لأزوره في الله اسمع ماذا قال له الملك لهذا الأخ الزائر الكريم قال فإني رسول الله إليك أي لأخبرك بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه أو كما قال التائب من الذنب حبيب الرحمن ادعو الله وأنتم موقنون بالإجابة.. …
الخطبة الثانية الحمد لله غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب في الطول لا إله إلا هو وإليه المصير وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم صل عليه وعلى أصحابه صلاة دائمة ما دامت السموات والأرض ما زلنا إخوة الإيمان والإسلام نتحدث مع حضراتكم عن حق الأخ على أخيه ولذلك قال الحق سبحانه وتعالى في الحديث القدسي الجليل وجبت محبتي للمتحابين في والمتجالسين في والمتزاورين في والمتبازلين في. رواه أحمد فاعلم أنك تحشر يوم القيامة مع من تحب فنقف في قلبك الآن عم تحب من العلماء والدعاة وأهل الفضل هل تحب لاعبي الكره هل تحب الممثلين والممثلات والمطربين والمطربات من تحب حدد الجواب؟يقول أنس رضي الله عنه فو والله ما فرحنا بشيء كفرحنا بقول النبي صلى الله عليه وسلم المرء مع من أحب رواه البخاري يقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه والله لو قام رجل يعبد الله بين الركن والمقام في بيت الله 70 سنة لا بعث أو حشر يوم القيامة مع من أحب ويقول عبد الله بن عمر رضي الله عنه والله لو كنت الليله لا أرقد ولو صمت النهار لا أفطر وأنفقت مالي كله في سبيل الله أموت يوم أموت وليس في قلبي حب لأهل طاعه الله وأبغض لأهل معصية الله ما نفعني ذلك كله ثانيا إلا يحمل الأخ لأخيه في قلبه حقدا ولا غلا ولا حسدا فالمؤمن طاهر النفس ثقيل قلب والحاقد والحاسد معترض على الله لأنه يعترض على من قسم الأرزاق بين العباد…. إن رزق الله أخا من إخوانك مالا فلمٓ الحقد؟ولما الحسن لم لا تتضرع إلى من رزقه أن يرزقك وهو الغني الحميد أتعترض على حكمة الله في تقسيم الأرزاق بين خلقه وعباده إن الله قد فضل بعض الناس على بعض في الرزق والعلم رزق والمال رزق والخلق رزق والوظيفة رزق التي لا تحول بينك وبين طاعه الله والصحة رزق والزوجة الطيبة رزق والأولاد الصالحون رزق فليس الرزق مقصورا على المال فحسن فإن رأيت أخا من إخوانك قد رزقه الله علما أو مالا أو زوجة طيبه أو أولاد صالحين فيجب عليك أن تدعوا الله لإخيك أن يحفظ الله عليك كما أنعم على إخوانك واعلم أن الحقد من صفات اليهود فهل تحب أخي الإيمان والإسلام أن يحمل قلبك صفة من صفات أخبث أهل الأرض قال سبحانه وتعالى ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق فالحسد من صفات اليهود ولذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم كما جاء في الصحيحين من حديث أنس لا تباغضوا ولا تحاسدوا وكونوا عباد الله إخوانا فمن حق الأخ على أخيه أن ينام على فراشه وهو لا يحمل في قلبه غلا ولا حقدا ولا حسدا لأخ من إخوانه مما يوحدون الله ويشهدون أن محمد رسول الله وكلنا نعلم قصه الرجل أو الحديث الذي قال فيه الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم سيدخل عليكم الآن رجل من أهل الجنة فإذا برجل لحيته تنضب ماء يحملون خفيه تحت إبطه فأراد سيدنا عبد الله بن عمر يعلم ويتعلم ماذا يفعل هذا الرجل فذهب إليه وقال لقد لحيت أبي خاصمت أبي فأقسم علي إلا أبيت ثلاث فاستضافه الرجل عنده فلم يره يفعل شيء إلا أنه يؤدي الصلاة في وقتها فأخبره سيدنا عبد الله بن عمر فقال له الرجل أني أصلي العشاء والعتمة وأنام وليس في قلبي شيء لأحد….. ولذلك يقول الحق سبحانه وتعالى الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو ا… فلقد أوحى الله إلى سيدنا موسى عليه السلام قال له يا موسى هل عملت لي عملا قط فقال إلهي صليت لك وتصدقت لك وذاكرت لك وصمت لك فقال له الله يا موسى إن الصلاة لك برهان والصوم جنة والصدقة ظل والذكر لك نور في أي عام عملا عملت لي فقال يا رب دلني على عمل هو لك قال يا موسى هل واليت لي وليا قط وهل عاديت لي عدوا قط فعلم موسى أن أحب الأعمال إلى الله الحب في الله والبغض في الله ندعو الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا من المتحابين في جلاله وأن يجمع شمل أمه محمد صلى الله عليه وسلم وأن يؤلف بين قلوبهم اللهم ارحم المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات يارب العالمين اللهم أرنا الحق حقنا وارزقنا إتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا إجتنابا واجعل آخر كلامنا من الدنيا لا إله إلا الله محمد رسول الله وأقم الصلاة إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً
